• ×

08:10 صباحًا , السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


ماعندك جهاز ذكي؟!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 د.أجمد النجار
أحمد النجار

ما سأكتبهُ الآن هو بوحٌ شخصي قد تُشاركني به أو قد لاتفعل , ولكن لاتَنسَ أنه مُجردُ بوحٍ لاأكثرَ ولاأقل ..، لي ابن خالة - يرحمها الله - على الرغم من ثقافته وروحه المرحة إلا أنه يرفضُ - وحتى الساعة - امتلاك جهاز ذكي .!! ومثله جاران لي ومثلهما ( عديلي ) ...!!! وعلى الرغم من أني كنتُ دائماً اطلبُ منهم اقتناء أحد تلك الأجهزة إلا أنني لم أتوقف عند هذا الأمر كثيراً , حتى كنتُ ذات ليلة في أحد المطاعم فلفتَ انتباهي مُسنٌ عليه وقارٌ من الجالية السودانية على طاولة أمامي ، وكان بيده صحيفة ورقية مشهورة وكتابٌ صغير الحجم ، وكان يقرأ في الجريدة باهتمام بالغ ..!!! شدني هذا المشهد ، وبعد أن فرغتَ من عشائي تقدمتُ نحوه وسلمتُ عليه وسألتهُ : عذراً على تطفلي أستاذي الكريم , ولكن ماعندك جهاز ذكي ؟!!
استغرب من سؤالي , وبادرني بسؤال مُضاد : لماذا السؤال ؟!! فأجبته : أنه الوحيد في هذا المطعم الذي يقرأ من صحيفة ورقية وبيده كتابٌ ورقي ..!!!
تبسمَ وأخرج هاتفاً عادياً - لم يكن ذكياً ولكنه ليس غبياً كذلك - لاأعلم لماذا شعرتُ أنني أقفُ أمام واحد من الفرقة الناجية من محرقة الأجهزة الذكية ؟!!
أنا متيقنٌ أنه لم يقتنِ هاتفأً ذكياً لأنه قرر أن لايدخل بقدمه تلك المحرقة ، وإلا فوجودهُ في مطعم كالذي نحنُ فيه سينفي السبب المادي لعدم اقتنائه هاتفاً ذكياً ، والكتاب الذي في يده ينفي السبب الثقافي ..
وادعته وأنا أوشك على إخراج هاتفي الذكي وأضعه تحت سيارتي وأنا في طريقي للحصول على هاتف عادي ..!!! ولكني كنتُ أجبنُ من أن أفعلَ ذلك ..!!
إن أصريت على أن لاتقرأ ماسبقَ على أنه بوح شخصي , فأنا واثقٌ أنك سترفع حاجبك أو حاجبكِ وتقول : يالهذا التخلف !!!!
وتبدأ في حشو بندقية المنطق التي تحملها برصاصات الأسباب المنطقية والملحة لاقتناء الهواتف الذكية , وستسردُ لي ألف منفعة ومنفعة لها ، وسترتدي عباءة أفلاطون وتضعُ يدك على كتفي وتقول : أسمع يابُنيَّ , هذه الأجهزة كالكأس تشربُ به خمراً -أجلكم الله - أو تشرب به ماء زمزم ، فأنت سيد الموقف وبيدك الاختيار لتستخدمه استخداماً راشداً أو استخداماً غير راشد ..!!!
وسوف أتظاهر بأني مقتنعٌ بكلامك ومتأثرٌ به ولن أحشو بندقية أدواتي لاأُثبتَ لك أنك أنت شخصياً لستَ مَقتنعاً بكل ماقلته ، ولكنك تتعامل معه كواقع مفروض علينا ، وتحاول جاهدأً أن تهرب من تأنيب الضمير على مافرطتَ من حقوق وأضعت من أوقات ، وأنه كأس مُعدٌ للخمر وإن شربت به في البداية جُرعات من زمزم ..!!!
ولن أُجهِزَ على منطقك الجريح باحصائيات مرعبة حول وقت استخدام دول العالم العربي - تحديداً - للإنترنت والأطفال منهم تحديداً , ولن أُخبرك أن شركة كشركة ( ريز ) للتسويق والشبكات الاجتماعية لها احصائية قديمة قالت فيها : أن مايزيد عن 290 مليون مشاهدة يومياً للسعوديين فقط على اليوتيوب فقط ..!!
ولن أُخبرك عن معاناة الأسر وقطاعات الأعمال الخاصة والعامة والتعليم عن الاستخدام الغير راشد للإنترنت في أوقات العمل والدراسة وحتى القيادة ..!!!
وعن صيحات التحذير التي تطلقها المؤسسات الصحية , واستغاثات الإنقاذ التي ترسلها المؤسسات الاجتماعية (هناك من 400 ألف إلى 2 مليون طفل يتم استغلالهم إباحياً سنوياً حول العالم )
أرجوكِ وأرجوك .. أحملْ ماكتبتهُ على أنه بوحٌ شخصي ، وأنا سأستمر في غبطة المُسن السوداني على نجاته من محرقة الأجهزة الذكية ..!!!

أ.أحمد النجار
مستشار نفسي واجتماعي
تويتر 3h_live@




بواسطة : أحمد النجار
 1  0  1909
التعليقات ( 1 )

الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    08-07-1437 03:28 مساءً امل الغامدي :
    راااااائع ما كتبت. العيب ليس ف الجهاز الذكي. بل في اقتناؤنا الغبي.
    وهل من لديه جهاز ذكي يتصرف ب غباء. ؟!
    لماذا اهملتم الكتب. ؟لماذا لاتقرأ الجريدة. ليس ذنب الجهاز الذكي انك جعلت منه شماعة غبية تعلق عليها سوء تصرفك

    نحتاج الاجهزة الذكية. بتصرفات ليست غبية
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:10 صباحًا السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024.