• ×

02:46 مساءً , الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


إطار الزوجيَّة في الدِيانة المسيحيَّة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 الكاتبة: خولة مرتضوي
الكاتبة: خولة مرتضوي

إن مفهوم الزواج في الدين المسيحي هو أنه سُنّة مقدسة من الله تعالى، وهو رباط روحي يرتبط فيه رجل واحد، وامرأة واحدة، وتُعرف هذه الرابطة برابطة الزواج، التي يتساوى فيها كل من المرأة والرجل، فيكون كل منهما مساوياً ومكملاً للآخر، وذلك بحسب شريعتهم القائلة: (لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً) ،(عندما يتزوج رجل بامرأة فإنهما ليس بعد اثنين بل جسد واحد) ، وهذا يعني أن رابطة الزواج يجب أن تدوم بين الرجل والمرأة في محبة الله ومخافته.
إذ لا ينبغي على الرجل أن ينظر إلى زوجته بأنها أدنى منه مرتبة، أو أنها عبدة للمتعة الجسدية والخدمة المنـزلية، فهي نصفه الآخر الذي يكمّله، وواجب عليه أن يحافظ على هذا النصف محافظةً تامة كما يحافظ على نفسه، ويحبها كما يحب نفسه تماماً. كما ينبغي على المرأة أن تحافظ على زوجها كما تحافظ على نفسها، تحبه وتحترمه وتحافظ على قدسية الزواج. وعليها أن تنظر إليه كنصفها الآخر المكمّل لها، وكحصن لها يدافع عنها ويصونها.
كما أنَّ هناك دعوة قديمة في المسيحية للعزوبية، حيثُ يقول القِس تيرتوليان: العزوبية أقصر الطرق للوصول إلى الملكوت من طريق الزواج، حتى أنه صدر قرار من المجامع المحلية المسمية ب(GRNGRA) على أن الزواج يمنع المسيحي من الدخول في ملكوت الله، وقد ثار القس والراهب الألماني مارتن لوثر على هذه التعاليم في القرن السادس عشر مشيراً إلى خطأ هذه النظرة السوداوية إلى الزواج.
وفي المسيحية الحديثة تجد أنَّ الكنيسة رفعت من شأن الزواج وقدسته، وجعلت منه ميثاقاً غليظاً بين الرجل والمرأة، فالزواج الأول في المسيحية لا يعتبر مجرد ارتباط أو عقد مجرد بل يُنَظر إليه على أنَّهُ سِر إلهي وصنعة ربانية يؤدي إلى التحام الزوجين دونَ أن يُلغي أحدهما الآخر.
فالزواج يستوجب التعاون والبذل بين الطرفين، فحياة الإنسان تتحقق فيه، وفي ذلك قال البابا يوحنا بولس: (فمنذ البدء خلقهما الله رجلا وامرأة، واستودع كلاً منهما الآخر كشخصين مخلوقين على صورة الله ومثاله، وبمعيار عطائهما المتبادل يُقاس الحب، أعني الحب الزوجي، ولكي يكون الحب الزوجي هذا يجب أن يشعر كل من الزوجين، أنه مسؤول عن هذا العطاء(.
كما وألغى المسيح عليه السلام نظام تعدد الزوجات والطلاق الذي كان معمولاً به في التشريع اليهودي، وألزم الرجل بزوجة واحدة طيلة حياته، إلى أن يفرقهما الله بالموت أو علة الزنى، حيثُ جاء في إنجيل متى: (وقيل من طلَّق امرأته فليعطها كتاب طلاق، وأمَّا أنا فأقول لكم إنَّ من طلَّق امرأته إلاّ لعلة الزنى يجعلها تزني، ومن يتزوج مطلقة فإنَّه يزني) ، وفي هذا السياق يرى البطريرك أغناطيوس الرابع أنَّ أحادية الزواج في المسيحية جاء استجابةً لأمر الله الذي قضى أن يكون لآدم زوجة واحدة هي حواء، فالله لم يخلق لآدم غير حواء واحدة.
إنَّ المسيحية تنظُر إلى العلاقة الزوجية بكثيرٍ من التقدير، فالقديس بولس لم يُفرِق في المعاملة بين الزوج المؤمن والزوج غير المؤمن، حتى أنه طلب من المرأة أن تُحسن معاملة زوجها غير المؤمن وأن تكون لـه وفيَّه، كي لا يكون لزوجها حُجة في طردها خارج المنزل، والمرأة التي لها رجلٌ غير مؤمن ويرتضي أن يسكن معها فلا تتركه، فالمسألة عند بولس لم تكن مسألة جنس مذكر أو مؤنث، إنما هي مسألة إيمان أو عدم إيمان، مسألة قيمة إنسانية أخلاقية عالية يتقدس من يحملها ويتقدس بها من يلوذ به. كما إنّ فكرة العزوبية للتفرغ لخدمة الله التي جاء بها بولس، تعبر عن رأيه الشخصي وليست تشريعا أو أمراً من قبل المسيح عليه السلام، فالزواج في المسيحية شيءٌ مبارك، ولا تستقر الحياة بغيره، كما أنَّ قوانين الكنيسة، تتشدد حيال الرهبان الذين (يَخْصُونَ) أنفسهم، وترد عليهم بحرمانهم من القبول في الكنيسة.
وقد ورد في لائحة الأحوال الشخصية للأقباط الارثوذكس أنَّ موانع الزواج تشمل القرابة في الأصول وإن علوا والفروع وإن سفلوا، والأخوة والأخوات ونسلهم، والأعمام والعمات والأخوال والخالات دون نسلهم، فيحرم على الرجل أن يتزوج من أمه وجدته وإن علت، وبنته وبنت بنته وبنت ابنه وإن سفلت، وأخته وبنت أخته وبنت أخيه وإن سفلت، وعمته وعمة أصوله وخالته وخالة أصوله، وتحل له بنات الأعمام والعمات وبنات الأخوال والخالات، وكما يحرم على الرجل أن يتزوج بمن ذكر يحرم على المرأة التزوج بنظيره من الرجال، ويحل للمرأة أبناء الأعمام والعمات وأبناء الأخوال والخالات، كما وتمنع المصاهرة من زواج الرجل بأصول زوجته وفروعها. فلا يجوز له بعد وفاة زوجته أن يتزوج بأمها أو جدتها وإن علت ولا ببنتها التي رزقت بها من زوج آخر أو بنت ابنها أو بنت بنتها وإن سفلت، وبزوجات أصوله وزوجات فروعه وأصول أولئك الزوجات وفروعهن ـ فلا يجوز له أن يتزوج بزوجة والده أو جده أو أمها أو جدتها أو بنتها أو بنت أبنها أو بنت بنتها ولا بزوجة ابنه أو حفيده أو أمها أو جدتها أو بنتها أو بنت ابنها أو بنت بنتها، وبأخت زوجته ونسلها وبنت أخيها ونسلها، وبزوجة أخيه وأصولها وفروعها، وبعمة زوجته وزوجة عمها وخالتها وزوجة خالها، وبأخت زوجة والده وأخت زوج والدته وأخت زوجة ابنه وأخت زوج بنته، وما يحرم على الرجل يحرم على المرأة.

خولة مرتضوي
كاتبة وباحثة أكاديمية في مجال مقارنة الأديان

khawlamortazawi@gmail.com


بواسطة : خولة مرتضوي
 0  0  1118
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:46 مساءً الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024.