• ×

08:55 صباحًا , السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


دا بجنيه بتاكل ..!!!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
image


كنتُ مع صديقٍ لي في سيارته ولم أُعر اهتماماً للأغاني التي كانت تدور في خلفية حديثنا , حتى استوقفَ سمعي صوتٌ كم كان يُطربني قديماً , وكان يُغني مع مُطربٍ شابٍ ( دويتو ) , فعجبتُ كيفَ تجرأ هذا المطرب الشاب على أن يضع صوته في مقارنة مع صوتٍ كصوت الفنان أحمد عدوية ؟!! وكانت الأغنية ( ديالوج غنائي ) تدور حول شابٍ يرغبُ في الهجرة من مصر بسبب مافيها من مشاكل ومصاعب , وعدوية يُعارضه في ذلك ويتمسك بالبقاء في مصر , عارضاً مميزاتها ومن بينها ميزة ( دا بجنيه بتاكل ) فكثيراً ماكانت تترددُ هذه العبارة العميقة التي تَبعَثُ على الاطمئنان والأمان المعيشي على ألسنة الأشقاء في أرض الكنانة وهبة النيل مصر , ولاأعلمُ هل مازالت هذه العبارة مُحتفظةً بصلاحيتها أم أنها باتت مُجَرد تراثٍ يُضاف لتراث مصر العظيم ..؟!!!
في نظري - وهذا رأي شخصي - أن كارل ماركس كان عاطفياً لدرجة الغرق في الأحلام عندما قررَ أن يبني فكراً يقودُ - في مُجمله - نحو مجتمع خالٍ من الطبقات حيث تكون احتياجات الإنسان وليست الأرباح هي الدافع للإنتاج وحيث تختفي الطبقية في المجتمع حيث سيطرة الديمقراطية والإنتاج من أجل الاستخدام ، فلا دولة ولا حاجة للمال .., فديني العظيم الإسلام قد علمني أن الطبقية في جوهرها العام هي أمرً صحي وطبعي ولاشيء فيه البتة , بل وهذه الطبقية نافعةٌ جداً في إعمار الأرض والمتأمل في القرآن الكريم يقف على العديد من الآيات القرآنية، التي ألمحت إلى ظاهرة التفاوت الطبقي بين الناس؛ من ذلك قوله تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض} وقوله سبحانه: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق} ، وقوله تعالى: {انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض} ، وقوله سبحانه: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات} وقوله سبحانه {ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } ، وإن كنتُ أُشارك ماركس في جزيئة الخوف من نشوء صراع طبقي طاحن , وهذا - ولعلي أكون على خطأ - هو المُحرك الأقوى لقيام الكثير من الثورات العربية أو مايُسمى - تجاوزاً - بالربيع العربي .., فمعظم من قاموا بهذه الثورات هم شبابٌ من الطبقة المتوسطة والتي شعرت - بشكلٍ أو بآخر - أن تُدفعُ دفعاً نحو الأسفل لتتحول إلى طبقة عاملة مطحونة , فبات ضغط الخوف من الفقر يُمثلُ عاملاً نفسياً ضاغطاً وبشدة على أعصابهم مما أفقدهم الكثير من اتزانهم وحرك فيهم جنون الشباب نحو اتجاهاتٍ لم تكن صحيحة أبداً ..!!
وماغذى هذه المشاعر هو ماأعلنه الراحل الدكتور المغربي المهدي المنجرة في كتابه ( قيمة القيم ) أن التخلف الذي يعانيه العالم الثالث ثقافي بالأساس قبل أن يكون اقتصاديا واجتماعيا ، ويرى أن مفتاح او حجر الزاوية الأساس في التنمية هو العامل الثقافي، وأنه لابد للثقافة من مجموعة قيم ومنظومة قيم تُبنى عليها. فجزء من مشاكل دول العالم الثالث هي ثقافية، والتخلف هو ثقافي بالأساس ، فالأزمة الاقتصادية عندما ألتقت بالأزمة الثقافية أنجبت ثورةً مُدمرةً قادها الشبابُ نحو الثورة على نظامٍ قائمٍ دون وجود بديل جيد لهذا النظام فكانت الفوضى هي البديل وللأسف ..!!!
لن أتحدث عن نظرية المؤامرة وهل هناك قوى خارجية سعت لكل ذلك , ولكني سأقفزُ - بعد إذنكم - إلى التحذير من بداية تآكل الطبقة المتوسطة وتحول المجتمع إلى طبقتين اثنتين فقط , طبقة كادحة عاملة بالكاد تجدُ مايسدُ رمقها وطبقة فاحشة الثراء تعبث بالمال وتجعله دولَةٌ بينها ..!!
