• ×

04:18 مساءً , الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


الأعـــتذار نـافـذة الحــياة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط


جميلة هي الحياة التى تعطينا نعم وهبها لنا الله ولكم الاجمل عندما نستغل هذه الهبة فيما يخدمنا ديناً ودنياً
جميلة هي الحياة التى تجعل من كل خطأ فرصة أخرى لتفاديها بالمستقبل
لكن الاجمل تكرارها والاستفادة منها

لا عجب الكثير منا يخطأ ولكن لا يعتذر ... يقسى ولكن لا يلين من جانبه ويتعذر... يجرح ولكن لا يداوي جراحه ...

اهكذا تربينا في بيتنا ؟!
اهكذا تعلمنا في مدرستنا ؟!
اهكذا كان خلق نبينا ؟!
اهكذا أوُصينا من رسولنا؟!

يظل الاعتراف بالذنب خلقاً نادراً في مجتمعاتنا وبالتالي لا يزال الاعتذار عن الخطأ صعباً ومستبعداً لاعتبارات وتقاليد نمطية متوارثة لم تتنور بما شاع من علم ودين، أو بما بدأ ينتشر من وعي في مجتمعنا.فما زال المخطئ يخطئ ولا يعترف فضلا عن أن يعتذر يخطئ ويستكبر والعياذ بالله، في حين أن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أنس قال: (إياك وكل ما يُعتذر منه) يبين لنا فيه صلى الله عليه وسلم أنه ينبغي على المسلم أن يتجنب فعل الأمور التي يحتاج إلى الاعتذار بعد فعلها، وهي بلا شك أمور سيئة تجلب على صاحبها الذم، وكذلك فإن الأمور والأفعال الطيبة، لا يحتاج فاعلها إلى الاعتذار منها.الاعتذار لغةً: هي كلمة تَدُلُّ عَلَى مَعَانٍ كَثِيرَةِ وَمِنْهَا: الْعُذْرُ وَهُوَ محاولة الإِنْسَانِ إِصْلاَحَ مَا أنْكرهَ عَلَيْهِ الآخرون بِكَلاَمٍ أو بفعل أو بإشارة
واصطلاحًا: هو أن يظْهر الإِنْسَان النَدَمٍ وأن يتَحَرِّي شيئا مَا يَمْحُو به أَثَرَ ذَنْبِه.أساليب الاعتذار: قَالَ الفيروز أبادي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:الاعْتِذَارُ عَلَى ثَلاَثَةِ ضُْرُوبٍ: أَنْ يَقُولَ: لَمْ أَفْعَلْ، أَوْ يَقُولَ: فَعَلْتُ لأَجْلِ كَذَا فَيَذْكُرُ مَا يُخْرِجُهُ عَنْ كَوْنِهِ مُذْنِبًا، وَالثَّالِثُ أَنْ يَقُولَ: فَعَلْتُ وَلاَ أَعُودُ، وَنَحْوُ هَذَا. وَهَذَا الثَّالِثُ هُوَ التَّوْبَةُ، وَكُلُّ تَوْبَةٍ عُذْرٌ.

الاعتذار من شيم الكبار ، وخلق من أخلاق الأقوياء ، وعلامة من علامات الثقة بالنفس التي لا يتصف بها إلا الكبار ، الذين لديهم القدرة على مواجهة الآخرين بكل قوة وشجاعة وأدب ، والحياة بدون اعتذار ستحمل معاني الندية ، وستخلق جواً من التوتر والقلق بين الناس .
فالاعتذار خلق اجتماعي جميل يدعو للتعايش ، ويمحو ما قد يشوب المعاملات الإنسانية من توتر أو تشاحن نتيجة الاحتكاك المتبادل بين الناس.
والاعتذار ينفي عن صاحبه صفة التعالي والكبر ، ويمنحه المصداقية والثقة في قلوب الآخرين ، كما أن الاعتذار يُزيل الأحقاد ، ويقضي على الحسد ، ويدفع عن صاحبه سوء الظن به ، والارتياب في تصرفاته.

