تطرف

تطرف

إما يرهبوننا بانحلالهم أو بتطرفهم ولا وسط , السلبيات ليست في مكان , بل في المجتمع الذي يقمعنا فقط لا غير , شعورنا بالتهديد وبالخوف , وبالتواري خلف بعضنا , شعور الذكور أن بإمكانهم السخرية منا متى ما أرادوا و يقين الملتحين بأن بإمكانهم مهاجمتنا متى ما أرادوا , فهم يمسكون جنة الله وناره بأيديهم وسيسألون عن ذلك , أنا لست أداة إمتاع ولا سخرية ولا نبذ ولا وصاية أنا إنسان لي كيان وفكر و اكتفيت من الخوف الذي يعيدني بعد كل اختلاط بهذا المجتمع المريض سقيمة إلى بيتي , ولا أرغب بمواجهة ذلك الارهاب مرة أخرى .
نتمنى فقط أن ينتهي , ذلك التطرف والتمييز أن ينتهي فقط , وللمثقفين والنخبة دور في إنهاءه , بأن يحترموننا فحسب , كل رجل هو من بطن أنثى لا من بطن رجل , فليحترمونا احترامهم لوالدتهم التي أنجبتهم فنحن أيضا أمهات قوم آخرين .

نحن فقط بانتظار أن ينقذنا أحد من هذا التطرف , أن تعلن تلك الجماعات التي تتحدث باسم الدين كما في بلدان مجاورة بأنها متطرفة أو إرهابية وتنبذ لا تؤله ! ؛كما يحدث عندنا الآن ..

أن يتوقفوا عن اتهامنا بالتراجع بينما يقمعوننا في الخلف , يحتجزوننا هناك ويحكمون الإغلاق , ويكفوا عن نداءنا بالعيب
والعورة؛ وكل هذا الهزل وينسبوننا إلى أسماءنا التي كرمنا بها .

ولابد فقط أن يوقنوا أن القمع والخوف لا يأتي بخير وأنه ليس سياسة متبعة , إنهم منظمات إرهابية فحسب , يشجعون إهانة النساء باسم الدين وينشرون الخوف والرعب باسم الإسلام متناسين أن " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " كما قال محمد صلى الله عليه وسلم , والتدين ليس بلحى وتقصير ثوب فإن محمدا عليه السلام لبس من اليمن ومن فارس ومن كل رداء كان يهدى له ؛ قال عليه الصلاة والسلام:" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ", الإيمان ليس بتحقيرك جزء من المجتمع " كفى بالمرء شراً أن يحقر أخاه " وليس بما ترتدي بل بحسن خلقك وسلامك مع الناس , وإن كان قصد بتقصير الثوب شيئا هو نفي الكبر كما كانوا من قبل يطيلونه الملوك من تعظيمهم لأنفسهم فإن لم ينفي قصر الثوب الكبر من النفس وجر التواضع فلا خير فيه ولا في صاحبه .