• ×

12:52 صباحًا , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


عِراك الذات

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


أمجد عبدالرحمن الفرا


واجهتني العديد من الأسئلة والشكاوى في الفترة الأخيرة ، وقد فتحت هذه الشكاوي باباً في نفسي كنت أحسبه قد أغلق من فترة لا أحسبها قصيرة ، وهو باب الرضا ، كيف يمكن للإنسان ان يرضى عن نفسه ، كيف من الممكن أن يتصالح المرء مع ذاته ؟
إن عِراك النفس والاستمرار في لَومها معضلة تواجه الكثير من الناس ، وقد ارتفعت نسبة أولئك الذين يُجدّفون في دَوامة الشك والحسرة والصراع النفسي ، ومن وجهة نظري أو قل ان شئتَ من فلسفتي التي أحسبها صحيحة ، أن الصراع النفسي وعدم الرضا بالذات يتزايدا طردياً مع كثرة أوقات الفراغ المَقيتة ، فإن الانسان الذي لا يعمل لا يمكن أن يشعر بالراحة والسعادة ، و كما نعلم ان في بطون الكدّ تتولّد السعادة ، فلا يمكن للإنسان أن يشعر بطعم الراحة والرضا إن لم ينجز شيئا ذا قيمة و يرضاه لنفسه ، على الانسان أن يكتشف الروح الحقيقية في جسده ، وماذا تحتاج هذه الروح لتمتلئ رضاً وسعادة ، ومن ثم يسخّر الانسان كل شيء يملكه في مصلحة مَلء هذه روح ، التصالح مع الذات هو أولى الخطوات التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينجح الانسان من دونها ، إن هذه القاعدة قاعدة حتمية ، وعندما تبحث عن وسائل النجاح ستجد حتماً الثقة بالنفس وسيلة من تلك الوسائل ، وليس ممكناً أن يكون الانسان واثقاً من نفسه إن كان في صراع دائم مع ذاته وشخصه ، وحتى إن وجدت شواذ هذه القاعدة ستراهم مهزوزي الثقة ، يمكن لأي نسمة نَقد أن تحطم ما بَنوه في دقائق ..
لن يتخلى الانسان عن هدفه إلا اذا هُدمت ذاته وسَخِط عليها ، ففي تلك اللحظة يظل قابعاً في غياهب النسيان ناقماً حظه ، ناسياً أن الحظ أذكى من أن يخدم خامل .
والمطلوب هنا أيضاً لتحقيق تلك الغاية التي لا استغناء عنها ، أن على الانسان ألا يقارن نفسه بأي مخلوق كان ، فقد خلقك الله لغاية وهدف وميزك عن بقية البشرية ، فأنت لا تعلم أي ظروف مَرّوا اولئك الناس بها ، أو حتى ماهي الفرص التي أتيحت لهم كي تجعلهم في موضع يجعلك تقارن حياتك بحياتهم .
جوهر الرضا الذاتي هو العمل والانجاز ، وتحقيق السعادة الحقيقية لا الزائفة ، وكما أسلفت الذكر ، ان تحقيق الرضا الداخلي هو أكبر داعم وأهم سبب لنجاح الانسان ، وهو كالحصن المنيع من كل المحاولات العبثية لتحطيم الهدف المراد تحقيقه.
وتبقى الكلمات الأخيرة ، وهي أن علينا جميعنا اكتشاف الشغف الذي بداخلنا والسماح له بالخروج من قُمقمَته حتى يتَسنى لنا أن نبدع في الشيء الذي يمثل شخصيتنا ، ونرى من التعب والمشقة من أجل تطويره واستثماره حلاوةً ولذّة ورضاً داخلي .


 0  0  1483
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 12:52 صباحًا الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024.