لا أؤمن بالجلوس قابعاً في مكاني، في انتظار معجزة تحل لي مشكلاتي ، إن أردت استرداد حقوقي أو تحقيق أحلامي فيتوجب علي أن أننتزعها بيدي" أحمد ديدات
بهذه المقولة أفتتح حديثي، بهذه المقولة التي تأصّلت في عقلي ودُمجت مع مبادئي شرعت في كتابة هذه الكلمات، التي نفتقرها في أيامنا هذه.
تعلم ان تلفظ كلمة الحق حينما يخرس الجميع عن قولها، خوفا وطمعا متذللا ، بأدنى كرامة يقبلون الكتمان عنها ، بأقل القيم والمبادئ التي رسخها الانسان على مر العصور، والتي ضرب بها المثل اعظم شخصيات التاريخ ، الذين لم يسكتوا عن باطل قط، ومشوا عكس التيار، ونازعوا وطالبوا بالتغيير حينما انفض الجميع من حولهم كيلا يظن المقصود بأنهم معه، لمصلحة يريدونها، او خوف من سخط منه او عقاب، ولو انهم علموا انهم لو اجتمعوا على كلمة واحدة ضد التيار الخاطئ الذي ترسخ في عقولهم الدونية لتغير الحال، وأغصب المقصود بالانصرام الى الحق البين، واذعن التنازل عن فكره الذي لطالما اعتمده في تسيير الأمور بتسيب واهمال وغفلة من اراذل البشر.
تعلم ان تكتب النضال حينما تراه واضحا بينا في محله، لا مراء فيه، وببيانه تكون قد حققت اول خطوة في مسار التغيير، ومن ثم اعمل وانشر وحرض وقو من عزيمتك ولا تخضع لقول محيطك.

لا جدوى من ذلك
لا اهمية لذلك
لست قادرا على تحريك شيء
ألا ترى نفسك شاذ بذلك ؟
لن يسمعك احد
ستعاقب
سيخيب أملك
وحينما تخسر سيضحك الناس عليك

كلها جمل لا تأتي إلا من السفهاء السطحيين، الجبناء السلبيين، أراذل القوم الذين يفتقرون الى النضال والمدافعة وطلب الحق وعدم السكوت عن الباطل، ويميلون الى المضمون الروتيني ولو كان خاطئا وعدم المخاطرة من اجل التغيير والتحسين الى الافضل، وبسكوتهم عن الباطل يتوارث الناس ذلك فيصبح بتأثير عامل الزمن شيئا صحيحا مسلما به ، تعلم ان لا تسكت عن الباطل ، أيا كان ، ايا كان ذاك الباطل، ولو قدر حجمه بحبة خردل في سابع أرض، طالما ان الله الهمك تغييره وتصحيحه فأنت قادر على ذلك حتماً، لا نقاش ولا مجادلة.
ثق تماما انك اذا بدات الطريق وحدك حتما ستجد من يمشي معك ولو سرا، فهناك قلوب مازالت حاوية للفطرة السوية، الا ان جوارحها لم تسعفها بخوف عقلها، ولم تحرك ساكناً، بعكسك أنت ، فاذا اشرعت في تسوية الامور واصحاح الخلل ستُتخذ قدوة، وسيضرب بك المثل، وسيُخلد التاريخ اسمك على هذه الأرض.
تعلم ان تكتب النضال وان تلفظه في كل مجالسك، ولا تهن لمن يحقر من عزيمتك ويثبط من قولك، كن مختلفا، نعم كن مختلفا، يكفينا ذاك القدر من النسخ المكررة المشحونة بالسلبية والاحباط والمحشوة بالجبن والذل والتقهقر، لا تنتظر من يوقد نضال قلبك، بل كن انت من يوقده في قلوب البشر.
اتبع بصيرتك ، وميز الحق من الباطل، وخذ عليه الادلة والتحكيمات، ولا تتعجل فيما تفعل، ولا يغفل عقلك عن الصواب فتتبع الهوى والملذات، وتيقن ان الذي اشرق الشمس من المشرق وانزل الكتاب بالحق وقدر الموازين في الأرض لن يتركك وحيدا وانت تصحح ما افسده الآخرين في ميزان الحياة، الذي قدره رب البشر وانحرفوا عنه.


الكاتب: أمجد عبدالرحمن الفرا
@amjadfarra