إنّ الموسيقى الحجازية في برنامجنا الليلة تُظهر كم أنها موسيقى حيّة. هي وريثة تراث غني وعلى درجة عالية من الرهافة. فبعد الفتوحات العربية تبنّى موسيقيو المدينة ومكّة، نساءً ورجالاً، التقاليد الموسيقية الفارسية والبيزنطية والأثيوبية وضمّوها إلى تراثهم الموسيقي وذلك بحسب التقاليد الحجازية المؤلفة من اندماج ثقافات مختلفة متنوعة. وقد جذبت قصور الأمويين، ومن ثم العباسيين، أشهر مطربي الحجاز المعروفين بأسلوبهم وبغنائهم المتقن. يمكن اعتبار الحجاز مهداً للموسيقى العربية الكلاسيكية حتى أنّه سميت على اسمه أحد أهمّ المقامات أي مقام الحجاز. فالموسيقى الحجازية موسوعة غنية أصيلة وقديمة مثل الموشّحات الأندلسية على سبيل المثال.
يستضيف قنصل عام فرنسا في جدّة اثنين من أهم مؤدي الطرب الحجازي وهما محمد عبده ومحمد هاشم. رغم صغر سنه، يُعدّ محمد هاشم كواحد من أفضل مؤدي الطرب الحجازي. ومحمد عبده هو صاحب أكبر بصمة في الفن السعودي وأعمقها تأثيرا. هو فنان عالمي يتخطى تأثيره حدود المملكة. أود أن أشكر محمد عبده لقبوله دعوتي ليكون ضيف شرف الاحتفالات بذكرى المئة والخمسة والسبعين لإنشاء القنصلية الفرنسية في جدة. فالليلة سيصبح "فنان العرب" فنان الفرنسيين أيضًا! هو صديق كبير لفرنسا، سوف يشرفنا ويتكرّم علينا محمد عبده باختتام ذكرى المئة والخمسة والسبعين لإنشاء القنصلية الفرنسية في جدة.
أخُص بالشكر كل أصدقاء فرنسا الذين سيحضرون هذا الحفل الكبير لاهتمامهم بنشاطات القنصلية الفرنسية الثقافية في جدة. كما أشكر كل من يساهم يوميًا في توطيد العلاقات الفرنسية السعودية، والناشطين في حياتنا المشتركة في جدة، كما أعدهم بالمزيد من الفعاليات على الأقل خلال المئة والخمسة والسبعين سنة المقبلة !