بالأمس القريب كنا نصرخ ونبكي ونستنجد بالعالم لما تتعرض له أقلية مسلمي بورما من قتل وتشريد وتطهير عرقي حتى ثارت شرذمة من المنظمات الحقوقية وتحركت بعض الدول على استحياء نصرة لهم بروح أخوية ، ولغة إنسانية ، نصرةً للأقلية الاسلامية .
قضية بورما جرح أصاب جسد الأمة الإسلامية وأنهكه ولم يلتئم بعد وإذا بقضية أخرى وجرح آخر ونزيف جديد يلتهم جسد الأمة الإسلامية في صحراء افريقيا الوسطى ، ومصيبة قتل وجرائم أخرى ،وقضية إنسانية كبرى، وراءها دول عظمى .
افريقيا الوسطى عاصمتها بانغي ،وعدد سكانها 4.4 مليون نسمة ،ونسبة المسلمين فيها 15% ،وتعتبر الزراعة المهنة السائدة لدى غالبية السكان وينتشر الفقر والمرض في هذا البلد بشكل مهيب , ويتعرض المسلمون في هذه الأيام لإبادة تامة بصور شنيعة وجريمتهم شهادة الحق وتمسكهم بدين السلام وخير الأديان .
أمة وأقلية اسلامية تصرخ لتنجوا باسلامها ،فدين الحق يُجرد ويُمحى ، وصور الجرائم فاضعة ، واعلام خجول و غائب ، وعدو ظالم لايرحم ، ومليار نائم ولا يغِير ، ولغة الإنسانية منسية ،حرب طائفية ، وتطهير عرقي وديني ،والآف المسلمون النازحون بلا مأوى ومصيرهم ومستقبلهم إلى المجهول في صحراء امتلأ بالنازحين إلى أن غرق بالدماء ، وتلطخ بجرائم لا إنسانية من الأعداء .
فلا استنكارات دولية ، ولاتحركات من منظمات حقوقية ،ولا بُعد أو إثارة إعلامية ، وراء الخطط المدروسة من المليشيات المسيحية , فهم رغم فقرهم وقلة إمكانياتهم ومعاناتهم لازالوا يتمسكون بالشهادة وراية الحق صامدين بدينهم واسلامهم!! ونحن ماذا قدمنا لهم بلغة الإسلام وبحق لا إله إلا الله فلعلنا نعيش في نعمة و غفلة وأعمى الله قلوبنا عن اخواننا فابتلينا ولم ننجح في ابتلائنا !! ما يقلقني هو تقلب الزمان بنا مع مرور الايام وتقلب ظروف الحياة فأوراق التاريخ شاهدة على دوران مصائب الدنيا على الأمم .
قال أبو البقاء الرندي باكياً على حال الأندلس بعد سقوطها :
لكل شيء إذا ما تم نقصان=فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول=من سره زمن ساءته أزمان