عبيد النجاح

عبيد النجاح

حينما رأيت هاشتاق العبدة ظننت انها مزحة من مزحات تويتر ، لكن بعد ان قرأت التعليقات المتباينة و الأفكار التي دلت علي حشوات العقول أصابني الذهول من هول ما قرأت ، وبدأت افكر في زمن الرق و العبودية بالرغم من ان اللون ليس له علاقة وثيقة بالعبودية الا انها علامة تعلقت بالأذهان منذ الحضارات القديمة ان كل اسود هو عبد و كل عبد ينظر له نظرة دونية ،،وبالرغم من ان الاسلام هذب هذا الفكر لدرجة النهي عن كلمة عبد في الحديث الشريف (*) ، لكن لا تزال العنصرية متأصلة بنا فكم شهدت من مواقف مماثلة يستغرب لها من طلاب علم و مثقفين ، وكم مرة في اليوم تقال كلمة عبيد في أنحاء هذا العالم ، وحتى علي سبيل التقليل يقال عن شخص مركزه عالي ولكنه عبد ،، هذا العبد المؤذن ،، وحتى علي سبيل الوصف و الرمزية *دكتورة ممتازة لكنها عبدة ، والكثير من ذلك ،، فللننظر الي العبارة بإيجابية فـ عبيد النجاح لم يفكرو في لونهم بل فكروا كيف يحققوا المستقبل والعبيد هم من حملو الحضارات علي أنامل من حديد حملت الثقيل و القاسي، مقابل الزهد ف ، مقابل الضئيل للقمة العيش و القناعة ، اذا ذكرنا التاريخ سنجد العبيد هم اسياد أقوامهم تسلسلو بالأغلال ، وكل يوم حتى الان تطلق الألفاظ العنصرية ومن مارسوا القمع هم تجار الانسانية ، والعبيد هم عبيد الكسل و الرجعية اما الناجحون فهم ثمار الحرية و الحرية لا تنجب عبيدا .

(*) وعن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يقل أحدكم : عبدي أو أمتي ، كلكم عباد الله ، ونساؤكم إماء الله ، ولكن ليقل : غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي "