ذات النخيل عليلة الأنسامِ =روض السكينة مهبط الإلهامِ
دارُ الحبيب تلألأت لقدومهِ = وترنمت بالحب والأنغام
لمَّا أتاها قاصداً أنصارها =يدعوهمُ لعبادة العلامِ
طابت به وغدت تسمى طيبةٌ = مهوى القلوب ومعقل الأحلامِ
منها أضاء الحق وانتشر الهدى = متعالياً يسمو على الأوهامِ
وعلى رباها راح أحمدُ واغتدى =متهللاً يهدي إلى الإسلامِ
في زمرةٍ وضائةٍ من صحبهِ = سلكوا دروب العزِّ والإقدامِ
متوكلين على العظيم فخصَّهمْ = بالنصر والتأيد والإعظامِ
هم صفوةُ الخلق الكرام وخيرهمْ = فازوا بصحبة والد الأيتام
ياليت شعري نظرةٌ لجمالهِ =تشفى بها نفسي من الألام
وتطيب روحي بالحياة وتنتشي = فرحاً برؤيةِ ثغرهِ البسامِ
عبدالإله وحِبُّه ورسولهُ = والرحمةُ المهداةُ خيرُ إمامِ
محمدٌ شمسُ الحقيقةِ والمنى= نورُ البريةِ جوهرُ الإنعامِ
الله أكبرُ يامدينةُ غردي = وترنمي بالحب والإكرامِ
ذاتُ المناقبِ بلسمٌ أنسامها = وترابها شافٍ من الأسقامِ
والمسجدُ النبويُّ في أحضانها = متألقٌ يزدانُ بالقوَّمِ
وقبائها ملكَ القلوب بحسنهِ = وعبيرهِ المتأرِّج الأنسامِ
وذاك سلعٌ شامخٌ في قلبها = وكأنهُ يزهو على الأعلامِ
وشمالها أحدٌ تسامى ذكرهُ = حِبُّ الرسولِ ومرقدُ الضرغامِ
والعوالي والبقيعُ وواقمٌ = والحرةُ الغربيةُ الأكامِ
أرضُ المرؤةِ والبطولةِ والوفاء = وجنةُ الدنيا وكلُّ غرامي
والروضةُ الفيحاءُ مثوى المصطفى = محبوبةُ الزوارِ والصوَّامِ
فاحت بطيب خصالها أنفاسها = وتألقت بتآلفِ الأرحامِ
ولأهلها شرفُ الجوارِ وفضلهِ = بلغوا سماء المجدِ والإعلامِ
قومٌ إذا ذكر السخاءُ ذكرتهمْ = بالجود والإيثارِ والإطعامِ
أهلُ المكارمِ والفضائلِ والنهى =نبعُ العلومِ ومنهلُ الإحترامِ
ثمَّ الصلاةُ على النبيِّ وآلهِ =ملء الفضاءِ على مدى الأيام