قدمت فرقة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بحائل مسرحية ذهان في اليوم السادس من ايام نشاط الجنادرية المسرحي وتدور احداث المسرحية في غرفة احد المستشفيات, وتتركز حول شخصية تعاني من عقدة نفسية تؤدي بها الى مرض الذهان, بسبب فقدانها حلها الاول, ليتحرك الحدث المسرحي باستعانة المريض - الشخصية الرئيسة في المسرحية - بالظروف الخارجية, في يوم عاصف ممطر, وينجم عن ذلك بلبلة وفوضى.
في الندوة التطبيقية التي تلت المسرحية وادارها الفنان صقر القرني, تحدث المعقب الرئيس للعرض السينوغراف والمخرج والقاص الاستاذ عبدالعزيز عسيري عن العمل قائلاً عن النص ان العنوان فضح مكنون النص بذهاب المتلقي مباشرة الى مرض الذهان عند قراءة العنوان فقط وكنت اتمنى ان لا يشرح المؤلف في بداية النص المكتوب عن المكان والزمان والتفاصيل ليترك للقارئ فرصة اكتشاف ذلك من خلال احداث المسرحية, ويبدو ان النص كتب من فترة طويلة ولا يمكن ان نحاكم محمد السحيمي كاتب النص في تلك المرحلة, كان يمكن ان يكون النص لشخص واحد فقط (مونودراما) ويبدو ان الكاتب كتبة لشخصية واحدة ثم ادخل عليه مجموعة من الشخصيات وكنت افضل ان يبقى النص لشخصية واحدة لأصبح العمل اجمل وافضل, ومن المميزات لدى المؤلف انه كان لدية وعي كامل بمرض الذهان الذي يعاني المريض به من الهلوسات البصرية والحسية والسمعية من خلال اشارات المؤلف في النص الى مجموعة من الاصوات مثل الاب ومجموعة الاصوات الاخرى مثل الرعد والبرق التي ادت بالمريض لمجموعة من الضلالات مثل الحرق, كان النص مليء بالثنائيات السلبية والايجابية مثل شهقة الحياة وشهقة الموت وثنائيات اخرى والحقيبة كانت هي الرابط ما بين الشخصية البطلة والفتاة, كما ان الشروحات في النص الاصلي كثيرة جداً وسببت اشكالية كبيرة وكأن المؤلف كان يتوقع ان لا يتصدى للنص الا مخرج مبتدئ, اما بالنسبة للإخراج بما ان للمخرج خلفية سينمائية اثر ذلك على العرض عندما استخدم التقطيع السينمائي, كما اضاف العسيري ان استخدام الالوان الفاقعة في العرض كانت نقطة سلبية لان مريض الذهان تزداد حالة المرضية مع مثل هذه الالوان وكان من الافضل ان يستخدم الالوان السماوية التي تخفف من حالته المرضية ويبدو ان المخرج لم يقرأ كثيراً عن هذا المرض, قطع الديكور لم يستطع ان يوظفها بصورة جيدة لان الممثلين لم يتخلصوا من جاذبية قطعة الديكور التي في وسط المسرح التي تركز حوار الممثلين حولها, الاضاءة في العمل كانت تحتاج ان تكون كاملة فالإضاءة الخلفية لم تخدم العرض وكانت عيباً واضحاً والنص كان بسيطاً كان من المفروض ان يتعامل معه المخرج ببساطة اكثر دون تعنت في الاضاءة, اما بالنسبة للأداء التمثيلي كان عديم الملامح مع العلم ان المؤلف كتب شخصيات واضحة الملامح وكان من الممكن ان يشتغل على الاداء التمثيلي اكثر, وكان هناك سقطة في استخدام العباءة فقد استخدمها المخرج ووظفها بشكل لم يضيف للعمل.
اما المداخلات التي اعقبت التعقيب فقد بداءها الاستاذ عطاالله الجعيد رئيس النادي الادبي بالطائف على كثرة الاخطاء اللغوية في العرض المسرحي وتمنى تداركها في العروض القادمة, بعد ذلك تحدث الناقد نايف البقمي عن نقد الكاتب السحيمي لمؤلفي النص الذي يفضحه عنوانه والتي وقع فيها السحيمي في هذا النص واضاف الى ان هناك ملامح اعجب بها في الاخراج وان المسرح ممثل وقد خان الممثلين المخرج في هذا العرض من خلال سوء التوصيل الصوتي والاداء والملامح والشعور والصندوق كان ثري جداً والعمل كان مقبول ومن الممكن ان يتطور اذا تم الاشتغال عليه, كما تحدث الاستاذ فهد الحارثي عن النص وقال ان النص كان من الممكن ان يكون لشخص واحد ورسخ ذلك المخرج من خلال تناوله للنص والمونودراما فن مخاتل يحتاج الى ممثل يمتلك الكثير من الادوات والخبرة والمخرج اعجبني في امتلاكه للكثير من الحلول وللأسف كانت فائضه في هذا العرض وتحتاج الى تقنين وتمنى استمرار عرض هذه المسرحية لكي تنضج, كما اشاد المخرج فهد الاسمر بالعرض وقال بان المخرج كان امينا جدا مع النص ولم يخلق نصاً موازياً في الحالة الاخراجية والممثلين اجتهدوا في ادائهم وفترات الاظلام كانت طويلة, ثم تحدث الكاتب المسرحي ناصر العمري عن النص وقال النص رائع تناول قضية مختلفة عن النصوص الاخرى فقد ناقش حالة مريض الذهان فقد تعودنا ان نناقش في مسرحنا المشاكل الاجتماعية الثقافية ونحتاج مثل هذه النصوص وان الشكل العام للعرض يحتاج الى تركيز اكثر واخراج اجمل جمالية اكثر تمنحه الاقناع بالنسبة للمتلقي.
بعد المداخلات علق السحيمي قائلاً ان الملاحظات محل احترام وتقدير وان النصوص اغلبها تبدأ مونودراما كون المؤلف يكتبها وهو الممثل الوحيد لحظة الكتابة وتعتمد في عملية نقلها على المخرج اما ان ينقلها بشكل قوي على الخشبة او يعيدنا الى الجدل مرة اخرى, وركز في معرض حديثة على الهفوات في الاخطاء اللغوية وانه لا يوجد عذر للممثلين في هذه الاخطاء وحملهم المسئولية الكاملة في ذلك, ثم تحدث مخرج العمل طلال الرمال وانه سوف يركز على الملاحظات ووعد بمواصلة العروض واستمرارها.
كما تم تكريم المعقب الرئيس في الندوة الاستاذ عبدالعزيز عسيري من قبل الاستاذ فهد الحارثي, الجمهور الليلة سوف يكون على موعد مع مسرحية مر القطار لنادي المسرح بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة عند الساعة 9م على قاعة فهد الحارثي للفنون بجمعية الثقافة والفنون بالطائف
