• ×

02:04 مساءً , الثلاثاء 14 شوال 1445 / 23 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


واقِع المَرأَة فِي ظِلّ الإِسلام

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
571x771
بقلم : خولة مرتضوي


إنَّ الدين الإسلامي يَعُدُّ الإنسان محور التشريعات التي ينطلق منها إلى المجتمع بشكلٍ عام، وذلك في رغبةٍ صريحة في تحريره من كافة أنواع الأغلال والقيود التي تقف أمام انطلاقته في التنمية والبناء والعمار، قال الله تعالى: (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليه)، كما إنَّ البيئة التي جاء إليها الإسلام كانت بيئةً جاهلية صِرفة كَثُرَت فيها الفواحش وظهرت فيها الذكورية وسلطتها المطلقة على الأنثى، فقد صوّرَ الصحابي جعفر بن أبي طالب (جعفر الطيّار-ذو الجناحين) تلك الصورة عندما قال للنجاشي (ملك الحبشة): (أيها الملك، كنَّا قوما أهل جاهلية، نعبدُ الأصنام ونأكلُ الميّتَة، ونأتي الفواحش ونقطعُ الأرحام ونُسيء الجِوار، ويأكل القوي منَّا الضعيف).
إنَّ الإسلام أقرَّ كافة حقوق المرأة، حيثُ أقرَ حقها في التعليم والميراث وفي تصرفها بمالها كما تشاء (الملكية الشخصية)، كما وأعطاها الحق التامّ في إبداء الرأي في كافة الأمور، ونزهها من كافة الافتراءات لاعِناً كُل من يُسيء إليها ومتوعداً إياهُ بالعذابِ العظيم، وفي هذا قال الله تعالى في سورة النور: (إنَّ الذينَ يَرْمُونَ المُحصْنَاتِ الغَافلاتِ، لُعِنُوا في الدنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيم) ، ورُم هذه المكانة التي خصّها الإسلام للمرأة فهو لم يجعلها تتعدى على الرجُل ولم يدعها بالتالي إلى عصيانه أو حتى التمرُدَ عليه، وعلى العكس تماماً فقد وصاها على أن تكون امرأةً صالحة في أيِ وضعٍ اجتماعيٍ كانت (ابنة، زوجة، أخت، أم، إلخ)، كما ووصى الرجل على حُسن معاملتها ورعايتها.
إنَّ الإسلام دينٌ يحترم حقوق الإنسان التي تشمل الرجل والمرأة في كافة النواحي الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية والمدنية، وغيرها من نواحي الحياة الإنسانية، قال الله تعالى في سورة النحل: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) ، وعليه فإنَّ فكرة التضاد او التنافس لم تكن موجودة في الفكر والتاريخ الإسلامي وهي بشكلٍ قاطع وليدة الاحتكاك بالفكر والتقاليد الغربية.
يقول المستشرق الهولندي كريستيان سنوك هور غرونيه، الذي أقام في مدينة مكة سنين وعرف الإسلام عن قُرب: (إنَّهُ يجب على الدول الاستعمارية ألا تسهل على المسلمين تطبيق دينهم على الأوضاع العصرية، وتلائم بين شرعهم وبين المدنية الأوروبية، فهذا الأسلوب يزيدهم تمسكاً بشريعتهم ويعليها في نظرهم، على حينٍ يُلزم لنا إسقاطها، لذا يجب على الحكومات الأوروبية التي استولت على بلاد الإسلام أن تجتهد في إظهار التناقض بين الإسلام والمدنية العصرية، وإقناع ناشئة المسلمين بأنهما ضِدان لا يجتمعان، ولا بدَّ من رفع أحدهما، ولما كانت المدنية الحاضرة هي نظام كلِ شيءٍ اليوم، كان من البديهي أنَّ الذي سيرتفع من النقيضين هو الإسلام).
والإسلام لا ينظر إلى الرجل والمرأة على أنَّ كلاً منهما بديل عن الآخر، وإنَّما يرى أنّهُما يُكَمِّلان بعضهما البعض، وهذا مراعاةً لمبدأ توزيع العمل الذي اقتضته الحِكمة الإلهيّة، حيث تُعوّض المرأة جوانب النقص في الرجل، ويُوفّر الرجل ما تفتقر إليه المرأة.
وكما اخُصِرِت القيم المسيحية جميعاً في كلمة (المحبَّة)، يُمكِن أن نختصِر القيم الإسلامية في كلمة (الرحمة)، قال اللهُ تعالي في سورة الأنبياء: (وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين) ، فالإسلام يدعو فيما يدعو إلى تعمير الأرض وبنائها وهذه الدعوة موجهة للجنسين (الرجل والمرأة) على حدِ السَواء، والتعمير هو جوهر مهمة الإنسان على هذا الكوكب، وهو المدخل لعلاج الأزمة التي تأخذ بخناق المجتمعات الإسلامية.
وفي الختام يمكننا القول أنّهُ إذا كان الفقه الإسلامي قد عالج أحوال المرأة في المجتمع والحياة من منظور البيئة التي ظهر فيها، فإن علينا أن ننظر إلى الجانب التشريعي في الإسلام على أساس التمييز بين التشريع الذي نجده في القرآن وهو النص الثابت، وما بين التشريع الذي هو عرضة للتأثير الاجتماعي والسياسي الرجولي، الذي يمتد إلى الفقه وإلى وضع الأحاديث.

خولة مرتضوي
كاتبة وباحثة في مجال مقارنة الأديان
khawlamortazawi@gmail.com


بواسطة : خولة مرتضوي
 0  0  1304
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:04 مساءً الثلاثاء 14 شوال 1445 / 23 أبريل 2024.