• ×

03:58 صباحًا , السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


المرأة في النصوص القُرآنية والنَبَويَّة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 الكاتبة: خولة مرتضوي
الكاتبة: خولة مرتضوي

إنَّ لفظتا امرأة ونساء وردت في القرآن الكريم أكثر من ثمانين مرة على صيغٍ متعددة، وهدفت هذه الآيات التي ذُكرت في مواضع مختلفة إلى التأكيد على مكانة المرأة إنسانياً وتشريعياً واجتماعياً، فقد وردت الكثير من الآيات التي تُخاطب الجنسين في مواضع تشمل كافة جوانب الحياة منها: الخلق والتكوين، المنشأ، المصير (الحياة والموت)، الحقوق والواجبات، التساوي في الثواب، وفي المسؤولية وما يترتب عليها، وفي الدعوة إلى غض الطرف وحفظ الفرَج والجسَد، وفي تلقي أوامر الله ورسوله وطاعتهما، وفي الهجرة والإخراج من الديار، وتحمل الأذى، وفي الاكتساب، وفي التكريم، وفي الدعوة إلى العبادات، وفي الدعوة إلى التوبة، وفي تحمل المسؤولية، والتوبة والاستغفار، والأمر بالمعروف.
إنَّ كُل هذه الآيات تدُل على وجود عدالة إلهية بين الذكر والأنثى، حيثُ وزع اللهُ تعالى الأدوار بينهما وأعطى كلٌ منهما حَقَّهُ المعنوي والماديّ، ولا شكَّ أنَّ حضور المرأة (حضور المصطلح والمفهوم) في النصوص القرآنية دليلٌ على أهميتها وقيمتها، فقد خُصصت سور بأكملها للحديث عن المرأة ومعالجة قضاياها منها: سورة مريم، سورة النساء، سورة الطلاق، سورة البقرة، سورة النور، سورة المائدة، سورة المجادلة، سورة الممتحنة، سورة التحريم، وسورة الأحزاب.
كما وعرض القرآن الكريم قصصاً لعدد من النساء الطالحات أمثال: امرأة نوح، امرأة لوط، امرأة أبي لهب، كما عرض لنماذج كثيرة من النساء الصالحات، أمثال: أمنا حواء، سارة وهاجر، امرأة العزيز، زينب بنت جحش، عائشة بنت أبي بكر، خولة بنت ثعلبة، ناقضة الغزل، أم حبيبة، مريم بنت عمران، القصص من حاضنات موسى إلى بلقيس.
وتجد أنَّ في الإسلام كرَّم اللهُ تعالى السيدة مريم وطهرها واصطفاها على نِساء العالمين، قال الله تعالى في سورة: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ) ، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
إنَّ المرأة حاضرة في كُل مستويات الخطاب القرآني وذلك بوصفها من بني آدم، فالقرآن حريص على بنائها مثل الرجل تماماً، ويريدُ لها لباس التقوى مثلما يريد للرجل كذلك، ويُحذرها من فتنة الشيطان كالرجل تماماً، ويأمرها أن تأخذ زينتها عند كُل مسجد، فالوقوف في حضرة الله جمال ليس على مستوى الروح فقط، إنما على مستوى الهيئة كذلك، وهي مكرَّمة مثل الرجل ولهذا سخر لها الكون مثلما هو مُسخر للرجل كذلك، والمرأة حاضرة في خطاب الناس الذين دعاهم الله لعبادته، وهُم الرجال والنساء على السواء، وأن تَبني صحتها مثل الرجل تماماً، لذلك أمرها أن تأكُل من طيبات الأرض مثل الرجل تماماً، وهي مُطالبة بأن تهتدي بِهُدي القرآن، ذلك الكتاب الذي بين الله آياته للرجل والمرأة بوصفها من الناس.
