• ×

11:46 صباحًا , الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024

هل يغار الزوج من نجاح زوجته ؟ ولماذا ؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بث - إعداد : مرفت محمود طيب : 
الغيرة هي عبارة عن مشاعر، ولها عدة أنواع منها المحمود، ومنها المذموم .

الغيرة التي سنلقي عليها الضوء في هذا التحقيق الصحفي هي غيرة مذمومة يتصف بها بعض الأزواج تجاه زوجاتهم هي ليست تلك الغيرة الرومنسية المحببة بل هي غيرة تزعج المرأة كثيراً لأنه لا يغار عليها بل يغار منها بسبب نجاحها في مجالها .

هنا ومن هذا المنطلق سأطرح سؤالاً واحداً على ضيوف التحقيق ، وهم من عدة دول عربية.

وهو هل الزوج يغار من نجاح زوجته ؟ ولماذا ؟

لنتعرف من خلال مشاركاتهم على مدى وجود تلك الغيرة من عدمها لدى البعض وعن السبب وراء ذلك وفق رؤيتهم الشخصية ومن خلال مشاهداتهم وملاحظتهم .

كما سأستضيف في نهاية التحقيق دكتورة نفسية لتوضح لنا أسباب تلك الغيرة أو عدمها وكيفية علاجها أو الحد منها قدر المستطاع .

والآن سوف نطرح رأي المشاركين في هذا الأمر.

image

الأستاذ : صالح جريبيع الزهراني كاتب من المملكة العربية السعودية

بالنسبة لسؤال هل يغار الزوج من نجاح زوجته ؟

ربما نستطيع أن نقول نعم ، وذلك بسبب أن مجتمعنا تعرض إلى مايسمى ( بالثقافة الذكورية ) على مدى أكثر من 35 عاماً ، وتهميش المرأة، واعتبارها سبباً لكل السيئات التي يجترحها الرجل وكل هذا بسبب التنطع والتشدد الذي لم يأت به المنهج الإسلامي أساساً ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يعمل لدى سيدة أعمال هي سيدتنا خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ولم يكن يتأفف أو يقلل من أهميتها ، وكلنا نعرف أنه تزوج بها وصان أموالها وسار بقوافلها واهتم ورعى تجارتها ، وحتى بعد وفاتها لم ينسها .

وقال بأن سيدتنا عائشة رضي الله عنها كانت تغار من خديجة وهي في قبرها لذكرها الطيب على لسانه وحبه لها .

ولكن للأسف خلال مايسمى بفترة الصحوة غير المباركة والتي همشت المرأة وطُلب منها الجلوس في بيتها وضيق عليها في مسألة العمل من الطبيعي أن يغار الزوج من أي نجاح لزوجته ويعتبرها منقصة في حقه.

وفي الآونة الأخيرة ربما تغيرت الصورة وخفّت كثيراً فبدأت المرأة تطرق جميع الوظائف وعملت أيضاً بالأسواق.

لقد أدرك الجيل الجديد أهمية عمل المرأة وأصبحوا يشجعونها عليه وعلى الإبداع والإبتكار والابتعاث والدراسة وما إلى ذلك .

وإن شاء الله مجتمعنا سائر إلى الخير .

image

الأستاذ : محمد سالم البيهي رئيس منظمة الحق والديمقراطية من المملكة المغربية الشقيقة

موضوع الغيرة بين الازواج موضوع متشابك وله حالات مختلفة، وعموما ترجع حالة غيرة الزوج من نجاحات زوجته من عدمها بدرجة أولى الى صورة المرأة في ثقافة مجتمعه.

وانا أميل الى التمييز بين نوعين من الغيرة، الاول سلبي يرى فيه الزوج نجاح زوجته على أنه انتقاص من شأنه هو، والنوع الثاني من الغيرة يندرج تحت طائلة مشاعر الحب بين الزوجين وهو غيرة محمودة لا تلبث أن تتحول لاعجاب كبير .

