• ×

01:52 مساءً , الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


غيبوبة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم / كامل بدوي
بعد استيقاظي من تلك الغيوبة الطويلة والتي أعتقد الأطباء بأنني لن أقوم منها ، استيقظت ورجعت لهذا العالم ، كم لبثت في غيبوبتي لا أدري ؟ عندما فتحت عيني وجدت قلة حولي فقد مل الجميع وسأم من صحبتي وأنا غائب عن هذه الدنيا أعيش في عالم آخر يكتنفه الظلام ، في البداية كان أحبتي يتوافدون بكثرة للاطمئنان علي ، شيئاً فشيئاً بدء الجميع ينفضون من حولي ولم يبقى إلا قلة من أقرب المقربين ...
أخذني ابني في السيارة بعد خروجي من المشفى لكي أستنشق هواء الدنيا من جديد ، كنت قد نسيت كل شيء ، أخذت السيارة تعرج بنا في الشوارع والطرقات ، تعجبت لأنني وجدت ازدحاماً في كل شيء ، ظننت أن الأمر طبيعياً فالزحام موجود دوماً ولكن الازدحام في كل شيء أمر لم أعهده من قبل ، الشوارع مزدحمة في فترة ما بعد العصر ، الناس حانقون على بعضهم البعض ، معظمهم عابس ، خناقات ، شتائم ، إشارات بالأيدي وبالأصابع ... لا أحد يطيق أحداً ... الكل يحس بالضرر ... غريب أمرهم
لفت نظري منظر المطاعم وكم هي مزدحمة بالزبائن ، يكاد لا يخلوا مطعم من زبائن ، بعضها كان الناس يقفون أمامها متراصين كمن ينتظر دوره في دائرة حكومية ، طابور طويل من الناس قد يكون بالعشرات . لماذا؟ لا أدري ... كل المطاعم على هذا الحال وعلى نفس المنوال ... يتهافت الناس على محلات الحلويات كالنحل الذي يحوم حول خليته ازدحام شديد ، الكل يرفع يديه مطالباً بأبسط حقوقه ألا حقوقية وهي أن يكون أول من يتم خدمته حتى لو كان أخر من حضر ، تعجبت من كميات الحلويات التي يخرجون بها من تلك المحلات ... حقاً كثيرة جداً...
طلبت من ابني أن يأخذني إلى أقرب جامع لأنني أريد أن أصلى شكراً لله ، وجدت أناس كثيرون بالمسجد يقرأون القرآن ويسبحون وفي المسجد عاكفون ، الحمد لله على تلك النعمة فضل من الله أن تكون هناك روحانية وأن نستشعر بالإيمان في قلوبنا ، عدت الى السيارة وأكملنا طريقنا إلى المنزل ، وضع الطعام الوفير والمتنوع تنوعاً لم أعتده من ذي قبل ، أكل الجميع بشكل لافت ، تعجبت منهم لأن ذلك أمر لم الاحظه فيهم من قبل ، بعد الطعام دارت بيننا أطباق الحلوى وأكواب الشاي والعصير ، حتى الحلوى التي أمامي على الطاولة كانت مزدحمة فهذا ما يسمى كذا ، وهذا يطلقون عليه كذا وكذا ... أكثر من عشرة أنواع من الحلويات متراصة أمام الجميع والأيدي تلتقف ما يمكن إلتقافه ...
التلفزيون أمامنا نشاهده ، لاحظت فيه كثرة الإعلانات وكثرة المسلسلات وكثرة كل شيء ، كل شيء أصبح كثيراً ، حديثنا أصبح كثيراً ، اهتمامنا بأنفسنا قل كثيراً ، انشغال الناس بالهواتف الذكية أصبح كثيراً ، الأكل كثيراً ، الشرب كثيراً ، النوم ، البلادة ، عدم التفكير ، ببساطة كل شيء كان كثيراً وأنا لا أعرف لذلك سبباً ...
سألت أهلي كم استغرقت غيبوبتي ؟ قالوا لي أسبوع ، أسبوع فقط هل أنتم جادون فيما تقولون ؟ قالوا : نعم أسبوع فقط ، تعجبت!!! وقلت لنفسي وهل غياب أسبوع عن هذا العالم يغير كل شيء هكذا ؟ وهل خلال أسبوع واحد يتغير ننقلب إلى أناس آخرون ؟ لم أقتنع بكلامهم فسألتهم عن الحادثة التي أدخلتني في الغيبوبة فشرحوا لي الموضوع بالزمان والمكان ، فعلاً هو أسبوع لا غير ، ولكن لماذا كل هذا التغيير في كل شيء ؟ سألتهم في أي شهر نحن ؟ عندها وجدت الإجابة على استفساري وكل ما تعجبت منه ، نحن في رمضان ، شهر اللحمة والخرفان ... أسف شهر الرحمة والغفران لا بد من أنني مرهق ، شهر رمضان الذي يتبدل فيه كل شيء ، يتهافت الناس فيه على الطعام وكأنهم حرموا منه طوال العام ، يتناولون الحلويات وكأنهم لا يرونها سوى في رمضان ، تمتلئ الأسواق ويمتلئ كل شيء ... ولكن لحظة . لماذا ننظر دائماً إلى السلبيات هذا خطأ ، لا بد وأن ننظر إلى الإيجابيات فعمل الخير يكثر أيضاً في رمضان والمساجد تمتلئ بعباد الرحمن ، التقرب إلى الله أكثر ، الطاعات أكثر ، العبادات أكثر كل شيء أكثر ...
