التحدي والعظمة

التحدي والعظمة

فتحت كتاب (( رجال لم يعرفوا المستحيل )) وقرأت فيه تاريخ العظماء على مر السنين و أعجبت كثيرا مما قرأته عنهم لكنني اكتشفت شيئا عجيبا بأن لديهم شيئا مشتركا بينهم وهو التحدي ووضعت تحت هذه الكلمة ملايين الخطوط فلولا التحدي في حياتهم لما أصبحوا عظماء , وكل عظيم يولد والتحدي في قلبه يقويه ويجعله يستقبل الصدمات والعقبات التي تخبأها له الحياه الماكرة وكلما طرحته أرضا ودعسته كالذبابة نهض بالتحدي وأكمل مشوار العظمة . وهناك الكثيرون منا أرادوا تحقيق حلمهم ومرادهم ولكن مع أول صعقة لهم في الحياة يسقطون كما تسقط الأحلام في نفايات العقل الأبدية ويستسلمون ولا يتحدون وينسون ما عاشوا لأجله ويكملون حياتهم كأي حياة بائسة عادية . اما العظماء الذين قرأت لهم مثل العملاق البرازيلي الحائز علي جائزة النوبل في الادب باولو كويلهو الذي اعتبراه والداه بأنه مجنون بالكتابة وأدخلاه مستشفى الأمراض العقلية عدة مرات لكنه تحدي وصبر وظل ثابتا صارخا في وجه المستحيل لأنه ليس مريضا بل كان مشروع مبدع يحاول بقدر إمكانه أن يتحداهما ويتحدى معهما المجتمع الذي وضعه علي شفا الجنون وما هو بمجنون لكنه عظيم من العظماء وها هو التحدي في حياة باولو كويلهو. وغيره الكثيرون والكثيرون التي لا تستطيع الكتب إحصاءهم وتجميعهم بين أوراقها لأن العالم مليء بأناس يتحدون المستحيل ويحققون أحلامهم وماذا يريدون أن يكونوا. لذا إن ظننت بأن حلمك من السهل تحقيقه بدون تعب فالأفضل ألا تحلم بل بادر ببذل الأسباب مع عقد العزيمة والتوكل علي الله وتغلب علي الصعاب فقط لكي تثبت أنك تستطيع ويكتب اسمك في لائحة العظماء . فاختر الآن من تكون لأن الحياة أسرع أن تجعلك ألا تكون .