• ×

05:20 مساءً , الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


دوائر العلاقات الاجتماعية..

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

image

لايخشى التجار أمراً خشيتهم من الخسارة ولذلك فهم أكثر المؤمنين بحكمة لاتضع كل البيض في سلة واحدة , هذا عندما نتحدث عن خسارة مال يمكن تعويضه , أما عندما نتحدث عن مشاعر وأحاسيس فإن وضع كل البيض في سلة واحدة يُعد جريمة لاتُغتفر يرتكبها المرء في حق نفسيته وأعصابه ..!!, وماأعنيه هنا هو أننا نخطيء كثيراً عندما نُصرُ على وضع جميع علاقتنا في مرتبة ومكانة واحدة , ولاأتحدث عن الأمر من ناحية المحبة , فمن الطبيعي أن يختلف حبنا لشخص عن شخص آخر , ولكنني أتحدثُ من ناحية السماح لهم بالتأثير السلبي أو الايجابي في عواطفنا ومشاعرنا ونفسياتنا , فالبعض – وهذه حقيقة – يضع كل الناس في مرتبة واحدة من هذه الناحية فيستطيع أن يؤذي نفسيته قريب أو عابر طريق لايعرفه ..!!, وهذا خطر عظيم وخطأ فادح .., ومن أجل هذا فأنا مؤمن أشد الإيمان بما يحلو لي تسميته نظرية دوائر العلاقات الاجتماعية .., وهذه النظرية صممتها لتجاوز هذا الخطأ ووضع كل شخص في المكان الذي يستحقه , وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك عندما أمرنا في كل شيء أن نبدأ في أنفسنا ثم الأقرب فالأقرب , وقد قال عليه الصلاة والسلام ( انزلوا الناس منازلهم ) ومع أن البعض يميل لتضعيف هذا الحديث إلا أن معناه صحيح جدأً , ولكن لأننا نميل إلى التفكير الأحادي فنحن اقتصرنا على ذوي الهيبات فقط ونسينا الطرف الثاني , فأنت لابد أن تضع كل شخص في منزلته التي يستحقها عَلتْ أو نزلتْ , وقد فهم ذلك الإمام الشافعي رضي الله عنه عندما قال ( مارفعت أحدا قط فوق قدره إلا حط مني مقدار مارفعت منه ) ..!!
ونظرية دوائر العلاقات الاجتماعية سأوردها باختصار ( قمـت بإعدادها كدورة تدريبة سأطرحها في وقت قريب بإذن الله ) , فهذه النظرية تُخبرك أنك لابُد أن تبدأ بنفسك فتقوم بوضع دائرة خاصة لك وحدك لايُشاركك فيها أحد البتة كائناً من كان , وأعلمُ أن هناك من سيقول أن هذه أنانية محضة ونوع من أنواع التخلي , ولكنه لو تَفَهَمَ أنه لابد لكل إنسان من دائرة تحويه لوحده يعيش فيها حياته بنفسه ويُمارس فيها كل مايحتاجه من تحسينات وتفقد لنفسه وإعادة بناء وترميم ليظل سليماً بعيدأً عن أي ضغوط من أي نوع حتى يتمكن من إعانة من يحتاج عونه , ففاقد الشيء لايعطيه , ونحن نرى أنه في الطائرات يخبرونا أنه في حال حاجة الطائرة للأكسجين , فأنت لابد أن تضع قناع الأكسجين لك أولاً ثم تضعه لطفلك , فما سمعنا عن غريق أنقذ غريقاً قط ..!! هذه الدائرة لابد أن لاتتنازل عنها تحت أي ظرف من الظروف وأن تَبني الدوائر المحيطة بك بناءً عليها ولاتبنيها بناءً على الدوائر المحيطة بك ..وهذه الدائرة لابد فيها أن تتسامح مع نفسك وبلا حد وأن تحب نفسك بلا شرط ولاقيد وأن تجعلها مرتبطة بالله سبحانه وتعالى وأن تغمرها بالأمل والتفاؤل والصبر والحكمة ..
