• ×

05:13 مساءً , الخميس 9 شوال 1445 / 18 أبريل 2024

مركزية الحرم النبوي تزج بنجل عالم الحديث والفقة غياهب السجون

العلامة الشيخ بن مضاوي الجهني "رحمه الله"

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
بث - فواز العبدلي : 
تخلى عن عمله بالسلك العسكري، ليتفرغ بملازمة والده طيلة سنوات مرضه التي امتدت لنحو 25 عاما، إلى أن شاء الله وغيب الموت والده، ليجد نفسه وحيدا أمام رحلة شاقه من أجل البقاء وأن لا يكون عالة على أحد، غير أنه سرعان ما وجد نفسه حبيسا مع كبار المجرمين داخل سجون المدينة المنورة ولا من سبب عدى أن حظه بأن يعمل تاجر بسطه بمركزية المسجد النبوي الشريف.
إنه إبن طيبة الطيبة الطامح للعيش بسلام "محمد المختار - نجل العلامه السعودي الشيخ الجليل عبدالرحمن محمود بن مضاوي العلوني الجهني "رحمه الله".
والذي إلتقته "بث" وهالها العلوم والمعارف التي يمتاز بها بينما لم يتعجب المحيطين به، يقينا منهم إنه أحد أشبال أشهر علماء السعودية "رحمه الله".
وأشار إبن العلامة الجهني إلى أن عمله ببسطه بمركزية المسجد النبوي الشريف مكنه بفضل الله بفتح محلات تجارية بالمدينة، غير أنه دفع ثمن ذلك باهضا عبر إيداعه السجن تحت تصنيف "تسول" كلما تمت مداهمة الجهات لبسطته ومصادرة بضائعها.
وتساءل المختار أيهما متسولا هل من يستجدي الناس أمام الإشارات المرورية وفي المحلات والأسواق، أم من يقف يوميا من بعد صلاة الفجر إلى ما بعد صلاة العشاء خلف بسطته للبيع وقطف ثمار مبيعاته بعزة نفس وكبرياء للصرف على نفسه وأسرته دون الحاجه لاستجداء الناس؟!.
وأضاف المختار "حينما كنت أحد منسوبي الأمن العام تشرفت من خلال خدمتي بالعمل بعدة قطاعات حكومية كهيئة التحقيق والادعاء العام ولجنة السعودة والإزالة والدوريات الأمنية والراجلة، ولكن بسبب مرض والدي بالجلطة وضمور المخ تغيبت عن عملي وتكفلت بالمراجعة بوالدي "رحمه الله" بالمستشفيات، حتى تم طي قيدي من العمل، غير أني واصلت بري بوالدي حتى أتاه الأجل بعد معاناة سنوات مع المرض.
وزاد بالقول "لقد توجهت للعمل الحر وقمت بوضع بسطه لي حول مركزية المسجد النبوي الشريف للبيع على الزوار والمرتادين، والحمد لله فبما جنيته كفل لي ولأفراد أسرتي "زوجتين و 6 من الابناء" بسد احتياجاتنا وتوسعت تجارتي بفتح محال تجارية، ولكن لم أنجو من الحملات الميدانية، فكثيرا ما تمت مصادرة مبيعات بسطتي وزجي في السجن بتهمة تسول دون الإشارة إلى أني مواطن يبتاع على بسطته لتأمين لقمة عيشه وأبنائه بشرف وعزة نفس"، لأجد نفسي من داخل السجون محاطا بأرباب الإجرام والقتل".
وناشد المختار مسؤولي منطقة المدينة المنورة بالنظر بجدية لحال شباب الوطن واعانتهم وتذليل الصعاب أمامهم ومساعدتهم في تجارتهم الصغيرة طالما أنهم يعملون بصدق وامانه للعيش بسلام وراحة بال وتنظيم شؤونهم بما يتوافق مع الرؤوية الوطنية، مشيرا إلى أن تصنيف البيع على البسطات بالتسول فيه اجحاف بحق ابناء الوطن وانقاص لهم امام مجتمعهم.
الجدير بالذكر أن العلامة الجليل الشبخ عبدالرحمن محمود بن مضاوي العلوني الجهني، من ابناء قرية الشدخ نبط، الواقعة غرب محافظة ينبع البحر ب 50 كم، وكان الشيخ "رحمه الله" درس في ينبع على يد الشيخ محمود القباني "رحمه الله"، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، وكان وقتها يعمل حاملا للبضائع في ميناء ينبع البحر للصرف على رحلته في طلب العلم حتى بات من أشهر علماء المملكة العربية السعودية في الحديث والفقة.
ليتعين بعد ذلك قاضي بقرية الحناكية، قبل أن يتوجه بطلب إقالته والالتحاق بالسلك التعليمي معلما للحديث والفقة في مدرسة النجاح بالمدينة المنورة.
العالم الجليل عبدالرحمن بن مضاوي الجهني "رحمه الله" كانت له حلقات علم بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وقد تتلمذ على يديه العديد من المشائح من بينهم الشيخ محمد سعيد سليباني والشيخ جويمل الجهني "رحمهم الله" وغيرهم من المشائح، كما كان مقربا لعدد من ملوك المملكة "الملك فيصل والملك خالد والملك فهد"، وكان يستعان به في حل المسائل الفقهية المختلف عليها.
وله مؤلفات في المذاهب الأربعة منها قطف الثمار أحكام الحج والاعتمار، والنفحات الصمدانية، والروض الأنيق في المواريث.
وكان الشيخ الجهني قد توفي عام 1430 هجري في المدينة المنورة بعد أعوام طويلة مع المرض "رحمه الله"
إبن العلامة "محمد المختار"
image
.

 0  0  
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 05:13 مساءً الخميس 9 شوال 1445 / 18 أبريل 2024.