• ×

11:58 مساءً , الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


قضايا المرأة والخطاب الديني

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 خولة مرتضوي
خولة مرتضوي


إنَّ الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفره ونعوذ بهِ من شرور أنفسنا ومن سيئآت أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، أمَّا بعد: يقول المفكر الإسلامي مالك بن نبي: (العلم دون ضمير، ما هو إلا خرابٌ للروح)، إنَّ المرأة شغلت الكُتاب والمؤلفين على امتداد التاريخ، فأصبحت قضية المرأة على لسان الكبير والصغير، رغم أن الإسلام حفظ للمرأة حقوقها وواجباتها المشروعة وعدل بينها وبين شقيقها الرجل، مراعياَ لفطرتها وتمييزاً لدورها، وإنه ما جاءت كل تلك الدعوات المغرضة إلا عندما بَعُدَ المسلمون عن مصدر الحق والنور، وتأثروا فيمن تأثروا بزمن الفتن والنوازل.
في مقالاتي السابقة في بث الإخبارية حرصت على أن أعكس (وضع المرأة بين الإسلام والمسيحية) حيثُ تناولت فيه جانب الحياة الزوجية أنموذجاً، مسلطةً الضوء على (الزواج، الحياة الزوجية، المهر، تعدد الزوجات، الطلاق)، وقد عمدتُ على اختيار منهج المقارنة في كتابتي التي تناولت المرأة والحياة الزوجية والمسائل المتعلقة بها من منظور دينيّ الإسلام والمسيحية، رغبةً مني في تسليط الضوء على موقع المرأة في الديانتين ولعلي من خلال هذه المقالات أتمكن من توضيح هذه الصورة بطريقة جليّة واضحة تدحض فيما تدحض الافتراءات التي طالما التصقت بديننا الإسلامي جراء الهجمات الإعلامية والعولمية المستمرة التي يتعرض لها في كل حين، والتي ما جاءت إلا نتيجةً لجهلٍ حقيقي بواقع التعاليم الحضارية للإسلام ومنهجه المتكامل اجتماعياً، والذي تمارس فيه المرأة دورها جنباً إلى جنب شقيها الرجل.
إنه على الرغم من أنًّ المكتبة العربية والإسلامية تعُجّ بالآلاف من الكتب التي تناولت موضوع المرأة بين الإسلام والأديان الأخرى وحاولت أن تكشف مظاهر الجور التي تلبَسَتها المرأة المسلمة في الصورة النمطية التي يطلقها أعداء الإسلام في كل حين، ورغم أن آلاف اللقاءات التلفزيونية والصحفية التي تُجرى مع المفكرين والعلماء ورجال الدين للحديث عن واقع المرأة المسلمة، إلا أنَّ هذه الجهود تبقى خجولةً جداَ إذا ما قورنت بحجم التلبيس الإعلامي والثقافي الذي يقوم بهِ أعداء الإسلام ليحافظوا على ما رسموه من صور نمطية سالبة تعكس المرأة وكل جوانب التشريع الإسلامي بشكلٍ فجّ بعيد عن الحقيقة.
وفي الواقع نحن بحاجة ماسة إلى تجديد الخطاب الإسلامي الديني، والاستفادة من قدرات التقانة الجديد المتمثلة بالإعلام الجديد لنحقق فيه هدف الصحوة الإسلامية المنشود، وتبديد كل ما علق بهذا الدين جراء التيارات الغربية المتواترة عليه، وما من سبيلٍ أفضل للوصول إلى صورةِ الحقيقة المجردة في الأديان إلا من خلال الحوار والتآلف، فالحقيقة كما يراها عددُ من فلاسفة الإسلام دائماً واحدة ويُمكن التسامي إليها عن طريق الدين أو العقل، ولا تعارض إذاً ما دامت الغاية في النهاية نبيلة وهي السعي الجاد للحوار بين الاديان، والتعامل مع غير المسلمين وفق اللين والحكمة في الخطاب ومُطلق التصرف وذلك وفقاً للضوابط الشرعية.
يقول ابن رشد: (إن حالتنا الاجتماعية تتطلب ألا نطيح بكل ما يعود علينا بمنافع المرأة، فهي في الظاهر صالحة للحمل والحضانة فقط، وما ذلك إلا لأن حالة العبودية التي أنشأنا عليها نساءنا أتلفت مواهبهن العظيمة وقضت على مواهبهن العقلية، فحياة النساء تنقضي كما تنقضي حياة البنات، فهنَّ عالة على أزواجهن وهذا كان سببا في شقاء العالم)، وعليه فإنه مهما عظم التشريع الديني في تكريمه وحفظه لحقوق المرأة فإنه يبقى عاجزاً إن لم تحاول المرأة أن تكون رقماً منافساً في معادلة الحياة العريضة على اختلاف وجوهها، لتساهم يداً بيد بجانب شقيقها الرجل في بناء المجتمع الإسلامي في كل مكان.


بواسطة : خولة مرتضوي
 0  0  1781
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:58 مساءً الخميس 16 شوال 1445 / 25 أبريل 2024.