• ×

11:20 صباحًا , الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


السـر في السكان لا في المسكن.

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
معظم معاناتنا الماضية و الحالية و المستقبلة تنبت من التناسب العكسي بين الموارد الحياتية الاساسية (الماء، الزرع، الضرع...) و معها رقعات من الأرض القابلة للسكنى، من جهة، و قلة ضبط النمو السكاني و الحد من الانجاب المفرط و المزواجيات المتنوعة!

منذ 1970م، و منذ 9 خطط خمسية تنموية (كان البنك الدولي مستشارنا في الخطة الأولى في البداية؛ ثم تلته بقية البيوتات الاستشارية (و آخرهم -حالياً-شركة ماكينزي)؛ و كان الكل قد دأب على تنبيهنا الى المستوى العالي في النمو السكاني. و الآن، و مع الخطة العاشرة.. و الوضع يتكرر!

و لقد مررنا بطفرات من اسعار النفط، و مرّت بنا، فكان سعره حوالي (دولار واحد و ثلث للبرميل) قبيل بدء الخطة الخمسية الأولى، في 1970م؛ ثم تزايد حتى وصل ذروة الذرى قبل سنتين الى قرابة الـ150$؛ ثم تجدنا حالياً نعارك لنصل الـى 50$.

و كنا قد بقينا على وهج السعر المرتفع، فغضّينا الطرف عن مشكلات اساسية، مثل:-
1) التزايد (السكاني) نتيجة الافراط في الانجاب و المتزامن من التفنن في الزواجات و المزواجيات في أنواع بلغت الـ9: من المِسيار الى المِسفار، زائداً 7 أنواع اخرى!
2) مستوى الندرة النسبي لمقومات الحياة الأساسية، إبتداءً بالماء و الزرع و الصحة و التعليم و الضرع!
3) بالتالي، و كان مع هذا و ذاك اكتظاظٌ حادٌ و ضغطٌ شديدّ على المرافق و الخدمات.

وزير العمل السابق/وزير التخطيط الحالي تحدث في منتدى جدة الاقتصادي منذ سنتين، و اشار الى تقديرات و احصاءات البطالة؛ و في نفس الجلسة نوَّه ايضاً بتنامي اعداد خريجي و خريجات الثانوية فذكر قرابة 1/3 المليون! ثم ذكر خريجي الجامعات بعامة..و لمّح عن صعوبة استيعاب سوق العمالة. (لكنه فقط المحَ و لـمّح).

و تظهر الاستحالة المؤلمة ما بين اللهث في إتجاهين: 1. رغبة المتخرجين و المتخرجات في الوصول الى عالم العمل؛ و 2. تباعد المرمى و تطاول مضمار الركض و تزاحم الراكضين.. فإن أعدادهم كبيرة، و تتزايد يوماً بعد يوم.

و وجدنا ان كثيراً من الناس عندنا، في الفضاء العام و في الخاص، يتعمدون الاشارة الى 'مساحة' المملكة بعد ان يقدّروها بحوالي 2 مليون ك.م مربعاً؛ ثم يسارعون فيركنون الى ذلك الرقم و (يفترضون) إمكان استيعاب تلك المساحة لكامل الـ30 مليوناً حالياً من البشر، بين مواطن و مقيم؛ و انهم سيكونون في بحبوبة، ايضاً! بل، و تجد كثيراً منهم يتجاهل بوضوح لا ادري كيف يسمحون لأنفسهم به.. عن التفكير بجدية كافية في قلة مقومات الحياة الاساسية، الماء و منابت الغذاء و الكلأ.. ناهيك عن كمية و نوعية اكتمال المرافق و تكامل الخدمات.

فتجد بعض الناس عندنا ينسون، بل بتناسون، ان المساحة الكلية لا تعني شيئاً يذكر، و انها -لوحدها- لا تفيد. (فانظر الى مصر، مثلاً، من ناحية المقارنة بين جملة المساحة -و تواجد معظم السكان على شريط مخضوضر رهيف على جانبي النيل و بين فرعي دلتا النيل، دمياط و رشيد. ثم تجد نسبة ليست هينة من السكان تتكدس في هيأة عشوائيات متناثرة.. و كانت قد بدأت و نمت بصفة غير قانونية! فتجد هناك في مصر، حيث النيل بكل عظمته و تاريخه و جلاله.. نسبة لا تصل الـ10% من المساحة الاجمالية للبلد؛ بل هي 9.3% !

فكيف بحالنا هنا، و نحن في منطقة جافة، و غالبـُها غيرُ ذي زرع، و ليس لدينا حتى فلجٌ قائم او غديرٌ دائم.
بل، و تجدنا نستنفد حالياً حتى المياه الجوفية التي تجمعت منذ آلاف السنين (و على انماط استهلاكنا الحالية: لا و لن تكفي محطات تحلية مياه البحر.. و لو اقيمت صفوفاً و على طول السواحل)!