فالطبقة المتوسطة في المجتمع في الأساس هي طبقة رواتب - إن جازت التسمية - فالسوق السعودي والذي يُعتبرُ سوقاً نشطاً وذا ربحية عالية للغاية وكفيلاً بالحفاظ على طبقة متوسطة أقرب ماتكون للثرية في أقل الأحوال , من المعروف أن هذا السوق ليس سعودياً أبداً- مع أنه من الأصح أن يكون السوق ميداناً مفتوحاً لكل من أثبت نفسه والتزم بالتعليمات دون غش أو رفع أسعار واحتكار وافداً كان أو سعودياً ولابد من اعتبار الأخوة الوافدين شركاء في البناء - وكل محاولات سعودته أو فرض العنصر السعودي إليه هي محاولات لم تنجح حتى الآن , بل زادت الطين بلة وزادت ثراء بعض الأخوة الوافدين المتوجدين في السوق عندما استفادوا من القرارات ووظفوها لصالحهم .., أو وظفتها الشركات الكبيرة الموجودة في السوق والتي لاتستطيع المشاركة الفاعلة في سوق التجزئة الغني والمُربح , فكأن هذه القرارات جاءت لتمهيد الطريق لهم وتسليمهم المُستهلك جاهزاً ..!!
ولنأخذ سعودة قطاع أجهزة الاتصالات , فهل تم إعداد الشباب السعودي لتغطية العجز الذي قد حدث فعلاً بعد تطبيق هذا القرار , فالمحلات مُغلقة ٌ ولم يُمهد الطريق للشباب السعودي من الجنسين لدخول هذا المجال عبر دورات حقيقة مُكثفة ودعم مادي وتدرج جزئي في إدخالهم لهذا السوق الحساس والضخم , ولم يستفد من هذا القرار إلا قلة قليلة من الشباب السعودي إما عبر تكثيف تستره على الأخ الوافد بجلوسه الصوري في المحل أو بالاستفادة من هذا القرار بشكلٍ صحيح لأن ظروفه في الأساس كانت تسمحُ له بذلك ..,
وهؤلاء قلة كما أخبرتكم , فما البديل الذي سوف يُغطي العجز الضخم جداً والشلل الذي ضرب هذا السوق الهام والحساس ؟!! هل ستكون بعض الشركات هي البوابة التي يُدفع نحوها قطيع المستهلكين , أم أن هناك أموراً ستحدثُ لم نعلمها بسبب جهلنا بالاقتصاد وفِكره وحيثيات قرارته ؟!!
وحتى يقطع أصحاب هذا القرار شك جهلنا بيقين علمهم , لابُد من أن أُناشد ولاة الأمر - حفظهم الله ورعاهم وأعانهم وسدد على الخير خُطاهم - بُمحاربة الفساد والقضاء عليه , فالفساد بكل أنواعه قد استنزف ثروات الأمة وأهدرها وكان كالثقب الأسود الذي يلتهم كل ميزانية ويحولها إلى جعجعة ولاطحين ..!!! الفساد سيلتهم المدارس - ودونكم مشاريع الصيانة التي التهمت مليارات دون نتائج توازي هذه الأموال ..!! - سينحدر بتعليمنا نحو الأسفل لضعف التدريب والتطوير والاستعانة بالأجهزة الحديثة في التعليم والبرامج الطلابية الإثرائية الحقيقة لاالمُعدة للتصوير فقط ..!!
والتعليم إن انحدر سيجذب معه الطبقة المتوسطة نحو الأسفل , وسيجعل التعليم الجيد حكراً على من لديه مالٌ ليدفعه مقابل ذلك , وحتى التعليم الخاص – في معظمه - بات حشفاً وسوء كيلة ..!! وقس على ذلك الصحة ومستشفياتنا التي تعاني هزالاً يحتاجُ إلى وزارة صحة والإسكان والإعلام والغش التجاري والغلاء الغير مبرر والاحتكار .... إلخ ..!!
لستُ سوداوياً ولاأرتدي نظارةً سوداء و لاأنظر للنصف الفارغ من الكوب , بل أنا مواطن أُحب وطني وأعشق كل ذرةٍ من ترابه وأرجو أن أراه عالياً مُتماسكاً مُحافظاً على نسيجه المجتمعي الصحي .. , وسأختم حديثي - بعد إذنكم - بكلمات من أغنية ( مسافر ) التي ذكرتها في بداية مقالي : يابلدي بحبك بناسك واهلك وحقك عليا ارد الجميل ..

أ.أحمد النجار
مستشار نفسي واجتماعي
تويتر 3h_live@



بواسطة : أحمد النجار
 0  0  2155
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:55 صباحًا السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024.