و قد ثمن الخطاب القرآني التأسيس الأنثوي من خلال التركيز على وحدة النفس البشر، وإعادة الاعتبار للصور و النماذج النسوية في القران الكريم، الكفاءة الدينية والروحية للأنثى، حيثُ جاء الإسلام ليذكر الإنسانية بأنها من جوهر واحد لا أفضلية ذاتية بعضهم على بعض فالبشر نساء ورجال كأسنان المشط لا تراتبية لأحد على أحد إلا بالتقوى، فالقرآن الكريم ينظر إلى المرأة والرجل باعتبارهما وجهين لنفسٍ بشريةٍ واحدة، فضّلها الله على سائر المخلوقات وحباها نعمة المعرفة والعقل، فإنَّ الله قد خلق النساء والرجال من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها، وهذا الفهم لخلق الإنسان هو أساس العلاقة بين الجنسين، حيث يقف الرجال والنساء على قدمِ المساواة في تلقي وتحمل الأوامر والتكاليف والحقوق الشرعية، فهذه العلاقة علاقة توافق وتناغم وتعاون مشترك.
إن الإسلام لا يستند على القرآن الكريم وحده بل وستند في ذات الحين على ما جاءَ في السُنَّة النبوية الشريفة فهما المصدران الأساسيان للشريعة الإسلامية، وعطفاً على مسألة تحديد مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي، فإن السُنَّة تفصل وتفند وبشكلٍ واضح توجيهات القرآن الكريم، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي بينت دور المرأة في مختلف درجاتها الاجتماعية في البناء الإسلامي، ووضحت ما جاءَ عنها في القرآن الكريم من توجيهات وقصص وأحكام وحقوق وواجبات.
إنهُ لا يوجد في الإسلام فرقُ بين الرجل والمرأة، وإنما هناك فروق في المسؤوليات والواجبات التي يجب على كل واحدٍ تحملها، وذلك وفق المواصفات الفسيولوجية لكل طرف، وحين تحدد ان (الرجال قوامون على النساء) ، فالقوامة تعنى الإمارة والإدارة، وقول الله تعالى: (وللرجال عليهن درجة) فهي تعني ان على الرجل مسؤولية أصعب من نواحٍ معينة، بينما تقوم المرأة بدورها في مجالات أخرى، وقد تكون معقدة وصعبة جداً، بالإضافة الى هذا، حين تعطى القوامة للرجل تكون مشروطة بأن يكون عادلاً وأن لا يتعدى حدود الله، كما أنَّ هناك مساواة كاملة بين الرجل والمرأة في العقوبة، وكل من قام بعمل لا يرضي الله سواء أكانَ ذكراً ام انثى يلاقي نفس العقاب كما ورد في النص القراَني: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله وله عذاب مقيم).
ولقد ضمن الإسلام للمرأة حقوقها فهي الزوجة، والأم والأخت والبنت والعمة والخالة والجدة، وحررها بعد أن كانت مستعبدة وساوى بينها وبين الذكر في الإنسانية قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) ،فالإسلام أعطى للمرأة حرية التجارة والتصرف بأموالها فضلاً عن إعفائها من النفقة حتى لو كانت غنيَّة، ووضع الأسس التي تكفل لها الحقوق وسن القوانين التي تصون كرامتها وتمنع استغلالها جسدياً وعقلياً ثم ترك لها الحرية في الخوض في مجالات الحياة المختلفة، وقد وردت آياتٌ كثيرة في حق المرأة والاهتمام بشؤونها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والحياتية وواجباتها وحقوقها، وهذا إن دلَّ إنما يدل على حِرص الدين الإسلامي على المرأة والرفع من شأنها.
إنَّ النساء شقائق الرجال، وكل ما ثبت من حقٍ للرجل، ثبُت مثله تماماً للمرأة، إلا ما بيَّنت النصوص الشرعية اختصاصه بأحدهما؛ فهو الذي يستثنى من القاعدة المستصحبة أصلاً، ومن هنا فإن كُل خطاب للرجل في الكتاب والسُنة هو خطاب للمرأة، إلا ما دل الدليل على اختصاصه بأحدهما.


بواسطة : خولة مرتضوي
 0  0  1145
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 03:58 صباحًا السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024.