• ×

02:29 مساءً , الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


الليبرامية ..!!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
image


بقلم / احمد النجار
"إذا سألك سائل : متى بدأت تفكر؟ فيجب أن تكون الإجابة : عندما بدأت أحس " ..هذه العبارة الشهيرة لجون لوك - العراب الحقيقي لفلسفة الليبرالية - يمكنُ أن تُعدَ - بحقٍ - مدخلاً جيداً للتفكير اللانمطي وإعادة صياغة الأفكار الفطرية وتقيمها تقيماً سليماً , ولكن كون جون لوك يؤمن بأن الذهن عبارة عن صفحة بيضاء تكتبُ عليها التجربة , ونحن نجدُ في الذهن أفكاراً مكتوبة لم تخطها التجربة أبداً , هذا يجعلنا نتوقف عند القاعدة التي ترتكز عليها الليبرالية من الناحية الفلسفية لنكتشفَ أن القاعدة نفسها فيها خللٌ كبير للغاية , صحيحٌ أن التطبيقات العملية لليبرالية خلال الفترات التي تمكنت فيها من الظهور وفرض نفسها استطاعت - بشكلٍ أو بآخر- تجاوز هذا الخلل إلى حد كبير , ولكن هذا التجاوز الناجح نجاحاً جزئياً لم يكن يملك القدرة على البقاء ولا الاستمرار في ظل وجود اتجاهات فلسفية ذات قاعدة غاية في القوة والصلابة , فالفلسفة الإسلامية - وهذا ليس تحيزاً - هي فلسفة ترتكزُ على قاعدة قوية وصلبة للغاية , وفي نفس الوقت فإن الفلسفة الإسلامية الحقيقة هي فلسفة ليبرالية أكثر من الليبرالية نفسها , فهي تعطي الإنسان كامل حريته في إطار دائرته الخاصة به , ثم تأتي بكل ذكاء لتُحيط دائرته الخاصة بخطوط حمراء تُحافظ بها على دائرته من الآخرين وتحافظ على دوائر الآخرين منه ..!!
ولكي أكون مُنصفاً فالليبرالية كفلسفة تحتوي على الكثير من الأفكار الايجابية والتي كان الغرض الأساس من وضعها في وقتها هو رفع الظلم والتجبر والاحتكار لبعض الجهات على الفكر والبحث وعلى الإنسان بشكلٍ عام .., وقد كانت ناجحة جداً في بيئتها وظروفها التي نشأت فيها , ولكن هذا لايعني نجاحها في بيئات أخرى وظروف مختلفة أبداً ..
على عكس الفلسفة الإسلامية - أُكرر ليس تحيزاً - فهي - بحق - صالحة لكل الظروف والبيئات ..
ولكن ما شوه هذه الفلسفة العظيمة الراقية ليس أعداءها من غير المسلمين , فهذا متوقع منهم وقد تعامل معهم الفكر الإسلامي تعاملاً ناضجاً وراقياً ولم يترك لهم ثغرة يعبروا من خلالها .., ولكن الذي شوهها حقاً هم مجموعة من المسلمين الجهلة الذين يظنون أنهم هم المتحدث الرسمي الوحيد عن الله - عز وجل - وأنهم هم أصحاب الحق الأوحد , وأن أي مخالفة لهم هي مخالفة صريحة لله - سبحانه وتعالى - وأي معارضة لهم هي معارضة للحي القيوم ..!!
فهؤلاء بصنفيهم , أصحاب النيات الحسنة , وأصحاب الأجندات الخفية والنفعية .., هم من يصرون على تمرير ضوء هذه الفلسفة الإسلامية الشفاف على ألوان عقولهم ليتحول هذا اللون إلى ألوانٍ عديدة , أزرق وأحمر وأصفر وأخضر وأسود ..( وكل حزب بما لديهم فرحون ..!!)
هؤلاء هم من أفرز معظم الليبراليين الموجودين على الساحة حالياً , والذين - وأقصد أصحاب النيات الحسنة منهم - ظهروا كردة فعلٍ طبيعية لتصرفات وهيمنة بعض من انتسبوا للمؤسسة الإسلامية ..!!!
أما الصنف الثاني من الإسلاميين واللبراليين - أصحاب أجندات المنفعة والتسلق - فهم - وعلى الحقيقة - وجهان لعملةٍ واحدةٍ , ولكن الصنف الإسلامي قرر الوصول لأهدافه الحقيرة بلحية وثوبٍ قصير , والصنف الليبرالي قرر الوصول لأهدافه الحقيرة بمحاربة الدين وكل ماينتمي إليه والدعوة لحرية حيوانية ..!!
ولاهذا يفقه في الإسلام ولاذاك يعي معنى الليبرالية ..!!!
والمشكلة أن من معظم من يظهر للناس من المعسكرين هم من الصنف الثاني , والذين - وأنا واثقٌ - أنك لو منعت عنهم حُب السلطة وحب الظهور والمال والشهوة للجنس , فسوف يختفوا من الساحة تماماً ولن تسمع لهم ركزاً ..!!!
والمشكلة الأكبر التي يقع فيها كثيرٌ من الناس أنه يرى أنه لابُد أن يكون في معسكر من هذين المعسكرين , وأقول له : وثقْ فكرك الديني من مصادره الصحيحة والمتاحة ولله الحمد ولاتبع عقلك لأحد , واستفته بعد ذلك ( ألم يأمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم باستفتاء قلوبنا والقلوب هي العقول ..)
وخذ من كل فريقٍ ماتراه مناسباً وجميلاً ولاتنغلق على فكرٍ معين , وبذلك إن سألك أحدهم : أليبرالي أنت أم إسلامي .., فقل له بثقة : أنا ليبرامي ..!!!


بواسطة : أحمد النجار
 0  0  1595
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:29 مساءً الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024.