يُقال أنه عندما كان العرب يسافرون لمبادلة القمح بالملح كانوا يمرون على الأتراك في مراكز التفتيش , فعندما يمر العربي خلال بوابة العسكري التركي وهو يحمل أكياس الملح يشير إليه التركي بيده إيذاناً بالدخول ودونما اكتراث بقول (طز) (طز) (طز) فيجيب العربي (طز) بمعنى أنه فقط ملح - أي لا شيء ممنوع أو ذا قيمة - فيدخل دون تفتيش..!!
من هنا كان مدخل نظريتي ( نظرية الطز ) , فلكم نحتاجُ أن نتدرب على هذه ( الطز ) وأن نُدخلها في قاموسنا النفسي لنتجاوز كثيراً من الألآم التي يصر أن يضعها البعضُ في طريقنا ..
ليس كل الناس سواسية , فهناك من يحملون في قلوبهم مجموعة كبيرة من العلل والأمراض التي تنعكس عليك فتؤذيك كثيرأً إذا اقتربت منهم , فيجرحوا قلبك دون مبررٍ أو سببٍ واضح , ويقابلوا إحسانك بالإساءة , وغفرانك بالتمادي , وتسامحك بالسخرية , وصبرك بالتجاوز , وكل جهودك لإصلاحهم واستمالتهم ودفعك بالتي هي أحسن ، بالاشتعال تكبراً وتجبراً وغروراً أكثر وأكثر وأكثر ..!!! بعضهم متغطرسٌ متعالٍ مُتكبر لايرى قيمةً لأحدٍ إلا من خلال مقياسه الخاص المبني على منصب أو مالٍ أو جاه أو مصلحة ما , وبعضهم حسودٌ لاينفك يحسد الناس حتى على مُصابهم ..
هُم يحسدوني على مـوتي فوا أسـفا *** حتى على المـوتِ لا أخـلو من الحسـد ..!!!
كلُّ العداوةِ قد تُرْجى مَوَدَّتُهَا *** إلاَّ عداوةَ من عَادَاكَ عن حَسَدِ ..!!
وبعضهم - وللأسف - إن عَلِمَ أنك تُحبه حب تَعلُقٍ استغلَ هذا الحبَ أبشع استغلال ..!!!
هذه الأصناف - تحديداً - بعد أن تستنفد معهم كل وسائلك التي ذكرناها سابقاً , هم أكثر من يحتاجُ إلى كمياتٍ كبيرة من ( الطُز ) لأنهم يحتاجون وبشدة ، لموقفٍ صارمٍ يُذيقهم من نفس كأسهم السيء فيُعيدهم لرشدهم ويجبرهم إجباراً على إعادة ترتيب حساباتهم وتنظيم أوراقهم , هذا الموقف ( الطزي ) سوف يجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يقدموا على إساءة جديدة أو جرحٍ جديد لقلبٍ ما , سيجعلهم يعلموا أن هناك موقفاً صارماً في انتظارهم .., وإلا فإنهم سيتمادوا ولن يتوقفوا عند حد في الأذى والتجبر والتجريح ..!!
ولكي تكون سياسة ( الطز ) ناجعة تؤتي ثمارها يُستحسنُ أن تكون جماعية ليكون وقعها أشد على نفس المتغطرس المتكبر الحسود ..!!
و( الطز ) هنا لاتعني الإساءة أو المكر أو الخديعة أو الأذى أو مبادلة الخطأ بالخطأ أو الطلاق أو قطيعة الرحم , ولكنها تعني إخراجه من دائرة الحب - ولو بشكلٍ مؤقت حتى يعود لرشده - وذلك بأن أضع حاجزاً بين سلوكه وتصرفاته وأفعاله وبين قلبي ونفسيتي ومعنوياتي , فلا تعود تؤثر في نفسيتي وقلبي ومعنوياتي سلباً ..( يعني طز ) .. وهذه تحتاج لجهد وتدريب , وأن تلقاه بتجهم واضح وحديثك معه يكون مُقتضباً جداً ، وستصلُ لمرحلة - إذا اتقنت ( الطز ) - أن تبتسم لسلوكه الشاذ وأفعاله المشينة وقد تضحكك - أحياناً - بل وقد تُشفقُ عليه منها ومن آثارها السلبية عليه وعلى من حوله على المدى القريب والبعيد ..!! عندها سوف تصله الرسالة واضحة بأن كل مايفعله معك غير ذا جدوى ويبدأ فعلاً في تغيير سياسته أو الابتعاد عنك تماماً , وعندها قل له وداعاً مُغلفةً ب ( طز ) صادقة ..!!
لاتخسر أحداً مهما حدث , وابذل معه كل ماتستطيع من جهدٍ لتحافظ عليه , وادفع بالتي هي أحسن واصبر واحتمل , ولكن إن بدأت تلحظ أنه بات يتمادى ويتعاظم ويتجاوز حدوده المقبولة إهانةً وتجريحاً واستهتاراً ولاحل معه , فعليك بعلاج ( الطز ) وأنت مرتاح البال ..!!
وثق أنه علاجٌ مجربٌ ومضمون ونتائجه مُذهله ، حتى ولو كان مع ابنك أو ابنتك إن كانت من نفس هذه الأصناف ..!!