• ×

03:43 مساءً , الثلاثاء 14 شوال 1445 / 23 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


للحبِ كلمةٌ أُخرى ..!!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 د.أحمد النجار
أحمد النجار

قررتْ ( ألجا ) وهي حورية البحر فاتنة الجمال التي تعلقتْ بإنسانٍ في مسرحية ( ذيل حورية البحر ) التي ألفها الأديب الأرجنتيني ( كوانرادو ناليه روكسلو ) سنة 1941 للميلاد , قررتْ أن تُجري عمليةً جراحيةً لتفقد ذيلها وتتحول إلى امرأة طبيعية عادية , وذلك حتى تستطيع الزواج من الرجلِ الذي أحبته وظنت أنه أحبها , ولكن الرجل لايلبثُ أن يملها ويهجرها وينصرفُ إلى حبِ فتاةٍ أُخرى تستطيعُ الطيران , ويعتصرُ قلب ( ألجا ) الأبيض النقي ألماً عندما تُدرك أن حبيبها لم يكن يعشقُ فيها إلا الجانب السحري العجيب , وحينئذ تُقرر العودة جريحةً مَنكسرةً مُنهزمةً إلى بحرها , حيث تتلقى العقاب الذي ينتظرها على أيدي أهلها ..!!
( ألجا ) لم تعدْ تستطيعُ الحياة في البحر بعد أن فقدت ذيلها ولا في البر بعد أن فقدتْ حبيبها ..!!
الحبُ لم يفعلَ ذلك ب ( ألجا ) فالحبُ أعظمُ وأروعُ وأحنُ من ذلك بكثير .., الحبُ الحقيقي - وليس الإعجاب أو الاحتياج - يُضيفُ للإنسان ولايأخذ منه , يقبلهُ بكل تفاصيله وكل أحواله , يدفعه دفعاً نحو التغيير إلى الأحسن , الحبُ الحقيقي فيه تضحياتٍ وليس فيه تنازلات , مافعلته ( ألجا ) كان تنازلاً وليس تضحيةً , تنازلتْ عن طبيعتها وعن حياتها وعن ذيلها .., قد نقولُ أن ظروفها كحورية بحرٍ كانت تستدعي التنازلَ عن ذيلها لتكون مع حبيبها , ولكن لماذا لم نسأل : ألم يكن حبيبها يستطيع التنازل بأي طريقةٍ ليكون هو معها وليس العكس ؟!! وسأجيبُ أنا - بعد إذنكم - كان يستطيع التضحية وليس التنازل , كان يستطيع أن يُضحي بحبه وأن لايطلب منها إجراء تلك العملية التي ستكون نقطة لاعودة لها , هذا لو كان يحبها حباً حقيقياً , وهذا ماأعنيه ..
علموا صغيراتكم اللاتي يسبحنَ بكلِ براءة وسذاجةٍ ونقاء وطيبة كحورياتِ بحرٍ غارقاتٍ في الجمال في الفضاء الافتراضي , في مواقع التواصل , ويلتقين في كل زاويةٍ بمن يفرشُ لهن بساط الحُبِ الوردي المُفعم بالأحلام والوعود والكلمات الرقيقة اللطيفة اللاتي لايسمعنها منكم , وبالحنان الذي افتقدوه عندكم , علموهن الحُبَ , وأن الحُب يبني ولايهدم , يعطي ولايأخذ , علموهن أن في الحب تضحياتٍ وليس تنازلات , علموهن أن ( ألجا ) لم تكن على حق , وأن حبيب ( ألجا ) لو كان حقاً يُحبها ماكان وافقها على التنازل عن كونها حورية بحر , علموهن أن يطلبوا ممن فرشَ لهن بساط الحُبِ أن يتقدمَ لكم , وأنكم سوف ترحبون بهِ لو فعلَ ذلك .., ولن يفعل .. !!!
الحبُ غريزةٌ خلقها الله في كل إنسانٍ , فعلموهن وعلموهم كيف تُدارُ هذه الغريزة , وأنه من الطبيعي أن يشعرن ويشعروا بقلوبهم الصغيرة تخفق ومشاعرهم البريئة تتحرك , وأن هذا كله أمرٌ طبعي ولابُدَ أن يُدار إدارةً حسنة .., اغرقوهم بالحُب وبالحنان وبالمشاعر الصادقة وافتحوا قلوبكم لهن ولهم وآذنكم وكونوا قريبين منهم وكونوا أصدقاء لهن ولهم , أو سيصدمكم يوماً أن صغيرتكم غارقةٌ حتى أذنيها الصغيرتين في حُبٍ مُزيفٍ سيُفقدها ذيلً طُهرها وشرفها , ثم يركلها لتعود إليكم لاهي حوريةً كما عرفتموها ولا بشراً ..!!!

**دوزَنَةُ حَرف :
السرابُ لم يكذبْ علينا يومأً , نحنُ من ظنناهُ ماء .!!!!


أ.أحمد النجار
مستشار نفسي واجتماعي
تويتر 3h_live@




بواسطة : أحمد النجار
 0  0  1599
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:43 مساءً الثلاثاء 14 شوال 1445 / 23 أبريل 2024.