• ×

07:44 مساءً , الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


صيحة الشَغف

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 للكاتب: أمجد عبدالرحمن الفرا
للكاتب: أمجد عبدالرحمن الفرا

يحكى أنه كان هناك طفل صغير يعيش في كنف أبيه وأمه ، ربَّوه والديه حتى كبر والتحق بالمدرسة الابتدائية ، ثم المتوسطة فالثانوية ، وحينما تخرج من الثانوية أصبح قرار حياته ومصير أجله ورقة فيها مجموع ما حصل عليه خلال مشواره الدراسي ، ثم اضطر إلى دخول الكلية الفلانية حسب ما أهَّله مجموعه ، ومن ثم تخرج من الكلية وبحث عن عمل حتى يكسب لقمة عيشه .
ومن ثم عاش متنقلاً بين البيت والعمل وتزوج وأنجب أطفالاً ، فمرت حياته في هذه الدائرة سريعاً حتى وجد نفسه على فراش الموت .

النهاية .

وأنا اسأل القارئ الآن ، هل يوجد اثارة في هذه الحياة التي عاشها بطل القصة ؟ هل هنالك شيء مميز حدث له في هذه الدائرة المقيتة ؟ يقال أنه اذا لم تزد شيئاً على هذه الأرض كنتَ أنت الزائد عليها ، فهل نَفع بطل القصة دينه ومجتمعه وزاد على هذه الحياة شيئا ؟
أهذه هي الحياة التي نتمنى أن نعيشها ؟!
إن كان جوابك نعم فلا داعي من اضاعة الوقت في اكمال هذا المقال ، وان كان جوابك نفياً ، فانتهز الفرص ، الحياة مازالت أمامك ، والأبواب تنتظر من يدق عليها ، فإن النجاح مرهون بإرادتك ، ومشروط بعملك ، ومتاح وقت فراغك ، فلا تُنقص من قيمة نفسك وتجعل التردد والمماطلة قرينان لك ..
لا يريد الله منك أن تظل ساكناً .. لم يخلقنا الله لنلعب ونمرح ونهيم في كل واد .. حتى رسوله يقول في الحديث الشريف :" اليد العليا خير من اليد السفلى "
فإن رفعة الشعوب لا تزيد بالكسل والجري وراء توافه الأمور وسوافلها ، والسعي الحثيث على الاكل والشرب والنوم وترك ما ينفع المجتمع .. تقدُّم الأمم والحضارات يبدأ بفردها أولاً ، فاجعل لحياتك قيمة واستثمر وقتك فيما ينفعك وينفع دينك ومجتمعك ،أولئك الأغنياء الذين تراهم من خلف الشاشة ليسوا أفضل منك ، ولا يمكن أن يكونوا كذلك ، الفرق بينك وبينهم أنهم أناس عرفوا ماذا يريدون وعمِدوا إلى السعي إليه ، أما أنت فظللت قابعاً على كرسيك ناظراً إلى شاشة تسلي بها وقتك أو بالأحرى تضيعه بالساعات ثم تخلد إلى النوم ، ثم تعود لتكرر هذا النمط إلى أن يحدث تغييراً خارجياً أو تستمر في ذلك إلى أجل مسمى لا يعلمه إلا الله !

إن وطننا العربي اليوم في أمسّ الحاجة لمن ينهض به ، ولا يوجد من ينهض بالأمة إلا أبنائها ، التوقف عن الاتكالية والتنمر ولوم الناس والظروف هي الخطوة الأولى .
وكما أقول دائماً ، ليس لهذا الحديث أي فائدة على الإطلاق من غير بوصلة محددة تقوده إلى الطريق الصحيح ، تتحكم في مخرجاته ومدخلاته وتزجّ بما يعترض الطريق الصحيح على قارِعته ، ونحن من نحدد هذه البوصلة .
ولمن يسأل عن ماهيتها ، إنها الشيء الذي يغدق روحك بالرضا ويحقق لك السعادة ، إنها الرغبة المتأججة داخلك ، الصيحة المألوفة في جوفك ، إنها الهدف الأسمى من وجودك على هذه الأرض .

وتبقى الكلمات الأخيرة ، جِد شيئاً تَبرَع فيه ومن ثم استثمره وطوره ، حتى يصبح شغفك الذي تتوق إليه ، حتى تسمع صيحات طبول الجنون في جوفك كلما ابتعدت عنه ، حتى تزهو به كزُهوّ الطاووس بجسده ، اجعل لحياتك شغفاً تفخر به ، وتنجز لأجله ، وتسمو به ، بل لا أراها من المبالغة إن جعلته سبباً لدخول الأكسجين إلى جسدك ، سبباً تعيش من أجله ، فكلّ ميسرٍ لما خلق له ، واحرص كل الحرص أن يكون نافعاً مفيداً لا يخالف الشريعة


 0  0  1331
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:44 مساءً الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024.