لا شك أن المواطن يتعطش لحول لمشاكله التي يعاني منها في حياته اليومية , ولا يهمه حقيقة تأصيل مشكلة ما, أو استعراض تنظيرات وطروحات هلامية فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل قد يعتبرها المواطن مجرد هروب من حل المشكلة ولربما اعتبرها(هرطقات ) لا فائدة مرجوة من طرحها سوى أنها إعلان فشل مبطن لمشكلة ينتظر المواطن بفارغ الصبر حلها كيف لا وحل تلك المشكلة متعلق بآماله وأحلامه واستقراره وسعادته ؟!
ولا أدري حقيقة إن كنا نعني بالفكر أنه حصيلة نتاج حضاري وفكري متراكم عبر الزمن كالفكر الاقتصادي أو الديني أو التربوي ... وأن حل مشكلة الاسكان في المملكة يتطلب فكراً فإذا كان الحل يستوجب أن نتطلع إلى ما قدمه الفكر الإنساني في معالجة تلك المشكلة فتجارب الآخرين لا تخفى على أحد بل وأن المواطن البسيط يعرفها ويراها حتى في دول مجاورة لنا ولا يحتاج ذلك سنوات عديدة لندرسها !!!
أما إن كنا نقصد بالفكر (التفكير) فهذه عملية عقلية ومهارات شخصية تعتمد على استراتيجيات التفكير وحل المشكلات وهذه الطرق والاستراتيجيات علم يجب أن يلم به كل من يبحث عن الحلول ووضع الخطط الاستراتيجية .
لذا فنحن بحاجة إلى عقول متدربة على هذه الاستراتيجيات والإبداع الخلاق في حل المعضلات وهذا ما نلحظه في الدول المتقدمه فعندما واجهة اليابانيون مشكلة الازدحام والمواصلات ابتكروا حلولا ابداعية كالقطارات المعلقة ومترو الانفاق وغيرها ... فهم يقتحمون المشاكل ويوجدون لها حلولا استراتيجية فلا يجعلون المشكلة تتضخم وتتراكم عبر الزمن فيصعب حلها فتترك دون حلول ناجعة لتعقدها .فلماذا لا نستفيد من فكرهم يا أصحاب الفكر ؟ هلا تفضلتم علينا بفكركم وأخرجتم المواطن من معاناته.