ويفترض بالنسبة لي بأن يكون اي نجاح لأحد أطراف الزوجية نجاح للطرف الآخر ومنه يستوجب أن يسعد الزوج لتألق ونجاح زوجته، فنجاحها يعتبر نجاح لكل الاسرة.

image

الأستاذ :،فؤاد الفلوس صحافي مهني ومراسل من المملكة المغربية الشقيقة

إذا كانت علاقة الزوج مع زوجته متينة ونابعة عن حب من الجانبين، فلا أعتقد أن النجاح لأحدهما على الآخر سيكون موضع غيرة، لأن الحب الحقيقي يستدعي بالضرورة حب النجاح للطرف الثاني، بيد أن نجاح المرأة لا يقل أهمية واستحقاقا أكثر من نجاح الرجل.

لكن دون إغفال أن هناك غيرة إيجابية يجب ذكر أهميتها طبعا، تكمن في غيرة الزوج من نجاح زوجته كحافز لتقوية قدراته وبذل مجهودات أكثر لإبراز نجاحه والتفوق في مسيرته.

ولا أتفق مع أقوال شائعة هنا في المغرب، ربما جاءت في سياق مخالف، إلا أنها تكرس لمفاهيم خاطئة، منها مثلا أن الرجل لا يحب أحدا أكثر منه نجاحا سوى أبناءه، وهو إقصاء بقدرة المرأة على تحقيق النجاح أكثر من زوجها من جهة، وإلغاء بالاعتراف بنجاحها مهما وصل من جهة أخرى، فالزوجة هي طرف ثاني وليس جانبيا أو أقل من دور الرجل في مؤسسة الزواج، هي شريك له وعليه مسؤوليات قد تتجاوز فيها الرجل، ولعل حاضرنا اليوم يعكس أن المرأة بصفة عامة والزوجة بصفة خاصة، استطاعت أن تحتل مناصب وتحقق إنجازات توازي وتتفوق فيها أحيانا على الرجل أو الزوج.

وانطلاقا من تعاليم إسلامنا الحنيف وتوصياته بالمرأة والأم، يجب أن نحتفي بإنجازات زوجاتنا بل وتكريمهن على ما بذلن من جهد في معانقة النجاح، وأؤكد أن نجاح زوجتي هو نجاح لي، وإذا كان "وراء كل رجل عظيم امرأة"، فأقول "وراء كل زوجة ناجحة وإمرأة عظيمة رجل".

image

الأستاذ : الحسن باكريم صحفي من المملكة المغربية الشقيقة

يقال أن وراء كل رجل عظيم امرأة... وكثيراً ما نسمع تكرار هذه المقولة برضاء تام سواء من طرف الرجل أو المرأة .

ولكن لا نسمع وراء كل امرأة عظيمة رجل.. والسؤال اللغز هو لماذا لا يتقبل الرجال والمجتمع عموماً تفوق المرأة ونجاحها مقارنة بالرجل وزوجها؟

وراء هذا السؤال اشكالات كبيرة تتعلق بتخلف بعض المجتمعات البشرية التي لم ترتق إلى مجتمع الديمقراطية والمساواة حيث يصبح عمل المرأة عيباً وأمراً زائد، وبالأحرىٰ قبول أن تكون ناجحة ومتفوقة على الرجل وخاصة على زوجها.

ان ما تعيشه تلك المجتمعات من تخلف في المجال الثقافي والفكري بسبب قيود تتعلق بعدم تحول بناياتها الفوقية (الفكرية والثقافية) رغم ماعرفته بناياتها التحتية (الاقتصاد والعمران) من تطور كبير.

مما جعل الثقافة الذكورية تكون سيدة الموقف والقرار.

فأغلب الازواج يميلون إلى الارتباط بربة البيت بدون عمل وبدون مستوى دراسي.. وكم تجد هؤلاء يعتزون ويفتخرون كون زوجاتهم ربات بيوت فقط.. ، واذا كانت الظروف الاجتماعية للعديد من هذه المجتمعات سمحت بخروج المرأة للعمل ومشاركتها للرجل في كل المجالات وتحقيق نجاح على مستوى بعض القطاعات فأن هذا الامر سبب لها الكثير من المتاعب وجر عليها الكثير من الانتقادات إلى درجة ان بعض التيارات الفكرية بدأت تنشر فتاوي واقرارات بكون عمل المرأة فتنة وغير مجدي.

