من نعم الله علينا كمسلمين أن جعل بيننا ألفة ومحبة ، ( أمة ) كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى ، فإن أصاب سعد مكروهاً فزع له عمرا ، وفرحة زيد فرحة لخالد ، هكذا تكمن أواصر الأخوة فينا ـ ولله الحمد ـ ..

لكن في نفس الوقت هناك البعض يتذمر من ذلك ويعدها ( بلاءً ) ، هم من قدَّر الله عليهم ومَرِضوا فمنهم من أقعده المرض على السرير الأبيض في أيِّ مستشفى من المستشفيات ، ومنهم من اكتفى بسريره في بيته ، لكن ما يجمع هؤلاء ( اعتبار ) تلك النعمة ( بلاءً ) ..

لا أدري من علَّم بعض الناس استحباب زيارة المريض ؟! دون عقد دورات تدريبية تتحدث عن مهارات الزيارة وآدابها ( لا بأس في ذلك ) فنجلب لهم مدربين أكاديميين ينقلون لهم آداب الزيارة الصحيحة مستخدمين كافة الإمكانيات في تلك الدورات تحت شعار ( لا تفشلونا ) ..

فيأتوك هؤلاء حاملين ( دلاتهم ) طبعاً مع ( الفناجين ) وبمراعاة أكبر عدد ، مع صحون ( الحلى ) و التمر وشوية ( مكسرات ) ، مستخدمين خبرتهم في تهريب كل ذلك إلى غرفة المريض ( المستهدف ) في عملية ( همجية ) نوعية ..

بعد وصولهم قاصِّين شريط الدخول لغرفة المريض ، وبعد السلام عليه تبدأ الاحتفالية وروائع الكلام والقصص ، ( ساحبين ) على المريض ومستمتعين مع بعضهم ، ملتفين حول الأطباق الشهية ، وبعد قضاء ساعة أو ساعتين على هذا الحال يذكرهم أحدهم بالتأخير فيُلقون على ( المسكين ) بعض الدعوات له بالشفاء وهو يؤمن والنعاس منقوشٌ في عينيه ، ولسان حاله ( الحمد لله الذي أذهب عني الحزن ) ..

بعد كل ذلك .. قد لا نلومهم إن اعتبروها بلاءً ..

وهنا يكفيني نقل الصورةَ لكم .. ومن يعزم لعقد تلك الدورة له التحية ..


للتواصل مع الكاتب /

E-mail : abo.saud12@hotmail.com
twitter : @abojood0300