أما الإنكليز فلم يكونوا بغفلة عن تلك القوة الاسلامية المتنامية في قلب جزيرة العرب ، ومع كل التحديات الآنفة الذكر وغيرها من انتشار الأمية ومحدودية الموارد ؛ فقد اتسعت رقعة الدولة شاملة الأراضي السعودية الحالية والإمارات وقطر وحضرموت وأجزاء من العراق والاردن..ونفوذ مؤثر على الجزيرة العربية بأكملها .. وتقلد الحكم في الدولة السعودية الاولى التي عاصمتها الدرعية ثلاثة حكام أقوياء بعد المؤسس الأول محمد بن سعود خلدهم التاريخ بمداد من الإعجاب والاستثناء في الحكم والسياسة لفترة امدت ٩٤ سنة بالأمن والأمان ونشر العلم والتوحيد ورعاية الناس بالعدل وفق الشريعة الاسلامية فبعد الإمام محمد بن سعود (١١٣٩-١١٧٩).
١- الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود (١١٧٩-١٢١٨)
٢- سعود الكبير بن عبدالعزيز بن محمد (١٢١٨-١٢٢٩)
٣- عبدالله بن سعود عبدالعزيز بن محمد (١٢٢٩-١٢٣٣)..
انتهت الدولة السعودية الأولى ليس بعوامل الفناء الذاتي للممالك وإنما بعوامل خارجية لم تستطع ترويضها بسبب الصدق والثبات والحزم وعزة النفس الأبية فرمت الدولة العثمانية بكامل ثقلها عبر ذراعها بمصر علي باشا لاستئصال هذه الومضة المباركة بجزيرة العرب .. فتوارى نور هذه الدولة التي كان رجالها على قمة الثبات نحسبهم ممن قال الله فيهم (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
ولعلهم نالوا الجنة حيث قضوا نحبهم دفاعا عن توحيد الله وعن دولتهم (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين الذي لا يُحمد على كل حال سواه.