من هنا يتضح السبب الرئيسي الذي جعل عدد من الازواج يغيرون ولا يرضون بعمل زواجاتهم..

اما اذا كان الامر نجاحاً وتفوقاً فإن المرأة ستتعرض لمضايقات كثيرة لن تسلم من تبعاتها ومن أقرب الناس اليها زوجها وحبيبها وربما سيصل بها الى خراب بيت الزوجية والفراق مع الاولاد.
ورغم انتشار هذه الظاهرة.. الغيرة من نجاح الزوجة في العديد من البلدان المسماة بالعالم الثالث بشكل ملفت وحتى نسبيا في بعض البلدان التي حققتها رقيها الاجتماعي في مجال المساواة والانصاف إلا أنه لا يجب الادعاء انها أصبحت متفشية وخطيرة فهناك العديد من الازواج هناك وهنا يفتخرون ويدعمون نجاح زواجاتهم.

image

المستشار محمد القطامين كاتب وإعلامي من المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة


لقد جاء الدين الإسلامي لحل هذه الخلافات الجاهليه في سيطرة الرجل على المرأه في كافة مجالات الحياة والإسلام انصف المراه وحفظ حقوقها ليس كما يدعي البعض في تحرير المرأة.

نعم الزوج يغار من نجاح زوجته لاسباب عدة اول شيء المجتمع العربي مجتمع ذكوري يبقى الرجل رجل والمرأة مرأة رغم اختلاف الثقافات اذا المرأة تفوقت على الرجل بالعمل ستلغي كل صلاحياته الاجتماعية، في المنزل فقط ستحتفظ با لعلاقة الزوجية وبلاخص اذا كان الرجل مردوده المادي اقل منها هنا تكمن المشكلة اول شيء الام حنونه وتتعاطف مع اسرتها لتقدم الغالي والنفيس من اجلهم، .

ثاني شيء صب إهتمتم الاولاد للأم، الشيء الثالث لايستطيع الرجل يحجم حرية المراة لكونها تعمل وتعطي، السبب الرابع يغار من نجاح زوجته احيانا غيرة حب لزوجته، وحرصا على المحافظة على البيت والأسرة، والسبب الاخير ممكن يكون الزوج اناني ومعتد بنفسه كثيرا ويحب السيطرة والنفوذ ولايتقبل فكرة حرية الرأي والمناقشة في داخل الاسرة لكونه رجل تربى على العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية والعشائرية لايسمح لنفسه ولعائلته يغردون خارج السرب وهذه الغيرة تختلف من رجل الى رجل كلاً حسب ثقافة وبيئته التى تربى عليها ..

image

الأستاذ : هاشم المجالي اعلامي عميد متقاعد شرطة من المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة

الرجل الذي يملك المقومات الفكرية والبدنية والاجتماعية..نعم يغار ولا يقبل أن تزداد نسبة نجاح زوجته إذا كانت لا تملك مقومات أقوى من زوجها..

اما الرجل الذي لا يملك ما تملكه زوجته قد يتفاخر بنجاحها ، وذلك لأن طبيعة الرجل الواثق من قدراته يغار ويغار ايضاً إذا لم تتاح له الفرصة واتيحت لزوجته فهو ايضاً قد لايقبل بذلك .

الاستاذ : عمر الزاغ من المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة

بالنسبة لسؤال هل يغار الزوج من نجاح زوجته ولماذا ؟

الرجل الذي يغار من نجاح زوجته طبعا هذا التصرف لا يقوم به إلا جاهل وعديم الثقة بنفسه لأنه لو كان واثقا من نفسه لشجعها على النجاح ولكان من أكثر الناس فخرا بنجاح زوجته
وهناك أيضا مقولة غبية أو ما يسمونه ثقافة الذكورية بأن الرجل يجب أن يكون دائم التقدم على زوجته فهذا جانب آخر ولكن الرجل الحقيقي لا يغار الغيرة السلبية وإنما اذا كانت زوجته من نجاح الى نجاح فإن عليه أن يقتدي ويتنافس معها .

الأستاذة : ملاك الكوري المستشارة الاعلامية الاقتصادية من المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة مقيمة في دبي

مجتمعنا الاردني لا يزال الرجل يريد أن يكون بالصدارة في كل شيء .