الكبار يفهمون الاعتذار فهماً راقياً ، فلا ضير من الاعتذار للزوجة إذا أخطأوا في حقها، ولا مانع من الاعتذار لمرؤوسيهم إذا قصروا في أداء الواجبات المنوطة بهم ، ولا ينقص من قدرهم إذا اعتذروا ولو كانوا في مراكز قيادية.
على العكس تماماً من صغار النفوس ، والعامة من الناس الذين دأبوا على التهرب من الاعتذار عن أخطائهم التي ارتكبوها ، فالزوج تأخذه العزة بالإثم من الاعتذار لزوجته خوفاً من أن يُنقص ذلك من رجولته ، والمدير لا يعتذر لموظفيه خشية أن يعتبرونه ذو شخصية ضعيفة ، والمدرس لا يعتذر لتلاميذه إذا أخطأ معهم خوفاً من الاتصاف بعدم التمكن من مادته.
لقد اقتصر الاعتذار بين العامة في الأشياء العابرة الخفيفة مثل الاصطدام الخفيف أثناء المشي ، أما في المواقف الجادة والحقيقية والتي تحتاج الاعتذار حتى تستمر عجلة الحياة ، ويستقر التعامل بين الأقران نرى التجاهل وعدم المبالاة، والواقع يؤكد ما نقول.


الاعتذار ليس ضعفاً

الكبار يرون في الاعتذار مصدراً لزيادة الثقة بينهم وبين مخاطبيهم ، ومجالاً خصباً لبناء علاقات اجتماعية قوية ، لا تتأثر بالنوازل أو الخلافات .
فالكبار يعتبرون الاعتذار إحدى وسائل الاتصال الاجتماعية مع الآخرين ، بل ومهارة من مهارات الحوار معهم ، فالاعتذار يجعل الحوار متواصلاً ومرناً وسهلاً ، إذ أن ذلك سيرفع من قلب مُحدثك الندية الصلبة في النقاش أو الجدل العقيم في الحوار ، فالاعتذار يعني الاعتراف بالخطأ والندم على فعله ، والاستعداد الكامل لتحمل تبعاته ، وهو ما يعني إكسابك القوة في نظر المتعاملين معك ، وهذا ما يدفع مُحدثك للتعجب وقد يصارحك بأنك شخص "قوي وجريء" ويُجبره اعتذارك على احترامك بل ومساعدتك في تصحيح الخطأ إذا لزم الأمر.

الأنبياء اعتذروا لماذا لا نعتذر ؟
آدم عليه السلام: اعترف بذنبه لما أخطأ وسارع إلى ذلك ، ولم يُحاول تبرير ما وقع فيه من إثم بمخالفة أمر الله ، والأكل من الشجرة المحرمة عليه هو وزوجه ، لم يُراوغ ، لم يتكبر ، لم ينفِ لكنه جاء معترفاً بخطئه ومُقراً به " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ"[الأعراف":23]
موسى عليه السلام : أخطأ عندما وكز الرجل بعصاه فقتله ، فماذا حدث؟ إنه لم يبرر فعلته ، ولم يراوغ لإيجاد المخارج من هذا المأزق ولكنه اعترف ابتداءً أن ما فعله من عمل الشيطان "هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ" ثم قام ليقدم الاعتذار ويطلب العفو والصفح والمغفرة "قال رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"[القصص: 15-16]
بلقيس وامرأة العزيز : كلتاهما كانتا تعيشان في بيئة وثنية كافرة ، ولكنهما اعترفتا بذنبهما ، وتابتا ورجعتا عن خطئهما أما الأولى وهي بلقيس فإنها متى رأت الآيات والبينات تترا على يد نبي الله سليمان حتى قالت"رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"[النمل: 44]
وأما الثانية امرأة العزيز التي راوغت ، وكادت لتبرير موقفها الصعب ، وسلوكها المشين إلا أنها اعترفت في شجاعة نادرة " قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ . ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ"[يوسف:51-52]

فمن باب الحياة توجد نافذة الاعتذار


آسف لكل من أخطأت في حقه .. او جرحته او قسوت عليه


 0  0  1881
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:18 مساءً الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024.