ليتك كنت هنا

ليتك كنت هنا

ليتك في يوم نمت على وسادتي لفزعت من كوابيسي ألف مرة وقمت من فراشك لاهثا تشرب الماء الف مرة

ولحاولت الاستفاقة من هذياني لتتأكد انك لا تزال على قيد الحياة كل لحظة

ليتك كنت معي في بعض الليالي كي تسمع مرارة بكاء الطفل ونحيب العجوز واحتساب الارملة وهو يقتص من قلبي

ليتك رأيت انكساري لحظة سقوطي لربما أمسكت بي قبل ارتطامي بألا رض

تشد بي بردائي تعود بي فما من اتجاهات مع هذا الدخان

ليتك شعرت باختناقي وخوفي ورغبتي في الهروب إلى قمة الجبل كي اصرخ حتى افرغ ما في نفسي من القهر وا معتصما انادي

ليتك ترى كيف كنت ارش على وجهي الماء أحاول التقاط أنفاسي ولا اقدر قوتي تسقط مع ذاكرتي ولا من رد يهلع لبيك اختاه يعجل لنجاتي

ليتك كنت معي لتشهد ظلم البشر وطمع البشر وشر البشر لعلمت أن الدنيا آيلة لسقوط من أمثالنا وان العالم سينسف من الحق ان آزروني

ليتك كنت واقفا معي وقت اغتالوني بغياب القضاة وخبئوا آخر دليل براءتي تحت أنيابهم وهمسوا لي بالخنجر ان ذنبي هو ديني ثم قتلوني

وأصبحوا يتساقطون حتى يثبتوا للعالم بأني فقدت صوابي وبأني كنت لأقتلهم وارمي بهم لزمن ملوك الطوائف واقسموا بحرق آخر قشة آوتني

فمن غيرك اليوم ناصريي ووكيلي يا ربي

ليتك كنت تمسك بيدي حين صرخوا بوجه بقايا روحي حتى شعرت الحياة تغادرني من أطراف جوارحي و تحول العالم لشيطان اخرس فوق جثتي

ليتك استمعت الى اجتماعاتهم وقرع كؤوسهم كان يعلوا اكثر فا اكثر فوق بكائي

وحتى لا تقع اقنعتهم امام مرآتي فتنكسر عليهم اكثروا من الاستنكار

وبكل اسف نعوني بقرار الصمت وبكى من بكى وقالوا في القلب انتي ثم استداروا عني

وتحولوا لخنساء برثائي ولم يعلموا ان هذا اشبه ببدعة رش ماء فوق القبر والشاهد ان لا حدود بهم يجمعني

ليتك ايها العصر الذهبي كنت هنا لتشهد على خيبة ظني بأخوة في الاسلام استبشرت بهم من قراءتي لكتاب الله واليوم خذلوني ايها التاريخ قد خذلوني .

مار

هذه المقالة جملة واحدة اقتطفتها من بين ملايين الكلمات التي قالتها ملامح امرأة من مسلمي ميانمار في بورما

لعدسة مصور قناة اخبارية وهي سارحة معه وضده بحجابها المبلل بالمطر ورأسها المسنود بعامود كوخ

طبعت على قلبي هذيانها وهي كشوكة في قلبي تؤلمني كلما تنفست وكلما بدأت بدعاء بكيت وأكملتها بغص

ولا زلت حتى اليوم اتابع شريط الاخبار كي لا يصادفني وجه اخر يغرز في رئتي فا اموت قهرا بلا نفع .

بواسطة : bthnasserbth

0 0 1616 01-02-1434 02:46 صباحًا

جديد المقالات

ذكريات الماضي الجميل

ختامه مسك

رحلة روحانية في ربوع المدينة المنورة

وجه مشرق لحكومتنا الرشيدة سفارة خادم..

ميز حياتك بالسرية

اقسام الصحيفة