• ×

01:28 صباحًا , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


إعتدالُ الطعام، لحُسنِ القوام!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
image



في القرن الـ20 كنا نتداول العبارة: 'البِطنة تُذهِبُ الفِطنة'؛ و كنا نفهمها بأنها تصف شخصاً يفرط في الأكل، و انه مرشحٌ للإنضمام لفئة بطيئي التعلم و قاصري الذهن.

و مؤخراً صِِرنا نسمَع عن لفظة 'البدانة'، بل و نشاهد تكاثرها منذ نعومة الاظفار و سن الصغار؛ و هذا امرٌ مُحزن، و يلزمنا تلافي تفشيه في المجتمع.

فإن السمنة-البطنة-البدانة، دخلت باب ساحة غير مستقرة، و تحوّلت الحالة من الاستثناء الى الكثرة؛ و من الاعتناء بـ'القوام والهندام' الى ظاهرة جسدية متمثلة في قميء المناظر، و في التكاثر المأسوف في الاسقام.

تكاثرت حالات البطنة/السمنة في وتيرة متزايدة، و تعددت المشاكل الصحية الناتجة، حتى وصلت إلى 11خللاً صحياً ذي علاقة بالسمنة، بما يشمل: مرض السكري، آلام المفاصل، الكوليسترول، هشاشة العظام، ضغط الدم، ضيق التنفس، عناءات الاسنان، اختلالات البصر، امراض القلب، و حالات التجلط و الإجهاد و الإعياء.

و مع أن كلمة و فكرة 'الرجيم' قد انتشرت عندنا منذ فترة ليست وجيزة، و صار استخدام هذه اللفظة الفرنسية عادياً (و هي في الواقع تعادلُ كلمتنا في العربية منذ آلاف السنين، 'الحِمـيَة')؛ الاّ انه لا يزال يلاحظُ موقفُ الناس تجاهها على أنها حالة استثنائية.. و كأنَّ الحِميـَة مطلوبةٌ فقط (عند) حدوث خلل صحي عارض، كما في حالة اجراء عملية جراحية او مع اختلال توازن معين؛ خاصة عندما يضطر الطبيب (ليأمر) مريضه باتباع هذا و اجتناب ذاك؛ فتكون فكرة الحِمية وقتها 'علاجاً،
و (مؤقتاً!ً)

لكنّ الأوان قد آن لتبني فكرة و ممارسة 'الحمية' كشيئ اساسي، و كسلوك شخصي، و كنمط حياة؛ و ليس فقط كحالة آنية/مؤقتة؛ و لا كعلاج مرتبط بعلة معينة. بل يلزم تبنيها بانتظام في الحياة اليومية بعامة، و في مجال تحاشي السمنة اثناء التعامل مع الطعام بخاصة، و حينما نقصدُ الصحة و نأملُ حسنَ القوام.

و لتجدن في نمط ساعات العمل التقليدية في هيكلية الدوام عندنا، في المجال العام، ما لا يسهّل الانتظام و الالتزام؛ بل قد تجده يساهم في قلة الالتزام بأي حمية او رجيم.

فافتراض 'دوام' في 7ساعات مشكوك اصلاً في تنفيذه، بداية و نهاية، من الصباح الباكر، 7:30، الى ما بعد الظهر، 2:30، مع عدم تجهيز فاصلٍ رسمي موحَّد لقهوة او نحوها، صار يدفع موظفينا عبر السنين لتناول الشاي و صواحبه على مدار الدوام، و بكمياته و بسُكرّياته.

ثم تجد الموظف يعود للبيت لتناول وجبة 'الغدا' في وقت متأخر، فيجمع بين التهام الطعام دردبا، و الشراب سرسبا؛ ثم يتبعه بالنوم قبل حتى مضي وقت كاف للهضم.

و يلزمنا مراجعة حياتنا و اسلوب تعاملنا مع الأكل؛ ففي الغالب الأعم تجدنا نميل الى النشويات و نحبذ الأرز و خاصة ما كان دسماً، و المقليات و خاصة ما كان مقرمشاً، و الحلويات و خاصة ما كان مُشيّراً. و في نفس الوقت، ترانا نلمس السَّلطة لمساً مترفعاً، و نقتصر على ذواقة الخضروات تذوقاً؛ فتأتي الوجبة مختلة التوازن، مفرطة السعرات و بما يجعل الدم معمراً بالدهنيات!

و لقد صعقت ان شاهدت ذات مرة تقديم وعاء عميق (كـَـرَوانة) من الأرز و عليه رشـّات من الدهن اضافت اليه لوناً اصفرا؛ و كان على السطح نصفُ دجاجة..
(و قد يجد الزبون على سطح الطاولة قارورة شطة.. لعلها لمجرد التحديق؛ و ربما كبديل لحتى فكرة السَّلطة!)..
فأنىَّ لقوامِ مثلِ هذا أن يترشّقَ؟!

فالإفراط في المأكل و المشرب لا يبقي للتغذية المفيدة باباً، و لا للقوام القويم مُحفـِّزاً و أسبابا.

و هكذا إفراط لا يكون مآله إلاّ الى التخمة و البدانة و القوام غير اللائق، و يلحق ذلكما و يصاحبهما عدد من الأمراض كالسكري، و السرطان، و امراض القلب(...)

فيحسن الشروع بجدٍ و اجتهاد في تبني اسلوب حياة يومية متوازنة تـُبعدُ الأسقام و ترعى نعمة الصحة في الأجسام. و ذلك بتوازن يجمع بين تحقيق اللذة و المتعة في الأكل؛ و لكن مع الشعور المتجدد الجميل بعد الانتهاء من الحركات الرياضية اليومية المنعشة و المسَلية في آن.

فمقترحي ألاّ تمنع نفسك او تمتنع متحسراً عن تناول طعام معين حين يكثر اعجابك به او رغبتك فيه؛ و لكن خذ منه لقمات و قضمات، و شريحة في لقيمات؛ ثم عوِّض -وشيكاً- عن ذلك بأداء نشاط حركي كافٍ، و لا تبخل في زيادته؛ بل و لا تتقاعس عن مضاعفته!

بالتالي، و في مضمار هكذا توازن، فثمة قاعدة اود ان اقترحها خلال الأحوال العادية، و في غير الظروف العلاجية، أودُّ مشاركتكها هنا:
كـُل ما يُعجبك، و (قلِّل)●
ثُم تريَّض ..و (دَبِّل)!


بقلم د.ابراهيم عباس نــَـتــّو


 0  0  1379
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:28 صباحًا الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024.