بقلم / جوهرة محمد

يشعر البعض بالنقص أو أنه مقصرٌ في حق نفسه ، تَمُرُّ علينا أوقات نختلف فيها مع أنفسنا ، لا نعرف كيف ولماذا ؟! ولكن فقط نحسس أنفسنا بالإحباط واليأس ثم ندمر أنفسنا بأنفسنا .

عند مروري بكثير من المواقف لبعض الأشخاص ؛ وجدت أنهم يجهلون قيمة أنفسهم ويجهلون مدى حب النفس الذي يؤثر على كامل الجسد ، فالإنسان لابد أن يمتن لله تعالى أنه أعطاه جسدًا كاملًا وصحة تامةً وعقلاً ناضجًا ليس كباقي المخلوقات ، فلا بد أن نضع قيمة وأن نكرم أنفسنا كما قال الله تعالى في كتابه الكريم ( ولقد كرمنا بني آدم ) .

فعندما نعمل أي عمل و يكون ناجحًا ؛ أن نشكر أنفسنا على هذا العمل بمنح قلوبنا وعقولنا كلمات إيجابية أو مكافأة ما لنشجعها على تقديم المزيد ، فالشكر أهم وأسهل وسيلة تأثر في الجسم والعقل والنفس ومنحة طاقة إيجابية سريعاً .

فأكد العلماء أن أكثر الأشخاص تفاؤلاً وسعادةً وإستقراراً عاطفياً ونفسياً وصحة جسدية ومناعة أقوى ؛ هم الشاكرين الممتنين لله وللناس ولنفسهم حيث حتى نومهم يكون بعيداً عن القلق والأرق فهم أفضل بكثير من الأشخاص الآخرين .

فالشكر هنا ماهو إلا اقتباس من إسم الله الشكور بمعانيه العظيمة الجليلة ، فنأخذ من هذا الاسم العظيم صفة عظيمة ونتحلى بها بإذن الله .

فدوام الشكر أولاً لله يزيد محبة العبد من ربه ومن محبة الله لعبده ، وكما ذكر سبحانه جل في علاه في كتابه ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) هنا معادلة أي كلما زاد العبد شكره لله كلما زاد الله له نعمه الظاهرة والباطنة ، فلا بد من شكر الله من بداية يومنا وعند استيقاظِنا ، ونفعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بذكر دعاء الاستيقاظ من النوم بحمد الله على أن رد لنا أرواحنا لأجسادنا وأن منحنا يوم جديداً ، فلابد من حمده وشكره ، فالله سبحانه وتعالى يشكر الإنسان عندما يكثر من عبادته ، وهذا يدل على عظم الشكر بما أن الله الشكور يشكر عباده ، ولكن هل نحن من الشاكرين ؟؟ قال الله تعالى : (إن الله لذو فضلٍ على الناس ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون ) وقال أيضاً : ( وقليل من عبادي الشكور ) هنا رد وتوضيح على السؤال فاللهم أجعلنا من عبادك القليل الشاكرين الحامدين لك .

شكر الأشخاص لبعضهم البعض هذا أيضاً له تأثير قوي جداً فكلمة (شكراً) كم هي لطيفة إن اخرجناها بكل روحٍ شكورة ، فهي تجلب حب الأخرين لك ، والأهم إن كانت بين الأزواج فهي تزيد المحبة والمودة والسعادة حتى يعيشون بقية عمرهم سويا .

وقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم أن شكر المرأة لزوجها عبادة لله تعالى ، وأن الله لا ينظر للمرأة التي تنكر الجميل فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا ينظر الله إلى امرأة لاتشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه ) هذا أمرٌ عظيم ودليل على عظم شكر الزوجة لزوجها ، فألفاظ الشكر قادرة على أن تبعد الكثير من المشاكل بين الأزواج وأن تجلب كثير من السعادة والطمأنينة والأمان .

شكراً هي كلمة بسيطة وسهلة ولكن واقعها قوي على النفس وللأخرين فلا بد أن نتحلى بالشكر ونشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه .