• ×

04:18 صباحًا , الجمعة 10 شوال 1445 / 19 أبريل 2024

جديد المقالات

بواسطة : ادارة التحرير

بقلم شراز القلوي البارحه هبطت ذاكرتي وعادت...


بواسطة : ادارة التحرير

بقلم -بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود : من...


بواسطة : ادارة التحرير

الكاتبة / د. هيله البغدادي إحساس وشعور مفعم...


بواسطة : المحرر

الكاتبة الدكتوره / هيله البغدادي تحرص حكومة...


بواسطة : المحرر

الكاتبة / د.هيله البغدادي الحسد طبيعة بشرية،...


حرف يقلب الموازين

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
في أيامنا هذه انتشرت العديد من الأمراض منها العادي ومنها الخبيث ، بل وظهرت أمراضٌ جديدة لأول مرة تظهر علينا ، والأمر يدعو لخطرٍ ينبغي أن يعدُّ له العدة ، لكن تهون كل الأمراض مقابل مرض ( السين ) فقد انتشر بيننا وظهر خبثه وسوؤه.

مرض ليس ككل الأمراض ، منتشر عند ( العرب ) خاصةً وللأسف !! ، لن تجد علاجه في المشفى ولا في الصيدلية بل لم يعرف علاجه أيُّ طبيب.

سألتُ يوماً من الأيام طالباً في المرحلة الثانوية عن مستواه المتدني في درجاته في النتائج الأخيرة وأخذت أتناقش معه في مسببات ذلك التدني ، فجأة علمتُ أن داء ( السين ) قد أصابه ، أعطيته ما لديَّ من نصائح وذهبت.

وفي يوم آخر زارني رجل وتذاكرنا سوياً حلو الأيام الماضية وما فيها من بهاءٍ وجمال ، سألته عن مدى علاقته بالصلاة والصيام والقيام إلا أنه تغيَّر وجهه وأخفض رأسه ، تبيَّن لي حينها أنه مصاب بـ ( السين ) فما زادني إلا تأسفاً.

ليس عيباً أن يصيبنا ( السين ) ونحاول التخفي والتستر ؛ لئلا يعلم أحد بذلك ، بل العيب أن نتغافل ونركد ولا نجاهد أنفسنا للتخلص منه.

عندما تسأل وزيراً أو أميراً أو مديراً أو مسؤولاً من خلال إجابته تجد أحياناً أنه مصاب بنفس المرض ( السين ) ، لا يعرف كبيراً ولا صغيراً ولا غنياً ولا فقيراً ولا رجلاً ولا إمرأةً ، بل قد يتفشى ( السين ) في أيِّ أحدٍ حتى يكاد لا ينطق إلاَّ به.

أعراضه : ( سنكون ، سوف ، سنصبح ، سنتقدم ، سننجز ، سننتهي ، سنعدل ، سنغير س وس وس ... ) ، إنه داء التسويف والمماطلةٌ على حسابِ النفسِ وعلى حسابِ المجتمع ، نراها ونسمعها تكراراً ومراراً ، ، فتَعدِمُ الأعمال وتَقسِمُ الآمال.

لا أعلم إلى متى وهذا الداء يلازمنا ، فلم نعطِ أنفسنا حقها فعطلنا السعي والعمل مع التغريد بالأمل ، جلُّ أمورنا مؤخرة بلا تخطيط ولا إنجاز.

انظر لحال كثيرٍ من الناس ومدى إفراطهم في التسويف على مستوى أمورهم الدينية والدنيوية ، وانظر لحال الجهات والوزارت والمؤسسات لترى مدى فاعِلية ( السين ) فيها ، فإن شكوتَ أو سألتَ أجابوك ( ســ..... ) ، ولا تدري متى يكون؟!

بل المصيبة أن نجعل التسويف والمماطلة متعة وقرينة العمل ، إذ أنها دليلُ خيانة وإهمال لحقوق الناس وسيسأل عنها يوماً ، إن تكلمنا قليلاً عن التأخير فلك أن تنظر لحالنا في المستشفيات والدوائر الحكومية وكم نقضي الساعات الطوال لمجردِ أمرٍ لا يستغرق دقائق أو نصف ساعة ( لو وجَدَت راعياً أميناً ) .

أمرٌ طبيعي .. موظفٌ متأخر وقراراتٌ متأخرة وخططٌ متأخرة ومعاملاتٌ متأخرة لكنهم ( ســيحاولون وســينجزون وســيعملون !! ).

أسوق لكم مثالاً لا أزيد عليه فيمن أصَابه ( السين ) ( سِنين ) ، مشاريع الحفر والتخريب التي أصبحت في كل شارع والتي تدوم بالشهور والسنين ، فلا تكاد تمرُّ على طريقٍ إلا وجَمَالُهَا يَفتِنُكَ ، فتخشى على نفسك وتعود فاراً لطريق آخر.

نحن جزءٌ من المجتمع ، وعلينا أن نبدأ بأنفسنا ، سيما ما يتعلق بديننا ، نحتاج لمجتمع فعال ومنتج ، ولا يكون ذلك إلاَّ بمراعاة الأمانة والتخطيط والتنظيم والإنجاز ولنتذكر أيضاً أننا في زمن السرعة ، فلا يسبقونا الغرب لا على مستوى الأفراد ولا الجماعة.

وما أقبح التسويف عن قـرب بابنا ** وما أحسن التشمير قبل الإفاتة

فـأنَّـــى لبطـــال يظــــل مثبطـــــاً ** حليف الكرى غراً بطيء الإفاقة


 0  0  2138
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 04:18 صباحًا الجمعة 10 شوال 1445 / 19 أبريل 2024.