ثم تأتي بعد دائرتك , دائرة أُسميها الدائرة الخاصة , وهذه الدائرة لابد أن تنتقي المتواجدين بها بحرص بالغ للغاية ولاتسمح بدخول أحد فيها إلا من يستحق الدخول , فهذه الدائرة ستكون ملاصقة لدائرتك ومؤثرة عليها تأثيراً بالغاً للغاية , وكذلك سيكون تأثيرك عليها كبيراً جداً , وهذه الدائرة تضم عادة الزوج أو الزوجة والأب والأم والأبناء ومن يرتبط بك من أخوة ارتباطاً يُدخله في هذه الدائرة الخاصة .., وهذه الدائرة التي لايحقُ لك أن تتعداها لغيرها مالم تستوفِ كل احتياجاتها المادية والنفسية والمعنوية , لابد أن تكون مقدمة على غيرها في كل شيء , وتكون فيها مساحات حب كبيرة جداً ومساحات تسامح وغفران وتجاوز وقبول أكبر , وهذه هي الدائرة التي لاتستطيع خسارة أي عضو فيها مهما حدث , وحتى الزوجة إن أخرجها الطلاق منها فلا بد أن يكون مكانها محفوظاً من أجل قوله تعالى { ولاتنسوا الفضل بينكم } ومن أجل أطفالكم .., وهذه الدائرة التي أنت مسؤول عنها أمام الله جل في علاه فأنت راع لها وسيسألك الله عن رعيتك ..
أما الدائرة الثالثة فاخترت لها اسماً الدائرة الهامة , وهي دائرة مكونة من مجالات متتالية تضع في كل مجال الأهم ثم المهم حسب قرب المجال من حدود دائرتك الخاصة , فهي تضم في المجال الأول أخوانك وأخواتك وأولادهم وبناتهم وأزواجهم وزوجاتهم , ويضم المجال الثاني ذوي رحمك من ناحيتك ومن ناحية زوجتك وكل من يرتبط بك بصلة قرابة بعيدة كانت أو قريبة من طرفك أو حتى من طرف أولادك , وهذه الدائرة التي لابد أن تنقل لها خيرك من بعد أن تستوفي الدائرة الخاصة , وهذه الدائرة لابُد أن تحافظ فيها ولو على حد أدنى من العلاقة والتي أمرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم حسب طاقاتك وقدرتك , وإن أحتاج بعض من فيها لسياسة علاجية خاصة فلابأس في ذلك دون ظلم أو تجاوز أو نزول عن الحد الأدنى من العلاقة الإنسانية .., وقد يُجبرك ذلك على إنشاء مجال أخير خاص بمن يُجبرك في أي مجال من مجالات الدائرة على نقله إليه بسوء سلوكه , ولكن لاتخرجه من هذه الدائرة مهما حدث , ولابد في هذه الدائرة أن يقل التأثير على مشاعرك وأحاسيسك ونفسيتك كلما ابتعد المجال المتواجد فيه الشخص عن دائرتك الخاصة ..
وتأتي فيما بعد دائرة أُسميها الدائرة القريبة وهذه ينطبق عليها نفس سياسة المجالات في الدائرة الهامة , ولابد أن يكون التأثير على المشاعر والاحاسيس قد قل كثيراً في هذه الدائرة , وهي تضم الأصدقاء والمعارف المقربين وغيرهم ممن تختارهم ليكونوا في هذه الدائرة , وهذه الدائرة لامجال أخير فيها تُخصصه لمن ساء سلوكه , بل تُخرجه مباشرة – إن أعيتك سبل علاجه – إلى الدائرة العامة ..
وتأتي هنا الدائرة العامة وتضم كل خلق الله ، وهذه الدائرة لامجالات فيها ولابد أن تتعامل مع من فيها بأخلاقك الحسنة وتربيتك الرائعة وأن تُراقب الله فيهم وأن تترفع عن المسيء وتتجنبه ولاتخوض معه في وحله ، وفي هذه الدائرة يُفترض أن لاأحد يستطيع المساس بأحساسيك ومشاعرك ونفسيتك ، قد يُغضبك أو يُفرحك أو يُحزنك ولكن هذه انفعالات مؤقته لابد أن لاتتفاعل معها نفسياً تحت أي ظرف من الظروف ..
دوائر العلاقات الاجتماعية لكي تتقنها تحتاج إلى أن تصطلح مع ذاتك وأن تملك قدرةً كبيرة على السيطرة على مشاعرك وأن لاتسمح لأحد أن يتحاوز مساحته في دائرته المخصصة له تحت أي ظرفٍ من الظروف ..

أ.أحمد النجار
مستشار نفسي واجتماعي
تويتر 3h_live@

image




بواسطة : أحمد النجار
 0  0  10688
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:20 مساءً الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024.