لم أفهم ماذا يحدث في هذا الشهر فكل ما فيه متناقض ليلنا نهار ، نصوم لكي نصح ونستشعر الجوع ، ولكن البعض يفعل العكس تماماً فالبعض يصوم لكي يلتهم كميات كبيرة من الطعام ، الأطباء يحذروننا من السكريات ومن الأصباغ لأنها تضر بنا وتؤثر على صحتنا ، لكننا نصمم على وجودها أمامنا باستمرار ، هي شغلنا الشاغل وأساس لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال ، لا يهم مرضنا بالسكر أو زدنا في الوزن ارطال وارطال ، نصوم وتحبس الشياطين فيظهر من هم أسوأ من الشياطين ، راقصة ترقص في مسلسل رمضاني ، ومسلسلات الحب والغزل والمخدرات والعار وكل ما هو سيء تقدم يومياً في على مائدة الإفطار ، ليس بمحض الصدفة ولكنه بترتيب مسبق فرمضان كريم ، مسابقات وملايين تصرف ، شخص يتصل والمذيع يسأله : حيوان بحرف الحاء ما هو ، يجيب المتصل : حمار . حمار ... مبرووووووك ألف مبروك لقد كسبت السيارة ... وأكبر جائزة وأكبر مبلغ نقدي يقدم للناس ولا يهمنا إن كان ميسر أو أياً ما كان المهم المكسب وما سوى ذلك فليس في الحسبان يدفع الناس من قوت يومهم أملاً وطمعاً في الجوائز ونسوا الجائزة الكبرى ، برامج تعلم الناس السخافات وتقتل لديهم كل القيم والمعتقدات ، ألفاظ ممنوعة أبيحت في رمضان ، مناظر محرمة ألغي تحرميها في رمضان وحلي صيامك يا صايم بكل الأشكال والألوان ، الفجور موجود ، المحرمات متاحة ، كل ما تشتهيه النفس موجود بلا قيود أو حدود ، شيخ يطل علينا من الشاشة وبعد انتهائه تخرج لنا راقصة . أمر عادي ، داعية يتحدث بقال الله وقال الرسول واتقوا الله يا أصحاب العقول وبعده مباشرة مسلسل عن الدعارة أو المجون أمر عادي ، يعتقدون أنهم يطبقون ( لكم دينكم ولي دين ) ، كل شيء موجود وتحت الأمر والطلب . لو كنت من الأشخاص المحترمين فأنظر إلى البرامج المحترمة ولو صادفت ما هو غير محترم فقل استغفر الله العظيم ، ولو كنت من الباحثين عن ما لذ وطاب فشاهد كما تحب فالمعروض من الفساد كثير ، وإذا صادفت من المعروض ما هو محترم فلك حرية الاعتراض والامتعاض بأي طريقة تريدها وسأعطيك بعض ما يمكنك استخدامه : يووووه ، اوووف غثونا بها الشيوخ ...
رمضان تغير أم نحن من تغيرنا ولبسنا ثياباً غير ثيابنا ، نفعل كل ما يمكن في رمضان ... أما في غيره فتختلف الآية ، والأجمل من كل ذلك سوء الأخلاق وانعدام الصبر والحكمة والحلم عندما تتحدث مع احدهم يقول لك اللهم اني صائم ، يقولها متأففاً وكأن الصيام بلاء ، يقولونها بدل من يقولوا أن الصوم تسامح وحب وإخاء وإحسان وكل سلوك حسن ، لا نعمل فنحن في رمضان ، لا ننتج فنحن صائمون ، كل شيء يتغير ...
هل سنفيق من هذه الغفلة أم أننا تعودنا على ذلك وكما يقولون : اللهم لا تقطع لنا عادة ... زودناها بزيادة ولابد لنا من وقفة ، رمضان للرجوع إلى الله والتقرب إليه بالعبادات والأعمال الصالحة والعمل والإنتاج ... هل نمتلك الحرية للتغيير أم أننا مسلوبي الإرادة وسنظل خلف قضبان العادات والتقاليد والتعود ولزوم رمضان وفوانيس وقماش بالألوان ... وصوم وكتر من النوم ، وعلى رأي المثل نوم الظالم عبادة ، نام وحط على وجهك وسادة ، إن كنت من اللي خلوا شهر الصوم شهر ملذات وليس شهر عبادات ، و يا غافل لك الله ، أرحمنا برحمتك يا رحمن يا رحيم ورمضان كريم .


بواسطة : كامل بدوي
 0  0  1400
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:52 مساءً الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024.