و أخيراً قرار يثلج الصدور قليلا، و هو قرار وزير الصحة انشاء وكالة عامة للمختبرات و بنوك الدم، و هو تغيير جذري في هيكلة الوزارة، و إضافة قد تساعد على حل معظم السلبيات في هذا المجال، فقد شهدت المختبرات الطبية كثير من المعوقات في الفترات الماضية، و ظهر هذا جليا عند ظهور فايروسات عدة مثل انفلونزا الخنازير و كورونا، و التي لم تكن أغلب المختبرات مهيئة و مجهزة لهذه الفحوصات، و الشح التي تشتكيه بنوك الدم، و ضعف الآليات في التواصل بين بنوك الدم بالمملكة، و بين القطاعات الصحية بالوزارة و خارجها، كل هذه نقاط قد انهكت كاهل المختبرات و بنوك الدم، و شهدت الفترة الأخيرة قفزة نوعية في الأداء، و سرعة الخدمات المقدمة في إظهار النتائج بشكل أسرع و أكثر دقة.
يتضح جليا حرص الوزير على أهمية المختبرات و بنوك الدم في ربطها به مباشرة، و تعتبر خطوة ايجابية نحو بداية قوية لهذه الوكالة الجديدة، و التي هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الصحية، فالخطة العلاجية بأكملها مبنية على نتائج التحاليل الصادرة من هذه المختبرات، و كثير من الحالات لا تشخص إلا من خلال هذه المختبرات.
بنوك الدم هي ملف حساس جدا، و الاهتمام بتوعية المجتمع لأهمية التبرع بالدم، و التنسيق بين بنوك الدم المختلفة أمر هام جداً، و ضرورة استحداث أنظمة تدعم بنوك الدم، و تدفع المواطنين للتبرع الدوري، و ربط التبرع بالأنظمة الحكومية كما كان معمولاً به مع اصدار رخصة القيادة.
فحص الزواج من الأمور التي انعطفت بمستوى الأمراض الوارثية منعطفا مؤثر جداً، و قلل من انتشار أمراض الدم و التخلف العقلي و غيرها الكثير من الأمراض، كل هذا من شأنه رفع المستوى الصحي للمواليد، و تقليل نسبة انتشار الأمراض.
كلنا أمل أن تنتهج وزارة الصحة مستقبلاً مثل هذه القرارات المحورية، و التي تغير من ملامح خارطة الصحة، و تبحث عن مكامن الخلل و الضعف لتقويتها، وأن تكون هذه قطرة من غيث قادم بأذن الله


محمد السنان - جدة
كاتب مهتم بالتوعية المجتمعية و تطوير الخدمات الصحية
@5rbshatsinan