• ×

08:05 صباحًا , السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024

مرض العلاقة بين الآباء والأبناء .. ما مدىٰ صحة هذه العبارة ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بث - إعداد : مرفت محمود طيب : 
في الحياة البشرية العديد من العلاقات كالزمالة والصداقة والقرابة والجيرة والأخوة وعلاقة الآباء بالأبناء والتي تعد من أقوى العلاقات ، وأكثرها تأثيراً على شخصيّة الأبناء، خصوصاً في مرحلة الطفولة، .

حيث تتغيّر هذه العلاقة في مرحلة المراهقة، إذ يسعى المراهقون غالباً إلى الاستقلال عن العائلة واتخاذ القرارت الخاصّة دون اللجوء لأحد، ممّا يزيد من المخاطر التي يُمكن التعرُّض لها، وهنا يأتي دور الآباء في مُساعدة أبنائهم في التغلب على التحديات التي يواجهونها، ومساعدتهم كذلك على فهم مدى تأثير اختياراتهم على صحّتهم وأمنهم.

ويعود الحفاظ على علاقة جيّدة بين الأب والابن بالنفع على كليهما، فهي تُخفّف من ضغوطات الأب العاطفيّة والجسديّة، وتزيد من احترام الابن لذاته، وتُشعره بالسعادة والرضا عن حياته، كما تُقلّل من نسبة السلوكيّات الخاطئة المُحتملة للأبناء، وتُحافظ على أخلاقهم.

وهذه العلاقة التي بين الآباء والأبناء قد يسودها المحبة والود والاحترام والتفاهم، وقد تكون متوترة ومتأزمة لعدم وجود رابط وُدّ أو تفاهم أو حوار هادف يهدف إلى زيادة الصلة.
هنا نسأل هل تلك العلاقة تمرض ؟

وهل هناك سبيل لعلاجها ؟

هذا ما سنعرفه خلال السطور القادمة من قِبَل المتخصص في التوجيه والإرشاد الطلابي الأستاذ عبدالرحمن عبدالله الصليهم ، ماجستير علم إجتماع ، حيث بدأ حديثه قائلاً :

عبارة (مرض العلاقه بين الاباء والابناء)
اقد يتساءل البعض لماذا نكتب الموضوع بهذا العنوان الغريب فأقول أن العلاقه بين الاباء والابناء قد تمرض ويصيبها الوهن والتعب واحيانا الالم مثلها مثلها مثل الشخص الذي يصاب بمرض ما وعندما يقوم بعمل اساليب وقائيه والمحافظه على نفسه ويزيد من مناعته باستعمال العلاج المناسب فانه سيتعافى سريعا فالعلاقات الاجتماعيه تصاب بالفتور والتنافر وعدم التوافق والتباعد بأمور عدة خاصة داخل الاسرة .

فالاسرة المتماسكة التي تحتوي ابناءها وتتحاور معهم بشكل ايجابي وتسعى لتقريب وجهات النظر فهي بذلك تسعى للمحافظة على البناء الأسري وديمومته ويحصل الحصاد بإنجاح هذه العلاقات الجيده والصحية اما الأسرة المتباعدة الاطراف بين أركانها وقدواتها والمفككة في علاقاتها داخليا وتنتهج الأسلوب الفوضوي فهي ستحصد خسائر كبيرة ربما تكون اعز الناس و اقرب الناس لكن في النهايه هذه العلاقات لا تموت .

ثم أكمل الصليهم حديثه عن الأسرة

فقال : الأسرة تلعب دورا كبيرا في تكوين ثقافه الفرد و تنمي مداركه في مختلف المجالات الشخصيه والنفسيه والاجتماعيه والمعرفيه وتساهم في تحديد معالم ومقومات السلوك الاجتماعي بما فيها العلاقه التي تجمع الاباء مع الابناء فالعلاقه بين الوالدين هي المحور الرئيس لنسق العلاقات التي تقوم بين افراد الاسره فالاطفال يتقمصون شخصيه ابائهم و يقتدون بهم سلوكيا فالادوار داخل الاسره الناضجه تكون متكامله وهي التي تشكل منظومه العلاقات السائده داخلها و التي تشكل بدورها محور التفاعل الاجتماعي .

فالاسره ذات البناء الصحي يسودها الانسجام التام و الاحترام المتبادل بين الوالدين وسائر الابناء و لا تعاني من اي فتور في العلاقات او مشكلات سلوكيه لانهم يشتركون في التقيد بالقيم الاصيله التي تحافظ على بناء وتماسك الاسره ويتكاتفون جميعا في تذليل المشكلات والتوترات التي تواجههم بالحكمه و المحبه و باحترام متبادل فعلاقه الوالدين احدهما بالاخر ذات الطابع الايجابي ستنعكس على تربيه الاطفال وتنشئتهم وعلى سلوكياتهم و عند توافق الوالدين فان ذلك يحقق لابنائهم تربيه متزنة خاليه من المشكلات و الامراض النفسية المستقبليه او حتى من التمرد على بعض القواعد والنظام المعمول به داخل البيت .

وفي الجانب الاخر نجد هناك اسر مضطربه و ومفككه ومريضه عاطفيا يكون لها أبلغ الأثر و لها عواقب وخيمه على الطفل صحيا ونفسيا في فالتفكك الاسري وتصدع العلاقات بين الوالدين وما يحصل بينهما من مشكلات متلاحقه وما يصاحب ذلك كله من عدم احترام وتحقير كل واحد منهما للاخر ويكون ذلك امام مرأى الاطفال فيترتب على ذلك مشاعر الالم و القلق و التوتر ويؤدي الى وجود قصور في النمو الانفعالي والاجتماعي و تضعف ثقته بمحيط اسرته ويفقده الانتماء لها وربما يدفعه لاشكال مختلفه من الانحراف والتمرد و السلوك العدواني ونفور العلاقه وتوترها بين الاباء والابناء بسبب عدم الاستقرار وفقدان الشعور بالأمان الأسري الذي يعتبر منهم العوامل في بناء شخصيه الطفل بشكل سوي و متزن .

ومما تقدم ذكره من توضيح للاثار الايجابيه للاسره الصحيه و الاثار السلبيه للاسره المريضه المفككه نجد اتساع الفجوه بين الاباء والابناء فبعض الآباء وان كانوا متعلمين لم ينتبهوا لخطورتها معتقدين انه ليس مطلوبا منهم اي شيء تجاه ابنائهم سوى توفير المسكن والملبس والماكل وشغل اوقات فراغهم بالالعاب الالكترونية والانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي دون حسيب أو رقيب ، متناسين الفراغ العاطفي و التوجيه لابوي و الامان و الحنان الذي يحتاجه الابناء على مدى مراحل أعمارهم ..

والسؤال الذي يفرض نفسه من المتسبب في مرض هذه العلاقه و وجود فجوة الآباء أم الابناء ؟

 0  0  
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 08:05 صباحًا السبت 11 شوال 1445 / 20 أبريل 2024.