• ×

06:40 مساءً , الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


المجاهرة الإلكترونية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


بدايةً تأمل قول الله تعالى: "إن الذي يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين" رواه البخاري ومسلم. ومن المجاهرة أن يعصي الرجل بالليل ثم يصبح وقد ستره الله عليه، ولكنه يقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه. قال ابن حجر رحمه الله: «قوله: (معافى) اسم مفعول من العافية وهو إما بمعنى عفا الله عنه، وإما سلمه الله وسلم منه». وربط بعض العلماء بين المجاهرة والمجون، لأن الماجن هو الذي يستهتر في أموره، ولا يبالي بما قال وما قيل له، فيكون الذي جاهر بمعصيته قد ارتكب محذورين: اظهار المعصية، وتلبسه بفعل المُجّان.
وقد كانت المجاهرة بالمعصية فيما مضى مقتصرة على التحدث باللسان، لكنها في عصر التقنية الإلكترونية توسعت دائرتها، وتنوعت مظاهرها وصورها وأساليبها، كتابةً وصوتاً وصورةً وفلماً، وأخذت تنتشر بشكل أوسع وأسرع وأوضح في المجتمع، حتى كأن القارئ والسامع والرائي لهذه المعاصي يعيش مع المذنبين وتحت سقف واحد مع العاصين. ولذا يمكن أن تتخذ إشاعة الفاحشة في المجتمع المسلم المعاصر عدة أشكال، منها:
1) الإقدام على الفاحشة وتساهل الوقوع فيها.
2) إعلان مرتكبها بإتيانها، تحدثاً بها بين الناس، أو كتابة، أو صوتاً فقط، أو صورةً، أو صوتاً وصورة.
3) نشر الفاحشة والمنكر، سواءً بالقصص الفاضحة (صادقة أو كاذبة)، أو بالعبارات الجنسية أو الصور الخالعة أو المقاطع الفاحشة، من خلال مواقع التواصل الإلكترونية أو مواقع الإنترنت أو وسائل وتقنيات الاتصالات الحديثة، مثل: الواتس آب وغيرها.
4) الاصغاء إلى حديث أهل الفحش، إما مباشرة وعدم الرد عليهم وإسكاتهم، أو من خلال الاطلاع على ما نشروا، أو التعليق عليه بالإشادة والتأييد.
فهذه الأشكال وما يدخل مداخلها، كلها مما تشيع به الفاحشة في المجتمع، قولاً وفعلاً.
وإن من يقع في الذنب ثم ينشره كتابة أو صوتاً أو صورة أو صورة وصوتاً، فقد أذنب فوق ذنبه، وأضل فوق ضلاله، إذ لم يكفه فعل الذنب حتى وثقه، فصار شاهداً على قبح تصرفه وغفلته، ومصدراً مستمراً لزيادة سيئاته، حتى تمسح تلك الكتابات والصور وتحذف تلك المقاطع.
أخي/ أختي الذي أخطأ ووقع في المجاهرة الإلكترونية بالمعاصي، إن لها دوراً كبيراً وعظيماً في إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وتقليل بشاعتها وقبحها في قلوبهم، وتسهيل ارتكابها، ووقوع ضعفاء الإيمان فيها، والله جل وعلا يقول: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون". وحاشك أن تتأم هذه الآية وتستمر في تلك المجاهرة، فضلاً أن تبقي لك كتابة أو صورة أو مقطعاً أو حساباً في توتير أو الفيس بوك تدعو فيها إخوانك المسلمين للفحشاء أو المنكر، فيكتسبون الإثم ويحصدون السيئات، ولك مثل آثامهم وسيئاتهم.
قد لا نتعجب من مسلم يخطئ في حق الله، فلا يفضحه الله ولا يأخذه بجريرته، فهو مسلم أخطأ والله غفور رحيم لمن تاب وأناب. لكن العجب من شاب وفتاة تحلل من سلطان الدين والعقل والكرامة، ينشر معاصيه من خلال هذه الكتابات والصور والمقاطع، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويجد فيها متعة نفسية، ولذة عقلية، متغافلاً أو غافلاً عن النتيجة المرة، والعاقبة المؤلمة في الدنيا والآخرة.
أخيراً: ما المطوب منا؟ من جاهر أو جاهرة بمعصية ونشر ما يدعو إلى الفحشاء يقلع ويتوب، ومن خصائص هذه التقنية الإلكترونية إمكانية المسح والحذف وإيقاف الحسابات. ومن يدخل على هذه المواقع والحسابات الإقلاع وعدم الولوج إليها، ومن عفواً وبغير قصد دخل فليبلغ وينصح أصحاب تلك المواقع والحسابات وينشر الآيات والأحاديث. ومن كان له سلطة شرعية أو وظيفية ويستطيع أن يحمي مجتمعنا وأبنائنا وبناتنا من هذه المواقع والحسابات، فقد قام بالواجب وحصّل الأجور العظيمة، ومنع شروراً كبيرة. ومن كان أبناً أو أماً أو مربياً فيلزمه التوجيه والتحذير واستشعار المسئولية.

د. حمد بن عبدالله القميزي جامعة المجمعة


 0  0  1865
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:40 مساءً الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024.