و اذا ما نظرنا فيما يمضي مؤخراً و ركزنا فقط على قطاعين اثنين من قطاعات التنمية عندنا: التعليم و الزراعة، فحسب إحصاءات المركز الاستشاري للجدوى الإقتصادية بجدة (الثلاثاء 24 من شعبان 1437هـ/31 من مايو 2016م): فالتعليم زاد طلابه (2004م- 2014م)، فقفز عددهم بـ858 ألفاً، بزيادة 20% (الخُمس!)؛ منها، في الثانوية وحدها كانت الزيادة 416 ألف طالباً و طالبة (بزيادة 49% خلال عقد واحد!). و سنجد ان الاعداد في تزايد مستمر. و سيضغط خريجو الثانوية بشدة خلال السنوات القليلة القادمة على القبول في الجامعات و المؤسسات التعليمية و التقنية المختلفة. (..و انه لا يمكن استيعاب هذا التدفق البشري المنهمر، بتجاوبات كمية، ناهيك عن النوعية).

و لتجدن جموعاً من الخريجين عند أبواب سوق العمل التي لا تتسع إلا لنسبة صغيرة من خريجي إجمالي طلاب الجامعات. ففي عام 2014م، كان نحو 1.6 مليوناً، منهم 86% (1.3مليون بمرحلة البكالوريوس)؛ و قد تخرج منهم نحو 200 ألف طالباً و طالبة. و زاد عدد الخريجات (57 % من إجمالي المتخرجين).
و الكل يرنو نحو الوصول الى سوق العمل، بل و يأمل في ولوجه!

امّا احصاءاته عن الزراعة، فتقول أن الرقعة الزراعية قد(إنحسرت): من 1,571 ألف هكتاراً في 1992م، ألى 695 ألف هكتاراً في 2013م (بنسبة إنخفاض 56%!)
فالإنتاج الزراعي نما ببطئ و لم يلبِّ حاجة السوق: ففي 2000م، بلغ الانتاج 8.6 مليون طناً، و إرتفع إلى فقط 9.3 مليون طناً في عام 2013م، (=زيادة 8.5 % فقط.. خلال 13 سنة!)

و في ظل اسعار النفط الحالية -و في المستقبل المنظور- و إذا جمّعت كل رقعات الأرض القابلة للسكنى عندنا، و مع تزاحم السكان نتيجة الافراط في التناسل و المزواجيات، ثم تدفقهم نحو مؤسسات التعليم فسوق العمل، و مع المزيد من انهاك المرافق و الخدمات.. فأي خطة تنموية (واقعية) سيمكنها يا ترى الجمع بين الطرفين المتقارعين؟
و هل يمكننا ان نستمر في التغافل عن قلة الموارد الحيوية و الطبيعية اساساً؟ و هل سيمكننا ان نمضي في اغفال الأعداد المتزايدة للمستهلكين ..السكان!؟

فمع ما جرى و يجري و سيأتي، علينا ان نواجه الحقيقة بذهن واعٍٍ، و بقلب صاحٍ، و الاّ نُفرِط في الاحلام؛ و علينا ان نركّز على الممكن من رؤى التخطيط، و المتاح من اوجه التطبيق، مستفيدين من تجارب الآخرين، بل و من تجاربنا عبر السنين. و المهم الأهم هو ألاّ تتزايد الاحلام فتتعالى التطلعات، مهملة مهابط الآلام في مستقبل الأيام.

قبل اربعة عقود، و بالتحديد منذ 41 سنة، ظهر 'مانشيت' بارز كبير (عنوان جرائد عريض) في اكبر صحفنا، قائلاً: 'الدولة تحل مشكلة الاسكان'؛ ثم استمر المانشيت ليقول: 'جلالة الملك[خالد] يطَّلعُ امس على نماذج و تصاميم مشروع الاسكان الكبير الذي يُنفـّذ في جميع انحاء المملكة'؛ ثم واصل: 'وليُّ العهد [فهد] يناقش تفصيلات المشروع مع الأمير متعب [وزير الأشغال العامة و الاسكان]، و يطلب تنفيذه بسرعة'..ا.هـ.
هذه المانشيتات، برزت بصحيفة 'عكاظ': العدد 3467؛ الأربعاء، 23 من شعبان، 1395هـ=26/نوڤمبر، 1975م؛
و كان ذلك في القرن الماضي؛ و في وقتها كان سكان المملكة لا يتجاوزون نصف تعدادهم الحالي!

فإذا لم نتدارك الأمور، و نسمي الأشياء بأسمائها، و نتعامل مع الحقائق، و أوّلها القحالة الطبيعية (الجفاف الجغرافي بعامة)، و قلة او ندرة المياه، و نضوب النفط عاجلاً ام آجلاً.. فإن هذه الأجزاء، في مجموعها، لا و لن تتوافق -نسبياً و تناسبياً- مع حاصل و مجموع ما عندنا و ما يُتوقع من تعداد الناس المتعاظم، نتيجةَ الافراط في النسل، و جَرّاء التساهل في الزواجات و المزواجيات.
و عليه، فيلزمنا البدء في ضبط تفاقم الانجاب، سعياً لتخفيف أزمة السكان و بالتالي البدء الواقعي -و الفعلي- في "حل مشكلة الإسكان"!


د.ابراهيم عباس نــَـتــّو
عميدسابق بجامعةالبترول




 0  0  1089
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:20 صباحًا الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024.