• ×

06:25 مساءً , الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


ما بين النقد والانتقاد والمجتمع

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 عاصم خالد عبدالفتاح
عاصم خالد عبدالفتاح

عندما لاحظت ما يحدث ويدور ويتداوله الناس من أحاديث في المجالس سواءً من أصدقاء مقربين أو زملاء دراسة أو أقرباء , باختلاف أعمارهم وباختلاف مستويات ثقافاتهم ودرجاتهم العلمية , وجدت أن غالبية ما يدور في تلك الأحاديث هي انتقادات لاذعة توجه للمجتمع منه وإليه , فتقصير بعض المسؤولين والجهات الحكومية .. وأخطاء بعض الأطباء والمهندسين , ومدى سوء البنية التحتية والطرقات , مصحوبة مع التصرفات اللاأخلاقية والمسيئة من أفراد المجتمع وغيرها من الأمور تشكل في مجملها مواضيع ومحاور شائعة لما يدور من أحاديث في تلك المجالس .
بالتعمق أكثر في هذا الشأن , وجدت أن غالبية من الناس عندما يريدوا أن يعبروا عن آرائهم في مشكلة ما رغبة منهم في تعديلها , لا يفرقون بين ممارسة النقد البناء و الانتقاد . إنهم لا يفرقون بين هدف كل من الأسلوبين و الكيفية في الممارسة والآثار المترتبة على ممارسة كل منهما تجاه المجتمع. (فالنقد البناء) : يُراد به الإصلاح , ويكون بناء على دراسة أو تخصص , ننقد العمل أو السلوك , يشمل النواحي الإيجابية ويبين محاسن العمل ويشمل النواحي السلبية والإشكالات التي صاحبت العمل مع وجود بعض الحلول لذلك سنجد أن هناك ما يسمى (ناقد) كالناقد السينمائي والمسرحي والأدبي فالنقد أمر جيد ومهم .. أمـا (الانتقاد) : فيراد به التجريح وهدفه الاستنقاص , ويكون بناء على العاطفة , لا يشمل إلا على النواحي السلبية فقط , فيه تصيد واضح للأخطاء لإظهار السلبية , ننتقد الشخص أو المجتمع للنيل من ذاته , لا يراد به التصويب أو تبيان الحقيقة .
إنه لمن المؤسف فعلا ندرة ممارسة أسلوب النقد البناء و كثرة ممارسة الانتقاد الهدام . إن من العجيب أن الانتقاد الهدام في المجتمع أصبح حديث لمن لا حديث له ,يقوم البعض بالانتقاد بأسلوب سلبي لمجرد إيجاد ما يمكن التحدث به , والغريب أن اسرع الطرق حتى يحصل المتحدث في مجلس ما على انتباه الجميع هو الانتقاد والتجريح في المجتمع ( انتقد في المجتمع وستحصل على انتباه الجميع وسيتلهفون لمشاركتك في الحديث ) وكأنّا تحولنا إلى مجتمع يتكون أفراده من المنتقدين !
ما أريد أن أؤكد عليه هنا : - أولا : الحديث عن هذه الظاهرة هو ليس نظرة تشاؤمية ولا حتى انتقاد لمجرد الانتقاد , إنما هو واقع نعايشه بشكل مستمر والمراد هو التنبيه وتصحيح الممارسة الخاطئة .. ثانيا : إننا في حاجة ماسة إلى تذكر أنه لا يوجد مجتمع وصل إلى مستوى المثالية , والمجتمع يمتلك الكثير من الإيجابيات فلننظر للجانب المشرق والجزء الممتلئ من الكأس ..ثالثا: كثرة انتقادنا السلبي للمجتمع سيؤصّل فكرة أن المجتمع لا فائدة ترجى منه , سنفقد الثقة وستنشأ أجيال منتقدة للمجتمع وغير مكترثة لما يحدث له .. رابعا : لا بد أن نراعي مسؤولية الحديث الذي نلقيه في سبيل الانتقاد , فإن لم نكن جزءاً من الحل كنا وكان الحديث عبارة عن تفريغ سلبي و كلام عابر يزيد من المشكلة سوءا . خامسا وأخيرا: الإنتقاد أمر طبيعي وبديهي وله أهمية, علينا فقط استبداله بالنقد البناء يقول أ.د. عبدالكريم بكار " وللنقد وظيفة مهمة في الحياة حيث أنه يوقظ الوعي من سباته ويساعد الناس على معرفة عيوبهم وعثراتهم , ولذلك فوجود النقاد أمر ضروري لاستقامة الحياة", ويقول أيضا: " وإذا تأملنا في نقد عامة الناس لبيئتهم وأوضاعهم فإننا نجد أنه متلبسٌ دائما بالشكوى وأحيانا لا يعرفون من النقد سوى الشكوى أما خاصة الناس ومثقفوهم فإن ملابسة نقدهم للشكوى تكون أقل بسبب ما يطرحونه من حلول وبدائل وبسبب تفهمهم العميق لأسباب ما يجري وما يقع من خطأ وقصور" .. فهل ستغلب علينا ثقافة الانتقاد أم هل سيكون وعينا أكبر؟


 0  0  1319
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:25 مساءً الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024.