• ×

06:15 مساءً , الثلاثاء 14 شوال 1445 / 23 أبريل 2024

العوالي يجري لقاء عن بعد مع الدكتورة عزة الشهري عن الأسرة بين حظر التجول وإباحة الإستيطان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بث - مكة - مرفت طيب : 
أجرى مركز حي العوالي التابع لجمعية مراكز الأحياء لقاء حواري عن بعد عبر تطبيق زووم، مع المستشارة الأسرية الدكتورة عزة عابس الشهري عن الأسرة بين حظر التجول وإستباحة الاستيطان معالم لتحقيق قيم المودة والرحمة والسكن والطمأنينة.
أدار الحوار الدكتور عدنان الشهري، وذلك يوم الجمعة 14/9/1441هـ
من أهم المحاور التي تم القاء الضوء عليها كان عن الزواج وأنه سكن نفسي واستقرار روحي تحصل به الطمأنينة والسكينة؛ والأسرة ثمرة هذا الزواج حيث المودة والرحمة ودفء الأسرة يعالج القلق والتوتر وكثير من الأزمات النفسية والصحية.
ذكرت الدكتورة عزة أن الحجر الصحي نقطة للتحول في الحياة الأسرية فجائحة كورونا أقعدت الجميع في البيت -دون سابق إنذار- وهذا الأمر غيّر من نمط الحياة، لذا لابد من التعرف على المهم والأهم في الحياة ، وأن يدرك الإنسان قيمة أسرته.. ويرتب حياته من جديد.
ووضحت أن الإسلام أول من وضع قاعدة أساسية تعتبر من أساسيات الطب الوقائي الحديث بعد اكتشاف مسببات الأمراض والأوبئة، وهي قاعدة الحجر الصحي منعاً لانتشار الأوبئة المدمرة في المدن والتجمعات البشرية واستشهدت بأدلة من السنة النبوية.
وأكدت على حرص المملكة العربية السعودية على التمسك بقواعد الشريعة الإسلامية التي أمرت بدفع الضرر ودرء المفاسد والمحافظة على مصالح المسلمين.
وقد أثبتت السعودية للعالم أجمع حجم
استشعارها الكبير ومسؤوليتها من خلال اهتمامها بصحة جميع القاطنين على أراضيها من مواطنين ومقيمين باتخاذها الإجراءات الوقائية والاحترازية في إطار جهودها المستمرة لمنع انتشار فيروس كورونا ومحاصرته والقضاء عليه؛ وأن الأسر السعودي تستشعر المسؤولية الكاملة في التعامل مع الظرف الصحي الحالي وإجراءات التصدي لانتشار فيروس كورونا.
ووجهت الدكتورة أهمية أن تعيش الأسرة حياتها خلال هذه الفترة ضمن إطار إيماني يخطط محتواه بعقلانية بحيث تقسم فيه الأوقات بطريقه منطقيه يعطي من خلالها كل ذي حق حقه مع ضرورة تخصيص أوقات مشتركه للعبادة يقوم فيها أفراد الأسرة بأداء الطاعات مع بعض ليعين كل منهم الآخر على العبادة فيزيد التقارب الروحي بينهم لأن الحب في الله أسمى أنواع الحب.
وأكدت أيضاً على ضرورة بناء علاقات رائعة داخل الأسرة تمكن من التعبير عن الحب والسعادة بكثرة التواصل الجسدي وأن سلوك الاحتضان يمنح فرصة أكبر من الحب والاطمئنان والأمان وأنه ينبغي على الوالدين استخدام الحواس الخمس للتعبير عن حب أولادهم عند التعامل معهم (النظر المباشر لعينين عند المحادثة مع المسح على الرأس أو التربيت على الكتف والتقبيل والضم وشم رائحة الأبن والأبنة واسماعهم كلمات الحب هذه الأساليب من قبل الوالدين يعزز التواصل معهم ويحصنهم من أي مؤثر خارجي قد يستميلهم.
وذكرت أن البيت الذي تقوم دعائمه على الثقة والاحترام وتقدير كل فرد فيه للأعضاء الباقين ويعم جو التوازن بين الحرية والضبط يكون خير موقع لبيئة مستقرة من الناحية الانفعالية، اما البيت الذي تسود فيه الخلافات العائلية ويفقد الأفراد فيه المحبة والحنان والتقدير والثقة في النفس وتشيع فيه روح الأنانية والحقد يؤدي إلى الإصابة بالانحرافات السلوكية.
وأكدت على ضرورة التقليل من قوانين الحزم والضبط ونبذ القسوة في التعامل حتى لا يتبنى افراد الأسرة العنف كسلوك فيصبح الفرد داخل الأسرة وخارجها عنيف في لعبه وفي تعامله مع أصدقائه وأخوته، مع التركيز على الرفق واللين عند التعامل ونشر ثقافة الحوار والمناقشة داخل الأسرة حتى تُبنى جسور الثقة بين افرادها، وتزيد ثقة الفرد بنفسه وقدرته على الحوار مع الآخرين.
مع إعطاء فرصة للأبناء والبنات لتبادل الأدوار داخل الأسرة مع الوالدين ولو في بعض الأمور، هذا سيجعلهم يثقون بأنفسهم كثير ويعزز فيهم تحمل المسؤولية.
وركزت على أن ممارسة الترفيه والرياضة مع أفراد الأسرة تبني جسدًا سليمًا، وروحاً مرحة وتساعد على اضمحلال التوتر وأن الاضطرابات السلوكية مثل السلوك العدواني والفرار والكذب...تقل لدى الأطفال الذين يجدون تشجيع من الوالدين على تعاطي الأنشطة الترفيهية والرياضية وأن هذه الأنشطة تحول طاقة الطفل إلى طاقة بناءة وتصقل مواهبه وتساعده على تحسن مردوده العقلي وتحميه من الجنوح والانحراف وتبني شخصيته نحو السواء.
ثم أكدت على أهمية تخصيص وقت للنمو الفكري من خلال ممارسة القرأة والكتابة وتعلم مهارة التعامل مع التقنية الحديثة التي حلت كثير من الأزمات والصعوبات خلال فترة الحجر.
وأشارت بعد ذلك لضرورة تعلم مهارة الادخار وترتيب أولويات الصرف المالي لتحسين المستوى المادي وأن هناك العديد من الأشياء التي نستطيع إعدادها مع إمتاع النفس بالإنجاز دون كثرة تكاليف.
وأخيرًا ذكرت أنه يجب أن نمتن لله عز وجل لهذه النعمة، فمجرد قدرتنا على الجلوس في منازلنا في هذا الوقت الصعب نعمة من الله، وربما فترة يعطيها الله لنا ليختبر صبرنا وقدرتنا على التحمل، وأن نكون ممتنين لله عز وجل على قيادتنا الرشيدة وسياستها الحكيمة وما وفرته لمواطنيها من خدمات تفوق الوصف؛ والواقع الذي نعيشه اليوم ونرى بأعيننا منجزاته أعظم شاهد على ذلك.
وفتح المجال بعد ذلك لبعض المداخلات من الحضور والتي تم الإجابة عليها من قبل الدكتورة الشهري.

 0  0  
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:15 مساءً الثلاثاء 14 شوال 1445 / 23 أبريل 2024.