• ×

07:05 مساءً , الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024

مكتب محاماة أم عصابة لصوص؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بث - فواز العبدلي : 
يواجه رجل أعمال، يقبع خلف سجن الإصلاحية بمكة المكرمة، ضغوطا نفسية، يخشى معها ذووه أن تتسبب له في أزمات صحية، قد يفارق بسببها الحياة، إن لم تعصف به أمراض أشد خطورة.
ففي الوقت الذي أوشكت أسرته على تخليصه من السجن؛ نتيجة مطالبات مالية، فوجئوا بدعوى جديدة منظورة بمحكمة التنفيذ بالعاصمة المقدسة، قدمها مكتب محاماة شهير في مكة، بمطالبته مبلغ مليوني ريال ونصف، بحسب عقد كان قد أبرمه مكتب المحاماة، بمقره الكائن على الطريق الدائري الثالث، مع ابن رجل الأعمال المسجون.
وشاءت الصدفة آنذاك، تواجد (بث)، وكانت على اطلاع بفحوى العقد المبرم، والمستجدات التي صاحبته، بتقاعس مكتب المحاماة في إنفاذ بنوده، بإخراج رجل الأعمال بالكفالة، بحسب زعم مدير مكتب المحاماة مقدرته على إقناع القضاة؛ وقرابته لناظر القضية قاضي محكمة التنفيذ، مشددا أن ذلك سيضمن له إخراج رجل الأعمال من السجن؛ ليتمكن من إعادة حساباته المادية؛ للاستيفاء بالمديونيات التي طالته، وكذا مواجهة بعض المدعين بمستمسكات رسمية، تبطل دعواهم ضده، غير أن مكتب المحاماة فضل استثمار العقد، بالمطالبة بمضمونه المادي دونما اعتبارات أخرى.
(بث)، حاولت التواصل مع مدير مكتب المحاماة، غير أنه لم يتجاوب مكتفيا بالقول "القانون لا يحمي المغفلين".
من جهة أخرى، أوضح ابن رجل الأعمال في حديث لـ (بث)، بقوله لقد أوقفت مواصلة تعليمي الجامعي خارج المملكة، بعدما كنت قد أوشكت على التخرج، وذلك من أجل وجودي بالقرب من والدي، والتخفيف عليه من أزمته، ورعاية والدتي، وأخواتي، مشيرا إلى بطلان عقد اتفاقهم مع مدير مكتب المحاماة، غير أن ادعاء مدير مكتب المحاماة بفقدانه للعقد، يحول دون كتابة مخالصة بهذا الخصوص، وأن عليه الثقة به، وعدم التحدث في أمر العقد مرة اخرى، فتجاهلت العقد برمته حتى فوجئت بتقدمه، بدعوى مطالبته قيمة العقد مليوني ريال ونصف، دون وجه حق.
بدوره، علق المستشار القانوني المحامي سلطان الحارثي، محامي جمعية حقوق الإنسان في مكة المكرمة (سابقا)، لـ (بث)، إلى أنه حال ثبوت تلاعب من مكتب المحاماة، واستغلالهم ظروف رجل الأعمال الموقوف داخل السجن، وعائلته المكلومة، فإنه من حقهم التظلم أمام جهات الاختصاص، وذات العلاقة، والرفع للهيئة السعودية للمحاماة.
وأضاف الحارثي، لقد كثر في أوساطنا الذين يدعون امتهانهم المحاماة، وقاموا بفتح مكاتب لهم، وهم للأسف الشديد، أساؤوا للمهنة، ونحروها في مقتل، يتطلب معها جهدا مضاعفا من قبل الجهة المعنية لإصلاح ما تسببوا في إفساده.
الجدير بالذكر أن مالك مكتب المحاماة مسؤول سابق بوزارة العدل فيما يشغل مدير المكتب معلم تربوي بأحد مدارس العاصمة المقدسة.

 0  0  
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:05 مساءً الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024.