بقلم الكاتبة: نداء حمزة

كانوا صديقات في المرحلة الابتدائية وشاء الحي الذي لا يموت فانتقلت مريم إلى رحمته - في نفس المرحلة - واستمرت صديقتها الصدوقة في الدعاء لها حتى يومنا هذا وهي الآن في المرحلة الجامعية، وقد رُزقت صداقتها وأحمد الله على ذلك.

هناك من يدعي ويقول زماننا هذا لم يعد فيه أصدقاء وأنا أراه يتحدث عن شخصه, ها هي الطفلة التي لم تبلغ سن العاشرة خير مثال على وجوده وغيرها الكثير.

نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزمننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب *** ولو نطق الزمان لنا هجانا
-الإمام الشافعي-

الصديق الصدوق ما زال على قيد الحياة ولم يغيره زمان ولا مكان ولا خصام أو جدال ولم يسلم أذنه للقيل والقال, فائق الكرم والشح يلتزم بالأولى عن طريق بحثه عن ما يرضيك ويسعدك ويجعلك رفيقه للجنان ويلتزم بالثانية عن طريق تتبعه لما يضر بك ويغضبك ويجرك إلى قاع النيران, فإن كنت رزقت بهذا الصديق فتشبث به وكن له خير معين لتصلوا معًا إلى جنات النعيم.

الأصحاب خمسة: صاحب كالهواء لا يُستغنى عنه, وصاحب كالغذاء لا عيش إلاّ به ولكن ربما ساء طعمه أو صعب هضمه وصاحب كالدواء مرٌّ كريه ولكن لابدَّ منه أحياناً, وصاحب كالصهباء - من أسماء الخمر - تلذّ شاربها ولكنها تودي بصحته وشرفه, وصاحب كالبلاء.
-علي الطنطاوي-
فتخير أصدقاؤك لأن المرء يحشر مع من أحب ولأن الصديق يمكنه أن يأخذك معه إلى أعلى الجنان ويمكنه أن يجرك معه قاع النيران, جعلنا الله من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله - رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه- وارزقنا يا الله من يدعو لنا حتى بعد الممات.