ولكن غيرته من نجاح زوجته تعتمد من شخص لشخص و اصبحت تقل في مجتمعاتنا .

فاجد الرجل يقف لجانب زوجته في نجاحها و يقدم لها الدعم في كل شيء .

فالرجل الذي يغار هو رجل ضعيف ،فالقوة تكمن بدعم نصفه الآخر لتكوين أسرة ، قوية و الاروع في المجتمع.

ولكن تجربتي بدولة الامارات العربية المتحدة التقيت بجنسيات عديدة فوجدت ان الرجال تحب النجاح لزوجاتهن لانهن سيقدمن كل الدعم المادي لحياة أسرتهم لتكون الأفضل و رفاهية عالية، لذلك الرجال تدعم المرأة و لا تغار.

فالرجل الذي يغار من نجاح زوجته هو رجل سيعمل على افشال مجتمع بأسره من وجهة نظري .

الأستاذة : رونا أبو عاصي إعلامية من جمهورية لبنان الشقيقة

تحتضن المجتمعات العربية والاسلامية موروثات ومكتسبات دينية وعقائدية واسرية تجعل من المرأة مخلوقاً ضعيفاُ لا يقوى على النجاح والتفوق.فبيئتنا العربية والمجتمعات التي نعيش فيها وعلى اعتبار انها مجتمعات ذكورية بإمتياز تعطي الرجل الحق في ما لا تعطيه للمرأة وان كانت على حق.من هنا نجد ان الرجل(الزوج) يرغب بأن تبقى المرأة(زوجته) داخل الكواليس بعيدة عن الاضواء وذلك خوفاُ من الاعتراف بقدراتها وامكاناتها ومنعاً من نجاحها ظناٌ منه انه قد يفقد ثقته بنفسه وبالتالي يفقد السيطرة على زوجته، لذلك فهو يسعى دائما للتأثير سلباً على طموحاتها وقدراتها وان اظهر لها دعمه .فهو ينظر لها على انها عنصرا تابعاً له يحتاج الى الدعم والتوجيه.

د. ميرنا الجمال إعلامية من جمهورية لبنان مقيمة بفرنسا


من خلال مشاهداتي اليومية ارى ان الزوج العربي يغار من زوجته اذا كانت أفضل منه علما و رتبة ..لأن من وجهة نظري الرجل العربي أناني بطبعه و يعتقد دوما ان المرأة يجب ان تكون مرتبطة به دوما لذلك لا يقبل بان تتفوق عليه في العلم و لطالما شاهدنا عددا من الرجال يعدون الزوجة باكمال دراستها بعد الزواج لكن هذا الأمر لا يتم بتاتا لتحايل الزوج على زوجته كونها لا يمكن تأمين كل ما يلزم داخل البيت و خارجه و نجد بعدها السيدة مرتبطة بزوجها مدى الحياة ماديا وعائليا .

اذا ما قارننا هذا الوضع مع الرجل الأوروبي فنجد ان الأمر مختلف تماما .. فاستقلال المرأة الاقتصادي و الحرية في التفكير و الاختيار تجعلها اكثر صلابة .

الرجل و ان كان قد تولد لديه شعور بالغيرة فلا يمكنه ان يفعل اَي شي فهي غير مرتبطة به ماديا بل عاطفيا ..اذا زالت تلك العاطفة تخلت عنه دون ان تمس بكرامتها او تتأثر اقتصاديا .

الرجل الغربي يعرف جيدا حدوده مع المرأة و لا يتجاوزها و ان حصل كما يحصل مع الرجال العرب في أوروبا فيبقى القانون هو الرادع وفوق الجميع .

الأستاذة : دعد حمادي إعلامية من الجمهورية التونسية الشقيقة

تحية من القلب إليك مرفت.

لقد طرحت موضوعا ﻻ يحبه الرجال عامة لأنه حقيقة.إحساس الغيرة من نجاح الزوجة لا يقتصر على الرجال العرب بل هو عام ولكن يظهر اكثر في مجتمعاتنا العربية الإسلامية لأنها مجتمعات رجالية ومحافظة منذ القدم رغم كل ما حققته المرأة من نجاحات أفادت بها العائلة و المجتمع و الوطن. المرأة ذكية، جميلة بالمعنى الواسع للكلمة، تملك عقلا كاملا، متفتحة، متفهمة، قلبها كبير، مستعدة.

