• ×

02:20 مساءً , الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024

بيونج يانج تتأهب وواشنطن تهدد بضربة عسكرية والصين تترقب

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
صحيفة بث - متابعات : 

تتوجه أنظار العالم في الآونة الأخيرة إلى كوريا الشمالية التي تحاول مشاكسة أقوى دول العالم ببرنامجها الصاروخي النووي الذي تعتبره أمريكا تهديدا مباشرا لها في حال امتلاك بيونج يانج صواريخ عابرة للقارات تصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

صراع الكبار -كما يمكن تسميته- يتجلى في تخوف أمريكا من كوريا الشمالية ومحاولة الصين احتواء الأزمة لصالحها بحيث تسيطر الأخيرة على بيونج يانج وتحرم أمريكا من استباق الأمور وحل الأزمة الكورية بما يتوافق مع الطريقة "الترامبية".

فأمريكا أبلغت بصراحة الحكومة اليابانية بوجود خيارين لا ثالث لهما لحل الأزمة مع كوريا الشمالية؛ هما: إما أن تضرب واشنطن أو أن تعزز بكين تعزز ضغطها لوقف التجارب الصاروخية الكورية.

التصريحات التي أوردتها وكالة أنباء “Kyodo” اليابانية على لسان ممثل الخارجية الأمريكية؛ أفادت بأن الموقف الأمريكي يتجه إلى تصعيد الأمور مع بوينج يانج. وأوضحت الوكالة أن الحكومة اليابانية استوعبت بعد ذلك أن العملية العسكرية ضد كوريا الشمالية قد أصبحت خيارا حقيقيا للولايات المتحدة.

من جانبها، أعربت طوكيو عن قلقها من أن تصبح أراضي اليابان وكوريا الجنوبية هدفا لضربات مضادة من قبل بيونج يانج.

وأشارت الحكومة اليابانية -وفقا لوكالة“Kyodo”- إلى أنها أبلغت واشنطن بعدم رغبتها في حل عسكري للمشكلة المتعلقة بكوريا الشمالية، بل إنها تسعى إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووي بالوسائل الدبلوماسية.

وقالت الوكالة إن الحكومة اليابانية تعول بشكل خاص على وقف بكين إمداد كوريا الشمالية بالنفط، خاصة أن بيونج يانج حققت تقدما ملحوظا في الفترة الماضية في برامجها العسكرية، وهي بالخصوص تقترب من امتلاك صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على الوصول إلى الأراضي الأمريكية.

يشار إلى أن قوة بحرية أمريكية ضاربة تتقدمها حاملة الطائرات “Carl Vinson” وتضم طرادا صاروخيا ومدمرتين حاملتين للصواريخ تبحر نحو شبه الجزيرة الكورية، فيما تقول وكالة أنباء “Kyodo” إن الولايات المتحدة وجهت سفينتين حربيتين أخريين من قاعدتهما في سان دييجو في كاليفورنيا لتعزيز هذه المجموعة الضاربة.

كما أفادت وكالات أنباء بأن 150 أو 160 ألف جندي صيني انتقلوا إلى حدود كوريا الشمالية، ويتوقع خبراء أن يكون تحرك الصين الأخير بمنزلة توطئة لعملية عسكرية مشتركة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية على كوريا الشمالية، إلا أن الصين تسعى إلى تحقيق مصالحها في المقام الأول بغض النظر عن الأغراض الأمريكية.

ويقول الخبير العسكري الروسي ألكسندر خرامتشيخين: "لا أظن أن الصينيين سيعملون على تحقيق ما تشاء الولايات المتحدة. والأغلب أن الجيش الصيني سيعمل على حل المسألة الكورية لصالح الصين، أي أن الصينيين ينوون (أخذ) كوريا الشمالية من الولايات المتحدة".

وتعمل كل من الصين والولايات المتحدة في أية حال على تحقيق هدف واحد هو إسقاط النظام الحاكم في كوريا الشمالية، حسب رأي الخبير.

من جهته، أفاد الخبير السياسي أندريه مانويلو بأن الولايات المتحدة تبدي استعدادها لتوجيه ضربة عسكرية؛ إدراكا منها أنها لن تعرّض نفسها لأي خطر؛ فصواريخ كوريا الشمالية لا تستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة.

ويرى خبراء أن إخلاء العاصمة الكورية الشمالية من ربع سكانها يعتبر استعدادا للحرب مع أمريكا، وهي خطوة وصفت بأنها تنذر ببداية حرب كبيرة بين أمريكا وكوريا. وأكدت التقارير أن العاصمة بيونج يانج سيتم تفريغها تماما من 25% من سكانها؛ وذلك وفقا لصحيفة "برافدا" الروسية. وحسب القرار، يجب إجلاء 600 ألف مواطن من العاصمة الكورية الشمالية.

وتبقى أزمة الصواريخ الكورية الشمالية من أولويات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يحاول إعادة أمريكا إلى عهدها الأول كأقوى دولة في العالم، كما أن تحركه الأخير في سوريا والضربة التي وجهها لنظام الأسد إثر هجوم خان شيخون الكيماوي، يثير تساؤلات حول جدية التهديدات الأمريكية لبيونج يانج؛ ما يعرض السلم الدولي لأخطار حقيقية تنكشف تفاصيلها الفترة المقبلة ، بحسب عاجل .

 0  0  
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:20 مساءً الخميس 18 رمضان 1445 / 28 مارس 2024.