• ×

01:56 مساءً , الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


ملايين التوعية ستحفظ مليارات العلاج

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 محمد السنان
محمد السنان


دائما يقال درهم وقاية خير من قنطار علاج، و لكن هل هو شعار نتحدث عنه أم تطبيق فعلي؟!! الغالبية العظمى تعرف بأن الحفاظ على الصحة أفضل و أسهل من علاجها، ولا يخفى على الجميع ما يصرف من مليارات على العلاج من عمليات و مواد، وأيدي عاملة، و مبان المستشفيات و المراكز، والمبالغ التي تصرف على إدارة كل هذه المنظومة الصحية، كل هذه المليارات يمكن التقنين في صرفها في مقابل صرف القليل منها على التوعية و التثقيف، حتى مع وجود البرامج التثقيفية و توجه وزارة الصحة للتوعية، تبقى هذه البرامج غير كافية، ستظل غير كافية لغاية أن تصل لكل مواطن في كل مدن و قرى هذا البلد، ستظل غير كافية حتى تغطي كل موضوع يمس الحالة الصحية للمواطن، للأسف إن ما يخصص من ميزانيات للتوعية و التثقيف غير كافي بناء على ما نراه في أرض الواقع، والجهد المبذول في توعية المواطنين غير كافي، و لن تعتبر هذه البرامج ناجحة حتى تخرج بنتائج ملموسة، التغيير على النمط الصحي من أهم هذه النتائج، والقدرة على تغيير العادات الغير صحية في المجتمع، و القدرة على منع انتقال العدوى بين الأفراد، كل هذه علامات من شأنها الدلالة على وجود برامج توعوية تثقيفية ناجحة.

إن اتباع الطرق التقليدية كالمنشورات فقط و بعض الملصقات، لن تأتي بفوائد تتناسب و الميزانيات الموضوعة، إذ أنها لم تواكب التطور في سبل التواصل، قد كان الخطاب أهم هذه الطرق ماضيا، ثم انتقلنا إلى حقبة الكتب و المنشورات، و الآن دخلنا في حقبة الوسائل الإلكترونية و الاتصالات، فلكل زمان طرق هي الأكثر وصولا للمجتمع، مع عدم اهمال باقي الطرق القديمة المتجددة، فليست الورقة المملؤة بحشو الكلام هي الطريق الأقرب للشباب و هم الفئة الأكثر استهدافا، أصبحت الصورة أقرب، أصبحت المقاطع المرئية أقرب، أصبحت النقاط السريعة أكثر قبولا، و تتعدد الطرق بتعدد الفئات المستهدفة و ثقافتها.

إن وضع الخطط التوعوية و الاحترازية أهم بكثير من البحث عن علاج، فإن أستطعنا الوقاية لن نحتاج للعلاج بإذن الله، للأسف قليل هم المتفرغين لأداء التثقيف و التوعية الصحية، بل أصبح عملاً جانبي يقوم به النشيط من الممارسين أو الأطباء بجانب عمله اجتهاداً منه.

إن *التثقيف و التوعية الصحية لو أعطيت حقها لوفرت على ميزانية وزارة الصحة الكثير، والدراسة الصحيحة لوضع التثقيف و التوعية كفيل بإنهاء معظم المشكلات الصحية المنتشرة، لو تم هذا المشروع الضخم بشكل صحيح فهو تغيير محوري في تاريخ الصحة بالمملكة، و نقلة نوعية في الخدمة المقدمة للمواطن، و من أبسط الفوائد تقليل عدد المرضى المراجعين في المستشفيات و المراكز، وزيادة الانتاجية بالدولة عن طريق مواطنين أصحاء لن يحتاجوا لاجازات مرضية كل فترة.

إن من أهم أسباب ضعف البرامج التثقيفية و التوعوية الحالية هو الاهتمام بالكم، و الاهتمام بانجازها دون الاهتمام بدراسة مدى الفعالية، الكثير من البرامج بحاجة لإعادة التقييم و التطوير، و يجب على الجميع الإدراك بأن التوعية الصحية ليست مجرد جانب من جوانب الاهتمام بالصحة، و لكنها رأس الهرم في الاهتمام بالصحة و تعزيزها، و يجب أن تأخذ حقها من الدعم المادي و المعنوي، فملايين التوعية كفيلة بأن تحافظ على مليارات ستصرف على العلاج.


محمد السنان - جدة*

كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية

5rbshatsinan@


بواسطة : محمد السنان
 0  0  689
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:56 مساءً الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024.