في كل عام تسخر المملكة العربية السعودية كآفة الامكانيات المادية والبشرية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ولا تدخر جهداً في جعل هذه الفريضة آمنة وسهلة أمام ضيوف الرحمن، ويكفي دليلاً على استشعار هذه المسؤولية أن يسمى ملك هذه البلاد بخادم الحرمين الشريفين، دلالة على أهمية خدمة الحرمين و زوارهما على مدار العام وفي موسم الحج على وجه الخصوص، ويعتبر موسم الحج اختبارًا لكآفة القطاعات الحكومية في المملكة في إدارة الحشود، ومدى نجاحها في تقديم الخدمات المتميزة وفي مقدمتها وزارة الداخلية التي تتميز طوال العام ويزداد أدائها في المواسم مثل موسم الحج والعمرة، ووزارة الحج بمجهوداتها لإدارة الحج والعمرة، ووزارات أخرى تلعب أدواراً هامة في خدمة ضيوف الرحمن، ومن أهم تلك الوزارات وزارة الصحة والتي من الممكن أن يكون دورها ليس بالسهل، والتي يمكن أن يتخوف الكثير من أدائها خصوصا مع تواضع جودة خدماتها على مدار العام، وهناك الكثير من علامات الاستفهام في ظل عدم استقرار وزارة الصحة، وكثرة التغييرات في القيادات العليا، والقيادات التي تشرف على الحج و على منطقة مكة المكرمة ومستشفياتها بالتحديد، هل نتوقع أداء أفضل مما كان في غياب الكثير الخبرات التي أدارت حج العام الماضي؟! كثير من القيادات تغيب في مقدمتهم رئيس اللجان التحضيرية للحج سابقاً الدكتور عماد الجحدلي والدور الكبير الذي لعبه في التحضير للحج، عدد من مدراء مستشفيات منطقة مكة المكرمة الكبرى مثل مستشفى النور التخصصي بمكة و مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة وغيرها من المستشفيات، ومع الأداء الذي نراه للمستشفيات بمنطقة مكة المكرمة مقصد الحجيج، و تجمع الحشود الغفيرة هل نستطيع أن نشعر أن الأمور مطمئنة؟!*
إن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم تدخر أي إمكانيات ولا مجهودات أو دعم لتقديم كل ما يلزم لخدمة ضيوف الرحمن، ولكن هل قام من تم تكليفهم بالاستعدادات اللازمة، هل تم وضع الخطط الاحتياطية اللازمة هل تمت دراسة الأخطاء في الأعوام السابقة لتفاديها ؟! (نأمل ذلك).*
وفي كل عام قبل موسم الحج لابد للتذكير لجميع منسوبي وزارة الصحة، وبالخصوص منطقة مكة المكرمة أن الحج وخدمة ضيوف الرحمن هو واجهة بلادنا وقيادتنا أمام الجميع، ونجاح موسم الحج نجاح للوطن وليس لوزير أو مدير ما، فيجب أن تعملوا معاً متكاتفين خلف من تم تكليفهم من قبل وزير الصحة لإدارة الخدمات الصحية في موسم الحج، مهما اختلفتم مع بعضهم في الرؤى والتوجهات، مهما رأيتم من تخبطات لدى البعض، مهما لاحظتم من غياب الحكمة وحضور التقصير لدى البعض، فلابد أن نترك كل الخلافات ومحاسبة المقصرين لبعد الانتهاء من خدمة ضيوف الرحمن، لا يجب أن يتخاذل أحد عن تقديم دعمه و مساعدته لخدمة الحجاج خوفا من أن ينسب العمل لمدير سيء (في وجهة نظره)، فلنترك كل شيء خلفنا الآن ولنستعد لشرف خدمة الحجاج على أكمل وجه، وليحفظ الله هذا البلد آمناً مطمئناً، وأخيراً قد نساعد بعض المدراء السيئين على النجاح ليس لأجلهم بل لأجل الوطن.

محمد السنان - جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية وتطوير الخدمات الصحية
@5rbshatsinan *