• ×

12:56 مساءً , الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


دين الإنسانية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم / أمجد عبدالرحمن الفرا

لم تعرف أوروبا أو بالأصح شعبها الإنسانية في حياتها إلا عندما تجرد منها المسلمون ..
منذ عصور أوروبا الكاحلة ، واستعبادهم للرقيق والتجارة بهم ، ورفضهم لكل ما هو جديد ..
كانت مجتمعاتهم تفتقر إلى الانسانية ، وتتجرد من الدين أيضاً ..
فلم يكن لهم ضوابط ولا شرائع إلا ما وُضع كدستور من الكنيسة أو أعراف تراسخها الناس ،ومبادئهم وقيمهم قائمة على العبثية ، والهمجية ، تلك كانت دوافعهم للخير أو الشر ، وبوصلة الصواب والخطأ لديهم ، حالهم كحال السكير حد الثمالة يتخبط حيث يهيم ، فلم تكن النزعة الانسانية لديهم ذات منبع .. أو إن صح التعبير مصدر يقوّم هذه النزعة إن انقادت وانجرفت وراء الهوى .. مصدر يخاطب كينونة الاوروبي ويلبي جميع أشواقه وضروراته ..
وحتى إن سمت النزعة الانسانية عند الاوروبي واستطاعت أن تكون مثالا للنزاهة والتجرد ، والمطالبة بالتحسين والانشقاق عن الاعراف المهترئة ، لن تلبث تلك النزعة إلى أن تسقط مرة أخرى ، فلا يمكن فصلها عن المجتمع والبيئة ، أو حتى إطار الزمان على أقل تقدير ، إنما حرية التصرف المطلق هي السائدة عندهم .
وفي منطلق الدين ؛ فدينهم في الأساس لا يحبذ ولا يحث على خير ، ولا يستنكر منكراً سليماً ، فهو كالمُسمى فقط ، وهم إلى اليوم هكذا ، إنما التغيير الحاصل في النزعة الانسانية نتج عن العلم والانفتاح على العالم عموماً ، والعالم الاسلامي في أوج ازدهاره على وجه الخصوص ، فتغيرت مبادئهم وقيمهم وفق ما تلقوه من تلك الموجة المقوّمة ، اي ان مصدرهم للسمو والرقي هو العلم ، فالباحث في شرائع واحكام دينهم يجد انه دين غير منطقي ، وجلّه خرافات وقصص ليس لها اي فائدة واحكام غير سوية ، فالتحريف المستمر لكتبهم المقدسة اصبح يزيدها سوءاً ..
وإن نظرنا إلى حالنا ، نرى أن العامل الوحيد المساعد على البقاء ومواكبة موجة العولمة هو الدين ، بغض الطرف عن العلم ، الاسلام بلا منازع ان طبقناه بحذافيره سيقودنا الى اعلى مراتب الرقي والحضارة ، بل سيقودنا الى العلم نفسه !
فالتحكيم الاسلامي تكفّل بحاجات الانسان وغرائزه ، وفصّل جميع جوانب الحياة العملية التي ستواجه الانسان في دنياه ، واوجدت الشريعة الاسلامية الضمير (الديني) للانسان ، وبالتالي اصبح من السهل النظر في الجانب الانساني لهذا الدين واستسقاء التعاليم المرسومة والدقيقة منه ، فأُنشِئت رابطة دينية انسانية
حتى ما اذا اختلت النزعة الانسانية لدى الانسان وانحرفت عن الطريق الصحيح وأمرت الانسان بتصرف خاطى ، أتاه الضمير الديني ليضبط هذا التصرف ، ويضيق عليه سبل الانجراف وراء الهوى ، فهو كالحارس الشخصي للمسلم ، يلبي جميع احتياجات كينونته ويغدق حياته بالامور الراشدة ، لكي يرتقي ويسمو إلى أعلى المنازل .


 0  0  1008
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:56 مساءً الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024.