• ×

11:20 مساءً , الثلاثاء 14 شوال 1445 / 23 أبريل 2024

حاكم الشارقة: المعجم التاريخي للغة العربية سيرى النور قريباً ويضم أكثر من 20 ألف مجلد معالج حاسوبياً

كرم الفائزين بجائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية بدورتها الثانية

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بث - باريس : 
أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس مجمع اللغة العربية بالشارقة، أن المعجم التاريخي للغة العربية الذي يشرف عليه كبار علماء اللغة العربية والهيئة الإدارية في اتحاد المجامع اللغوية العلمية بالقاهرة، في طريقه ليرى النور في المستقبل القريب.
وكشف صاحب السمو حاكم الشارقة أن أهم الخطوات التي تم إنجازها في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية، هي إنشاء مدونة اللغة الحاسوبية المنتقاة بعناية، التي تضم ما يزيد على عشرين ألف مجلد، وهي جاهزة ومعالجة حاسوبياً وقابلة للبحث، إضافة إلى إنشاء اللجان العلمية في تسع دول عربية بالتعاون مع المجامع اللغوية المختلفة في تلك الدول.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة "نحن نؤرخ في مشروعنا هذا، ليس لفترة زمنية قصيرة، وإنما نؤرخ لسبعة عشر قرناً، ولجميع الألفاظ الخاصة باللغة العربية في جميع العصور، ابتداءً من العصر الجاهلي إلى عصرنا الحالي، علاوة على البحث في النقوش القديمة والبحث في النظائر من اللغات السامية".
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها صاحب السمو حاكم الشارقة في حفل تكريم الفائزين بجائزة الألكسو -الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية بدورتها الثانية، والذي أقيم مساء أمس الثلاثاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في العاصمة الفرنسية باريس، ويأتي تزامناً مع احتفالات منظمة اليونيسكو باليوم العالمي للغة العربية.
وقال سموه في مستهل كلمته: "ها نحن نلتقي من جديد في هذا اليوم المجيد، اليوم العالمي للغة العربية، في رحاب هذه المنظمة العريقة في خدمة العلم والثقافة والتربية، منظمة اليونسكو".
وأضاف: "في البداية، اتوجه إلى إدارة المنظمة والفريق العامل معها بالشكر الجزيل، والثناء الجميل على إتاحة هذه الفرصة لإجراء حفل التكريم في هذه الربوع الثقافية العلمية، واتوجه بالشكر الوافر أيضاً لمندوبية المملكة العربية السعودية، ومندوبية دولة الإمارات العربية المتحدة على جهودهم الطيبة المباركة في إنجاح هذه الفعالية".
وقدم سموه شكره إلى اللجنة العلمية لجائزة الألكسو الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية، والتي اجتهدت في عملية فرز البحوث التي تقدم بها أصحابها إلى الجائزة وتحكيمها وتحديد أسماء الفائزين بها.
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى إن الجائزة في دورتها الثانية قد بلغت منزلة عالية، وأصبح لها اليوم مكانتها بين الجوائز العالمية التي تعنى بالدراسات اللغوية والمعجمية الجادة، وقد شهدت في هذه الدورة إقبالاً عظيماً وتنافساً كبيراً بين الباحثين المترشحين للجائزة، حيث بلغ عدد البحوث المترشحة 102، كلها في صميم الدراسات العلمية الجادة والرصينة في مختلف الفروع الخاصة باللغة والمعجم، وهذا يدل على غزارة الإنتاج المعرفي لأبنائنا الباحثين في شتى أقطار العالم.
وهنأ سموه الفائزين بجوائز الدورة الثانية قائلاً: "نحن اليوم هنا للتكريم والعرفان، والشكر والتحفيز، نقول للمجتهد لقد أبليت بلاءً حسنا، ونقول للفائز لقد أحسنت ونلت قصب السبق، ومن سنن الله في الكون أن كل من يبذل قصارى جهده في العمل الصحيح فإنه يتميز ويتألق ويقطف ثمرات النجاح، فهنيئاً للفائزين في هذه الدورة، ومزيداً من النجاح للمجتهدين في المستقبل إن شاء الله".
واختتم سموه كلمته بقوله: "لا يفوتني أن أتوجه بالشكر الوافر لجميع العاملين في الحقل العلمي الواسع الكبير، من أعضاء اتحاد المجامع العربية وكل المنضوين تحت مظلته من العلماء والباحثين والمجتهدين، وإلى أبنائي العاملين في مجمع اللغة العربية بالشارقة، على جهود التنسيق والمتابعة الحثيثة، وإن شاء الله جل شأنه سنلتقي في المستقبل ونعلن عن نتائج المشروع، ونبارك للجميع إنجاز مشروع الأمة الذي يحمل تاريخها وذاكرتها الثقافية واللغوية والأدبية".
وتفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتكريم الفائزين في الفئات المختلفة، حيث فاز بالمركز الأول عن فئة الدراسات اللغوية، الدكتور حسين السوداني عن كتابه بعنوان "أصول التّفكير الدّلاليّ عند العرب من اللزوم المنطقي إلى الاستدلال البلاغي"، وفاز بالمركز الثاني عن نفس الفئة، الدكتور عز الدين المجدوب عن كتابه بعنوان "مفاهيم دلالية ولسانية لوصف العربية".
وعن فئة الدراسات المعجمية، فاز بها الدكتور عبدالعلي الودغيري عن كتابه بعنوان "العربيات المغتربات: قاموس تأثيلي وتاريخي للألفاظ الفرنسية ذات الأصل العربي أو المعرب (ج 1 وج2)"، وفاز بالمركز الثاني عن نفس الفئة الأستاذ أيمن الطيب أحمد بن نجي عن كتابه "ترتيب الوحدات المعجميّة المركبة في المعجم العربيّ المعاصر: معالجة لغويّة حاسوبيّة".
كما تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتقديم الدرع التذكاري لجائزة الألكسو –الشارقة لكل من السفير الأستاذ الدكتور إبراهيم البلوي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية في اليونيسكو،وسعادة السفير عبدالله علي مصبح النعيمي مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة في اليونيسكو، وسعادة ندى الناشف مساعدة مدير عام منظمة اليونسكو، تقديراً لجهودهم في إنجاح فعاليات جائزة الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية في دورتها الثانية.
وكان قدم حفل التكريم الدكتور محمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة معرفا بجهود الفائزين ومؤلفاتهم وأعضاء اللجنة العلمية للجائزة.
والجدير بالذكر أن جائزة الألكسو –الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية تهدف إلى تشجيع الباحثين والمهتمين على توجيه نشاطهم الفكري والبحثي إلى المواضيع التي تهمّ مستقبل اللغة العربية والعلوم المرتبطة بها، من خلال دعم البحث والإنتاج الفكري في مجال الدراسات اللغوية والمعجمية، وإبراز الجوانب المعرفية المتعلقة باللغة العربية في إطار رصين وذي قيمة مضافة.
حضر حفل التكريم إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، وسعادة عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، وسعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة محمد حسن خلف مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام، ومحمد إسماعيل السهلاوي نائب سفير دولة الإمارات لدى فرنسا، ونخبة من علماء اللغة العربية وكبار مسؤولي المجامع اللغوية والعلمية ومراكز اللغة العربية في الوطن العربي.

image
image

 0  0  
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:20 مساءً الثلاثاء 14 شوال 1445 / 23 أبريل 2024.