تنتشر الكثير من الأمراض العقلية في عالمنا، والكثير من الأشخاص المختلفون يعانون بنسبة كبيره من مرض معين، او متلازمه معينه، اما ان يكون سببها اختلال في بعض وظائف العقل، او اضطرابات، او غيرها من الأمور المسببة للتلف، ولكن سأسلط ضوء الحديث على متلازمه نُسبت الى الطبيب جون داون، المتلازمة التي لطالما أطلقوا على أطفالها بالسعداء.

المصابون بهذه المتلازمة ليس لهم ذنب في ان يكونوا مختلفون من الناحية الوجهية، او العقلية أيضا! المشكلة تكمن في اننا نحن من نشعرهم بأنهم مختلفون، ولا نُخرص افواه أطفالنا الطبيعيون حينما يشيرون إليهم في مكان عام، ويتسببون في احراجهم.

اننا أصبحنا نمضي حاملين العنصرية بجوارنا كما تحمل المرأة حقيبتها، او يحمل الرجل حاملة نقوده، انزلقت قطرات الإنسانية من على قلوبنا، كانزلاق قطرة ندى من على ورقة. لماذا لا نشعر بأن جميع الأطفال هم أبناء لنا، مصابا كان ام لا، أليس الطفل يبقى طفل؟

ليس ذنبهم انّ المشكلة اختارت ان تكون في الكروموسوم، لتجعل منهم أناس غير طبيعيون ؟ ذلك الصبغي الزائد، هو امر مقدر من الله ، وتفسير صاحبه بـأنه غير مجدي، وإخراجه من دائرة النفع، من اجل انه متخلف عقليا ؟امر خاطئ من تقديرك انت.

ذوي متلازمة داون عناصر تستحق الاحترام في مجتمعاتنا، كما ان لها مثل ما لنا، وعليها مثل ما علينا.

العام الماضي، في الحي الذي اسكنه، كان هنالك طفل مصاب بمتلازمه داون، كنت أُبصره دائما يجلس بجانب متجر غذائي، اذنيه الصغيرة، ووجهه المستدير، وفمه الصغير، واتساع عيناه، وجميع المواصفات الأخرى المصاحبة لمرضه، لم تجعل منه بائس، كان يضحك دوما، يسير خطوه ويحتضن من امامه، حتى انه احتضن أصحاب المتاجر المصفوفة في الطريق جميعهم، كنت اتأمله في السيارة، بينما اخي في أحد المتاجر، رق قلبي له، وحين جاء اخي واخبرته عن الطفل، أخبرني انه اخ لصديقه المقرب.

صحيح انه لا يستطيع التحدث جيدا، كما انه لا يمتلك عقل سليم بما يكفي، ولكنه يمتلك ضحكات رائعة.

ربما تقولون ما الفائدة من سرد هذه القصة؟

اجابتي ستكون على هذا النحو:

انا اعجبت حقا بذلك الطفل، رغم اصابته، أخبروني. هل هنالك أفضل من ان يكسب طفلك اعجاب الاخرين؟

ان كان لديك اخ او ابن مصاب، هذا لا يعني أنك واقع بمشكله، فقط لا تبتئس! انت تملك شخص "صحيح انه لا يفكر جيدا، ولكنه يبتسم بلطف"

ان كنت تمتلك واحدا منهم، احرص على ان تحتضنه دوما، أطفال داون يحتاجون الى الشعور بالحب أكثر من أي شيء آخر. ولاتكن من اللذين يصدقون الخرافة التي ظهرت في احدى الحقب، والتي تنص على ان "متلازمة داون حالة مرضيه ميؤوس منها"

جميعنا نعلم ان الحقيقة عكس ذلك تماما، وانهم أناس لطفاء قابلون للتعلم،كما انهم قابلون للعمل.

ولكن بعيدا عن كل ذلك، لو عدنا الى سبب حدوث هذه المتلازمة، لوجدنا انفسنا قائلون: نحن ليس لنا علاقة بإصابة أبنائنا، ولكن في المقابل، يوجد هناك سبب واضح نستطيع ان نقول بأنه من وراء اهمالنا، او ربما جهلنا، وهو ان تكون هنالك رغبة حمل من الأم في سن متأخر، من الخطأ جدا ان نجعل أبنائنا يحملون عبء الحياة من اجل شهوة ليله! يجب ان نقدم الكثير من الوعي والتوجيه تجاه أمهات جيلنا، كي نستطيع ان نقلص من حدوث هذا المتلازمة على الأقل.