• ×

01:22 مساءً , الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


براءة طفلٍ و أبوة ملك

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بقلم : سعد بن خميس الشراري
image

حينما نتحدث عن سياسيٍ محنك أو دبلوماسيٍ خبير, فإن بوصلة الحديث ستتجه مباشرةً إلى المهام و المناصب و الإنجازات , و لو أردنا الحديث عن وقت ذلك العظيم لما وجدنا غير جداول الأعمال و مواعيد اللقاءات , لكن سلمان الخير مختلف , فبرغم كونه أبرز زائر لدولة الهند عام 2010 إلا أنه أوجد وقت لزيارة المدرسة السعودية في نيودلهي و اللافت للنظر في تلك الزيارة أنها لم تتركز على إدارة المدرسة و طاقمها الإداري ولا حتى طلابها في مراحل التعليم الثلاث بل تجاوزت ذلك لتجد متسعاً - من وقتٍ ضيقٍ أصلا- لزيارة طلاب الروضة !!

نعم طلاب ما دون سن التكليف بل و التعليم أيضا , أذكر أن المقرر في تلك الزيارة هو أن يزور خادم الحرمين الشريفين معمل الريبورت و هو ما تنبهنا له و أردناه , غير أن عين الأب الحاني رمقت دون معلِمنا_- رمقت - أملَنا فشاهدت عيون أطفالٍ صغار تموج بها أعلام الوطن , فكسر رتابة ترتيبنا و أقبل على حجرة الصغار المجاورة لمعمل الريبورت .

دخل الزائر الكبير و أعناق الأطفال مشرئبة و أصواتهم صاخبة و فرحتهم غامرة , فهذا الرجل الذي حدثهم عنه أبائهم و معلميهم يدخل روضتهم , و لكم أن تتخيلوا مشاعر الأطفال و هم يشاهدون سفيراً و أميراً و مسؤولاً و عدداُ كبيراً من رجال الأمن و الإعلام يحيطون بالملك يسابقون خطواتهم و نظراتهم حمايةً و تدويناً لكل تفاصيل زيارته فإذا به ينصرف لأحد هؤلاء الصغار يلاطفه و يمازحه , فيتأمل لباسه الهندي و يسأله باستفهامٍ– و هو يعلم الجواب - : أنت هندي ؟ فيجيب الصغير بكل براءة و بصوت مسموع : لا ..فيعاود الملك سؤاله للمرة الثانية بلهجة تشبه الاستغراب: أنت سعودي ؟ فيختلط الأمر على الصغير و تثيره لهجة الاستغراب فيقول : لا !! فيكرر الأب الحاني السؤال بلهجة أبوية حميمة : أجل من وين أنت ؟ فيجيب ولدي باسم القبيلة ظناً منه أنه يسأله عما ينتهي إليه اسمه , فيضحك له الملك و يدنو منه ويحمله إليه و يقبله و يثني عليه , ثم يٌطيب الملك نفوس الصغار بالسلام عليهم و تقبيلهم كما فعل مع زميلهم .

لم تكن القبلة لولدي معاذ فحسب بل كانت على جبين الطفولة كلها .. و لم تكن الزيارة لروضة مدرسة واحدة فحسب بل كانت لرياض الوطن كلها , و لم يكن الحوار و السماحة لطفلٍ بعينه بل كانت لجيلٍ بأكمله .

أي رسالةً أراد الملك أن يوصلها لنا ؟! فلئن كانت نظرتنا لزيارته للمدرسة على أنها رؤية للمستقبل , فإن زيارته لرياض الأطفال كانت رؤية لما وراء المستقبل , و لقد كان حواره و طول نفسه مع الصغير رسالةً منه لنا أراد أن نقرأها و ندرك مضامينها لنستمع لهذا الجيل بكل مشاعرنا و نحاوره بكل حواسنا.

كان الاستغراب قد نال مني مبلغه , ولكنه زال حين تأملت شخصية الملك و أدركت أن الطفولة هي أحد اهتماماته , كيف لا , وهو مؤسس جمعية إنسان للأطفال الأيتام و هو كذلك الرئيس الفخري لجمعية الأطفال المعوقين , لذا فليطمئن الوطن على مستقبله وليدرك أن عيناً حانيةً ترقب أبناءه .


 0  0  675
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 01:22 مساءً الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024.