• ×

09:58 مساءً , الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


محمد صلى الله عليه وسلم نبي التغيير ..!!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
image


أزعمُ - وعندي أسبابي - أن خوف سادة قريش من تغيير دينهم أو رفضهم لفكرة التوحيد أو لفلسفة البعث بعد الموت هو السبب الرئيس الذي جعلهم يعلنوا الحربَ على الرسول صلى الله عليه وسلم فكل هذه الأفكار كانت موجودةً بشكلٍ أو بآخر في أرثهم الثقافي قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم , صحيحٌ أن الشرك كان أحد أهم المستهدفين برسالته صلى الله عليه وسلم ولكن نفس هذه الرسالة العظيمة كانت تستهدفُ - وفي المقام الأول - إعادة تنظيم المجتمع وتمكين المُستضعفين من نيل حقوقهم المسلوبة ونشر روح المساواة وتثبيت العدل الاجتماعي وكسر قيود التسلط التي كان يلفها سادة قريش على رقاب عباد الله حينها , كل هذه القيم الاجتماعية وغيرها الكثير أدركها السادة إدراكاً عميقاً وأدركوا آثارها المستقبلية وشعروا أن سلطتهم مهددة ومكانتهم ستتزعزع وما ينعمون به من خيراتٍ وقوة ستذهبُ أدراجَ الرياح إن تمكن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نشر ماجاء به من تعاليم اجتماعية عظيمة وعادلة تحثُ الناس على العدل وأداء الأمانة بكل اشكالها والوقوف في وجه الظلم ورفضه ومحاربته إن استلزم الأمر ..
قال تعالى { إنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا }
كما أن هذا الدين العظيم يُحارب أهم قواعد المجتمع الجاهلي والمبنية على استضعاف الفقراء واستغلالهم والعنصرية البغيضة ومنطق القوة والبطش { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( أبغوني ضعفاءكم - أي اطلبوني عندهم- فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم )
بل وجعلَ بلالاً العبد الحبشي المملوك نداً لأبي جهل السيد القرشي المُهاب بل وخيراً منه , كما أنه يجعل الناس سواسية أمام شرع الله وهذا الذي لم يطقه السادة المتسلطون الذين كانوا يفصّلون القوانين على مقاسهم فيُعمِلونَها إن كانت لصالحهم ويخفونها إن كانت ضدهم وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إنما أُهلك الذين من قبلكم إنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ، وأيم الله لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لَقَطَعْتُ يدَها ) , وهذا المنطق هو نفسه المنطق الذي اعتنقه الشيطان عندما رفض السجود لآدم - عليه السلام - ولكن الشيطان كان واضحاً وصريحاً وأعلن عن دوافع حربه الشعواء على آدم عليه السلام { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } , ولكن سادة قريش لم يتمكنوا من التصريح حقيقةً عن دوافع وقوفهم ضد الدين الجديد , وإن كانت خرجت هنا وهناك بعض تصريحات تُشعرُ بذلك وتكشفه { قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ } { أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء } , فاختاروا قناع حماية أصنامهم - والتي يعلمون حقيقةً أن مجرد وسائط لاأكثر ولاأقل - { ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله } ويغلفون حربهم ضد التغيير الاجتماعي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بغلاف أفكارٍ باهتةٍ كرفض البعث والعودة بعد الموت .., وبذلك يحقُ لنا أن نقول أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان نبي تغيير بامتياز وبكل المقاييس , ولكنه كان تغيير راشد عاقل مُحكم وحكيم ومتزن وكله خير يقتبسُ تعاليمه من نور الله عز وجل ولذلك نجح ودام , ولايحقُ لنا أن نُسطحَ عظمة هذه الرسالة وتلك الحرب الشعواء التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليه بقولنا أن قريشاً حاربت الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل أصنامهم وبعض أفكارهم البالية , بل قريشاً حاربته صلى الله عليه وسلم لآنها علمت أنه جاء بدين سيضع الأمور في نصابها ويقيمُ العدالة الاجتماعية والتي سُتسقطُ عروشهم وتذهب بكل مكاسبهم المادية المعنوية أدراج الرياح قبل أن تُسقط أصنامهم وأفكارهم البالية ..!!

أ.أحمد النجار
مستشار نفسي واجتماعي
تويتر 3h_live@



بواسطة : أحمد النجار
 0  0  1692
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:58 مساءً الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024.