بقلم / محمد السنان

بعد حادثتي الرافعة و تزاحم منى اشتدت النقاشات و التحليلات و توجيه الاتهامات، و توزعت بين فرق عدة، فريق اتهم بعض الأجهزة الحكومية بالتقصير و عدم التنظيم بالشكل المطلوب، وقد خرج من هذا الفريق فئتين، أولهما عقلانية تعترف بجهود الدولة الضخمة ولكن على الجانب الآخر تعترف بوجود خلل في بعض النواحي التنظيمية، و الفئة الأخرى تتهم الدولة بالتقصير في جميع النواحي وهذه الفئة الجاحدة لما تقدمه الدولة و التي لها أجندات أخرى سواء داخلية أم خارجية، أما الفريق الثاني فقد وجد أن هذه الأخطاء واردة الحدوث وليست تقصيرا وليس ورائها أي مدبر واكتفت بالحياد بين الفرق، و الفريق الثالث يرى بأن الدولة نظمت بشكل كامل و هي خالية من أي خلل تنظيمي في جميع أجهزتها، و أن ما حدث بتنظيم خارجي (إيران) وتحريض لزعزعة ثقة العالم الإسلامي بقدرة السعودية على الحفاظ على الحجاج، و ما أن ظهرت هذه الثلاث فرق حتى بدأت المعركة بين مهاجم لإيران والشيعة عموما بأنهم السبب، وبين مهاجم للدولة و متهما إياها بالتقصير، وسرعان ما تحولت المعركة إلى طائفية مقيتة وأخرج كل فريق أسلحته البالية في انتقاد المذهب الآخر، و أحببت أن التزم الصمت في وقت كل من هب و دب يحلل الأمور، ويتهجم على الآخر بغض النظر عن الإنسانية التي تعلمناها من سيد الخلق نبينا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام، سقوط الرافعة و تزاحم منى، لم يفضح المملكة كما يقول مغرضيها ولم يفضح إيران كما يقول متهموها ومبغضيها، بل فضح الكره و الطائفية التي امتازت بها فئة من الطرفين، تراقصت على دماء الحجاج الذين نحتسبهم شهداء عند ربهم، كل فريق استخدم دمائهم لما يتوافق وأجندته سواء مع المملكة أم مع إيران،
وانشغلنا وراء هذا ونسينا خطر داعش !!
بغض النظر داعش صناعة أمريكا أم إيران أم إسرائيل أم أي دولة أخرى، فالأهم هو البحث في أسباب قدرتها على تجنيد أبناء الوطن لقتل أهلهم والبقية!!
لا أستطيع محاسبة من يزرع المخدرات خارج وطني، ولكني أستطيع محاسبة من يدخلها و يروجها في الوطن، وكذلك فكر داعش فعلينا بمن يدخله ويروجه في الداخل.

فبئس الكلام في مثل هذا فالصمت أفضل

اللهم احفظ المسلمين والمسالمين واحفظ علينا أمننا في بلدنا و أنفسنا وأهلينا يا الله و من أرادنا بسوء رد كيده في نحره يا رب العالمين..