وأشرقت شمس الوطن واستهلت تباشير الفرح..و أتت فرصتنا التي نقيم فيها اجود علاقتنا بالوطن ..ونصحو على أنغام ضمائرنا مابين محاسبين ومشجعين ومستفهمين.. ونسأل : ماذا أنجزنا لنستحق الإحتفال ..وماذا سنُقدم ليكون الإحتفال إحتفالاً..
فلا احتفالاتٍ بالفراغ بيوم تنطق الدنيا أن مملكتي السعودية وطن لايموت في التاريخ..كَمِثْلِ أَرْضِكِ تَمْتَدُّ السَّماءُ بها ..مَهْمومَةً تَرْقُبُ الفَجْرَ الذي انْطَلَقا.
فوطني ليس نشيداً وإجازة..ليس عشرون دقيقةً في إذاعةٍ مدرسيةٍ..وليس إعلاماً تًردَّى وأَعلاماً تُرتَدى..ومزامير تتراقص طرباً.. وطني هو الخلود الذي أذاب مخاوفي..وأمني الذي وطئت به إليه قدمي..احتفالي بالوطن لن يكون راحةً...واستراحة ولا ضجةٍ جوفاء..هو مسيرة انجازٍ وبناءٍ..وعطاء.
في اليوم الوطني نُحدِّث علاقتنا بالوطن فأنشد فرحة اليه بما أريد ومالا اريد..كمواطنةٍ أدرك أني احمل اسمه ماحييت, وأن ينضج دوري فيه كمربيةٍ ومواطنة وابنة..وأن أعي مفهوم الإحتفال والفرق الرائع بين اللائق والواجب وأن أكون اليد التي مرت فوق عروقه تميط عنه الأسى والجهدَ والعَرَقَا.
احتفالي بالوطن دائماً قصة أخرى.. أقيمها من عميق الشعور..و احساس المسئولية النقي.. أُسيد الوطن لأنه يحفز الأشخاص للتغيير الذي يجب أن يكون.
وفي اثنين الثالث والعشرين من سبتمبر هذا العام فإني أشكر وطني لأنه قدر أن كل الأنظمة قابلة للتغيير مالم تخدم الساكنين تحت سمائه وفوق ثراه..وأن كل الأصوات داخل الوطن يجب أن تكون للبناء والترميم والتحفيز ومُجْمِعينَ تَواصَوا بَينَهُمْ شَرَعاً..على الحفَاظِ، وساوَوْا أمرَهُم طَبَقا لا أصوات هدم ودمار.
شهدت في سنيني وطني ينمو الى السماء فقررت أن اقيم للوطن هذا العام حفلتين أُطعمها حلو البيان.. فسأحتفل به لأني احبه..والأخرى ليحبني.
ابنتك الجليله بنت محمد
