تتنوع الشخصيات والطباع في بني آدم ، لكن في ذروة تلك التطورات الحياتية نحتاج لمن يتصدى لها ، مع الطابع الأيدلوجي لبناء الثقافات المتنوعة ، لأننا في الحقيقة متذمرون كثيراً من فوبيا التغيرات اللوجستية .
ومع فائق تقديري واحترامي لكثير من هذه العقد التي يكاد الكثير منا ينطوي بعيداً عنها ، لحاجتنا الماسة لمثل تلك التصورات التي تعود لنا بكامل الثقافة التي تنبئ عن مدى تقدمنا وإيجابية مهارتنا .
وفي المقابل يعجز البعض عن فك كثير من الرموز التي تواجهه خاصة في معرفة بعض الشخصيات ، وأعلم تماماً أنك لم تفهم مقدمة مقالتي هذه إلا هذا السطر الذي الآن تقرأه .
فقط .. كما لم تفهم من مقدمة المقال شيئاً ، ولو دققت وتأملت ، لذا أريد أن أنقل لك أيضاً عن صعوبة فهم بعض النوعيات من الشخصيات مهما دققت وعايشت وتأملت فيها شهور وسنين .
بل بالفعل نجد بعضاً من تلك الشخصيات ( الانشقاقية ) أو ( التفارقية ) والتي يعدها علماء النفس من الاضطرابات النفسية في الشخصية .
تجد هؤلاء يتهمون الغير بالجنون أو الشذوذ أو المزاجية ويصفون غيرهم بما هم قد يعانوه ، بسبب فقدانهم للتكامل الشخصي بين الإحساس والتأثر بالبيئة وإدراك الهوية والثقة بالنفس والتصور الإيجابي عن النفس والغير .
فمثل هؤلاء يعيشون حياتهم في وسط مملوءٍ بالصراعات ، فالواحد منهم يخطئ على ذاك ويستنقص من ذاك ويعتدي على ذاك إلخ ، لدرجة أن البعض قد ينكر وجوده نفسه أصلاً ، أو البعض منهم قد يعيش بين شخصيتين مختلفتين فتتغلب أحدها على الأخرى بحسب ( الصدمات النفسية ) التي تصيبه حينها .
فهم كثيروا التصادمات والمنازعات مع الغير ، وفي نفس الوقت قد يكونوا أذكياء ومتميزون في كثير من جوانب حياتهم الدراسية والعملية ، إلا أن المحيط بهم هو من يتجرع عناء ذلك ، لكن لابد منه أن يعي ضرورة فهم واقعهم وآلية التعامل معهم ، ليتمكن من حلِّ أزمتهم أو المعايشة معهم .
مع أن الوصول إلى تشخيص مثل هذه الحالات أمر ليس بالسهل ، لحاجتها لطرق العلاجات النفسية العميقة ( Deep Psychotherapy ) التي تحتاج لخبير نفسي أو مستشار يعي كيفية التعامل معها .
أحببت الاستطراد قليلاً عن عادتي في مواضيع مقالتي لضرورة الحديث عن ( بعض ما قد يهم البعض ) ولكم مني خالص التحية .
للتواصل مع الكاتب /
E-mail : abo.saud12@hotmail.com
twitter : @abojood0300
الله يصلح حال الأمة