كل هذا يجعلها امرأة ناجحة . ولشدة كرمها فهي تهدي نجاحها لزوجها و أولادها و والديها و بلدها.

لذا شجعوا المرأة على النجاح فبنجاحها ترتقي الامم.

أما لماذا يغار الزوج من نجاح زوجته لأن في نجاح الزوجة يشعر الزوج بأنه في الظل، بينما يشع نجاح المرأة فوقه و تحته و حواليه، حتى و إن كان هو أيظا ناجحا، فإن شعوره بوجوب التفوق عليهاولو بدرجة لا يفارقه، و هذا ربما يؤثر على العلاقةالزوجية.الغيرة بصفة عامة إحساس طريقه مسدود.

الأستاذة : سنية النفزي مخرجة ومعدة من جمهورية تونس الشقيقة

حقق المجتمع التونسي تقدم كبير في مجال الإنسان لاسيما في مجال حقوق المرأة التي أصبحت تتمتع بالمساواة و سبقت غيرها في العالم فهي الآن تتمتع بالمساواة في العمل فحقها مكفول في الانتداب كالرجل تماما و تتقاضى ذات الأجر الذي يتقاضاه الرجل. و تتمتع المرأة في بلدي بكامل الامتيازات المهنية و الترقيات الوظيفية مما يحفزها إلى التطلع إلى درجات أعلى. لعب الرجل التونسي دور كبير وساهم بشكل ايجابي من اجل تحقيق تلك النجاحات و كان سندا وداعما للمرأة في نضالاتها ولكن سرعان ما يتحول ذلك إلى غيرة ما إن سطع نجم الزوجة و اشتدت هذه الغيرة كلما ازداد نجمها لمعان و فاق نجمها.

وغيرة الرجل إن حدثت ليس لأنه يكرهها ولكن كبريائه لا يسمح له بقبول تفوقها.

تتغير اشكال هذه الغيرة حسب الزوجين و نفسيتهما و طريقة تعاملها مع هذا المشكل.

كنت في يوم ما شاهدة على علاقة زوجية متوترة لإحدى الصديقات. التي عانت من غيرة زوجها. فهي تزوجته و هو الابن المدلل الذي لا ينهض باكرا و يتمكن منه الكسل و يمنعه من الذهاب إلى العمل في المقابل هي كانت مثابرة، تقوم بالأعمال المنزلية، تهتم بإبنها، تحترم عملها فهي جادة هذا و تواصل رسالة الدكتوراه . و كان دائما يقول لها أنها ليست بحاجة لذلك. وكان يحتج كلما سافرت في مهمة عمل و يختلق المشاكل. و رفض الحضور لمناقشة رسالة الدكتوراه. ثم تدهورت العلاقة و انتهت بالانفصال.

ورأيت أيضا زميلة لي زوجها يحاول أن يفسد فرحتها كلما حققت انجاز مهني. فيذكرها بالأعمال المنزلية ويحاول إيهامها بالتقصير كزوجة و كأم.

صديقتي وزميلتي مثلهن كثيرات ممن كن طموحات و تزوجن من رجال ممن يشعرون بالنقص و الغيرة من نجاحهن، فينعكس هذا الإحساس على الزوجة الطموحة بنوع من الكره و الحسد و الغيرة التي تصل في بعض الأحيان إلى الكراهية فيحاول الزوج إحباط عزيمة الزوجة و الاستهانة بقدراتها و يحاول إرجاعها إلى الخلف بدلا من تشجيعها.

هذا النوع من الرجال يفضل الزوجة الكسولة و البيتوتية التي تعمل فقط لربح القليل من المال لتساعده على المصاريف دون التطلع إلى شأن أهم، ليرضي غروره و يتمكن من فرض نفسه و يشعر بأنه الأقوى ويمسك بالسلطة.

و أخيرا، لا بد أن لا ننسى نماذج جيدة لأزواج يفتخرون بنجاح زوجاتهم و يدعموهن لتحقيق المزيد من التألق و التميز. و هنالك من يقبل العمل مع الزوجة وهي رئيسته في العمل.

بعد طرح رأي المشاركين من عدة دول عربية ، عن غيرة الزوج من نجاح زوجته من حيث وجودها أو عدمها، سوف أسأل الدكتوة إمتثال محمد حسين دوم ( أخصائية نفسية ) من المملكة العربية السعودية عن الأسباب المؤدية لغيرة بعض الأزواج من نجاح زوجاتهم، إن وجدت ، وكيفية الحد من ذلك قدر المستطاع .


أجابت الدكتورة إمتثال قائلة :

غيرة بعض الأزواج من نجاح زوجاتهم لها أسباب نفسية وهي تعود إلى :

_الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس والعجز وعدم القدرة على النجاح وان كان الامر غير ذلك
- الشعور بالإهمال والتجنب والاستبعاد
- فقدانه لدوره كزوج واب وعدم قدرته على القيام بمسؤولياته
* اسباب اجتماعية:
- الخلفية الثقافية للمجتمع وطريقة التربية وما تحتويه من افكار خاطئة لقوامة الرجل ويجب ان يكون اكثر تفوق من المرأة في جميع المجالات
- بيئة الاسرة والاصدقاء وما يقومون به من سلوكيات محبطة تجاه الزوج عن نجاح زوجته
- سلوكيات الزوجة السيئة المتصفة بالغرور او اهلها تجاه الزوج
- اهتمام افراد الاسرة والاصدقاء بالزوجة ونجاحها
* اشكال غيرة الزوج من نجاح زوجته:
- عدم الاهتمام او الفرح بنجاحات الزوجة
- التنقيص من نجاحها بالنقد السلبي وانتقاص قيمته
-عدم دعم الزوج لمسيرة نجاح الزوجة وعدم تشجيعها للاستمرار مع وضع العراقيل في طريقها
-اختلاق الخلافات على ابسط الامور واللؤم المستمر والنعت بالتقصير واهتمامها بنجاحها على حساب زوجها وابنائها وبيتها
-عدم استقرار الحياة الزوجية بينهما وجعل المنزل في حالة توتر مستمر واحداث فجوة تأخذ بالاتساع.

ولعلاج غيرة الزوج من نجاح زوجته أو الحد منها علينا بإتباع التالي :

- العمل على تغير الافكار السلبية الخاطئة عن قوامة الرجل وبالتالي يستطيع مواجهة الاحباطات من البيئة المحيطة
- الاهتمام بالمنزل والزوج والابناء وعدم التقصير بدورك كزوجة او أم
- اشعاره بالانتماء الرومنسي الشديد له واعطاء الاهمية لدوره كزوج واب
- الثناء والمدح على الزوج وعلى عمله وعلى مساندته لها وان كانت بسيطة (لان شعوره بالنقص من اسباب الغيرة )
- عدم اثارة غيرته بالتفاخر والمباهاة بالنجاحات
- جعله مرآة لنجاحك بحيث يتحدث هو عن نجاحك ويسعى لاستمرارية ذلك
-مشاركته في التفكير والمناقشة واتخاذ القرارات وتنفيذ بعض الاعمال حول عملك
- الاهتمام بمناسباته ونجاحاته والمشاركة مع افراد الاسرة والاصدقاء.

كما اريد أن أنوه إلى أنه ليس جميع الازواج يغارون من نجاحات زوجاتهم وانما هناك ازواج يسعون لجعل زوجاتهم في نجاح مستمر ويعود ذلك الى - تطبيق التعليمات الاسلامية بطريقة صحيحة واتخاذهم الرسول صل الله عليه وسلم قدوة ( خيركم خيركم لأهله ) :

- الشخصية الناضجة والثقة القوية بالنفس والزوجة والابناء
- طبيعة التربية والمجتمع الذي ينتمون له
- الخلفية الثقافية الجيدة المتوارثة و التي دعمت بالمجتمع المحيط
- الحب العميق للأسرة والرغبة بنجاح جميع افراد العائلة واعتبار ان هذه النجاحات للجميع.


 0  0  
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 11:46 صباحًا الجمعة 19 رمضان 1445 / 29 مارس 2024.